أطلقت اليوم سفارة اليونان في مصر بيان أشارت فيه إلى حديث وزير الخارجية اليوناني “نيكوس كوتزياس” ، حول علاقة اليونان بدول المنطقة بما فيها مصر ، حيث قال أن اليونان مع قبرص قد أنشأت أليات للتعاون مع كل من مصر وإسرائيل والأردن ولبنان وهناك تفكير لإنشاء ألية خامسة للتعاون الثلاثي مع فلسطين ، موضحا أن منظومتي التعاون مع أول دولتين متعددة المجالات، أي أن الأليات الثلاثية قد تشكلت بمشاركة جميع الوزارات تقريبا، وليس فقط بين وزارات الخارجية.
وأكد أن هذا التنوع في العلاقات يمنح للإجتماعات الثلاثية مميزات جديدة ، حيث تتحمل الدول مسؤوليات جديدة ولكنها تكتسب كذلك فرصاً جديدة في منطقة شرق المتوسط.
وأشار وزير خارجية اليونان إلى انعقاد مؤتمر دولي بجزيرة رودس اليونانية يومي 8-9 سبتمبر القادم ، بمشاركة ست دول من أوروبا ، هي إيطاليا وقبرص واليونان وسلوفاكيا – التي ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا- وبلغاريا وألبانيا ، بالإضافة إلى ست دول عربية هي مصر والأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة وليبيا وتونس ، بخصوص القضايا الأمنية في شرق البحر الأبيض المتوسط ، مشيرا إلى انعقاده بناء على مبادرة يونانية، واذا تطورت الامور بنجاح ، فسيسهم ذلك في إستقرار المنطقة وفي خلق إطار مؤسسي أمني إقليمي جديد.
وفى نفس السياق حذر وزير خارجية اليونان من الإستهانة بعزم اليونان الدفاع عن حقوقها السيادية وسلامة أراضيها ، مشيرا إلى وجود صراع حاد على السلطة في تركيا ، ومؤكدا أن اليونان تتوخى الحذر كي لا تصبح جزءا من تلك المشكلة.
وأوضح وزير الخارجية اليوناني ان ما يمثل أهمية بالنسبة للعلاقات بين الإتحاد الأوروبي وتركيا ليس فقط تغيير رئيس الوزراء التركي ، فهناك محاولات تُبذل لجعل النظام السياسي مقصورا على حزبين اثنين ، وكذلك هناك أهمية لتعاظم دور الجيش ، سواء على الصعيد الداخلي في التعامل مع حركة “غولن” والأكراد، أوفي الخارج في العراق وسوريا ، وهذا يعني أنه بعد سنوات عديدة من قيام “أردوغان” بإرسال الجيش إلى ثكناته، عادت القوات المسلحة التركية لتشكل توازنات جديدة في منظومة السلطة من جهة ، ومن جهة أخرى فهي ترتكب سلوكيات غير مقبولة خارج نطاق القانون الدولي ، وكل هذا يتزامن مع حقيقة أن تركيا قد خلقت بؤرا للتوتر مع جميع جيرانها تقريبا.
وقال وزير الخارجية اليوناني ان تركيا تبدو أكثر عصبية الآن مما كانت عليه في الماضي ، وان على اليونان أن تحترس كي لا تصبح جزءا من مشكلتها، كما ترغب بعض الدوائر في الدولة المجاورة .
وتطرق إلى كلمته أمام المجلس الوطني اليوناني للسياسة الخارجية، حيث أكد أن اليونان تنفذ سياسة خارجية ثابتة فيما يخص “الخطوط الحمراء” بالنسبة للبلاد ، وهي سياسة حكيمة ولكنها حازمة في استخدام وسائل الردع، فاليونان تستخدم كافة الوسائل الدبلوماسية وتقوم بإبلاغ مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي باستمرار عن كافة التطورات، وهناك تعاون وثيق مع وزارة النقل البحري ووزارة الدفاع ، لذلك لم تظهر أي أزمات ساخنة خلال فترة تولي “أردوغان” رئاسة الوزراء ثم رئاسة تركيا ، ولكن إذا لم يتم توخي الحذر يمكن أن تحدث أزمة حتى عن طريق الخطأ.
ولفت إلى أن المشاكل تنشأ نتيجة استمرار الانتهاكات والاستفزازات من قبل جزء من الآلة العسكرية للدولة المجاورة، ولكن لا يجب الاستهانة بعزم اليونان الدفاع عن حقوقها السيادية وسلامة أراضيها، ففي السياسة الخارجية هناك دائما تحركات دبلوماسية لإعادة التوازن وأشكال اخرى للرد.