ناقشت الجلسة الأخيرة من ورشة عمل “الإعلام بين هيمنة الاقتصاد ونبض الجماهير وسيادة الدولة” التى نظمها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية بالتعاون مع شعبة المحررين الاقتصاديين ، موضوع :”التعداد السكانى والمؤشرات الاقتصادية” .. حيث أشارت الجلسة -التى أدارها الدكتور أحمد فكرى عبد الوهاب عضو الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس – إلى التحديات التى تواجها عملية تنفيذ التعداد السكانى وكيفية تعامل الإعلام مع نتائج هذا التعداد ، وسُبل جعل قضية السكان أقرب إلى الشارع المصرى .
فى البداية أشار اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن الجهاز يتبع المبادئ التى تلتزم بها أجهزة الإحصاء فى العالم ، مؤكداً أن الجهاز يقدم كل بياناته لكل المواطنين بلا أى استثناء وكما يتعامل مع الحكومة ، كشف اللواء أبو بكر أنه خلال الأيام القليلة القادمة يصل عدد السكان فى مصر إلى 91 مليون نسمة ، مؤكدأ أن نسبة الزيادة فيه تصل لنحو 8 أضعاف النمو فى كوريا و5 أضعاف الصين ، رغم انخفض معدل النمو فى أعقاب 25 يناير، لكنها زادت مرة أخرى ، مُضيفاً أن مصر لديها نسبة عمرية فى سن الشباب تحسدنا عليها كثير من دول العالم ، لكن فى نفس الوقت هناك 3 خصائص سلبية تتركز فى التوزيع السكانى الغير متوازن والأمية والبطالة ، هذا إلى جانب الـ 5 محافظات الحدودية بها 1.5 مليون نسمة وهذا يحتاج تحرك خلال الفترة المقبلة ،
من ناحية أخرى أكد رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن تسجيل ورصد خصائص السكان هى المرجوه من إجراء التعداد المُقبل وليس مجرد معرفة العدد ، حيث أن معرفة عدد السكان لها قواعدها وآليتها الثابتة والراسخة ، منوهاً أن إجراء التعداد السكانى مُكلف للغاية ، وأكثر هذه التكلفة تذهب لدفع الأجور ، لذلك يتم كل 10 سنوات مثلما تفعل فرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول ، بإستثناء اليابان التى تجرى التعداد كل 5 سنوات ، منوهاً أنه لأول مرة يتم تشكيل لجنة لمتابعة إجراء التعداد وأضاف: تم الإستفادة من تجربة للإردن تعتمد على استخدام جهاز “تابلت” وهذه التجربة لم تغب عنا عندما بدأنا نخطط للإعداد لإجراء التعداد، مشيراً إلى أن نتائج التعداد القادم ستكون متاحة خلال شهرين من بدء جمع البيانات من خلال 45 ألف من مُدخلى البيانات .
وأوضح اللواء أبو بكر الجندى أهمية استخلاص الخصائص السكانية بشكل دقيق ، مشيراً إلى أن 26 % من السكان لديهم القدرة للنفاذ للإنترنت وهذا سيساعد على تعاون المواطنين مع “جهاز التعبئة العامة”، منوهاً أن التعداد القادم ستصحبه حملة إعلامية تشمل البرامج التليفزيونية والإذاعية والصحف والإجتماعات والمؤتمرات الصحفية والطوابع التذكارية ، مشيراً إلى أن الجهاز أصدر العدد رقم 50 تحت عنوان “المعلوماتية” والذى يتناول العديد من المؤشرات السكانية .
من جانبها تحدثت الدكتورة هالة يوسف عضو المجلس التخصصى الرئاسى لتنمية المجتمع عن أهمية التعرف عن أبعاد الزيادة السكانية التى تحدث فى أى بلد بشكل طبيعى ، قائلة: هناك تنظيم ربانى فى المجتمع يُفترض أنه يسير بشكل تلقائى ، مشيرة إلى أن حصة المواطن من الموادر تقل نتيجة زيادة عدد السكان و نقصان أو ثبات بعض الموارد كالمياه والتى لم تزد منذ 50 سنة .
كما نوهت الدكتورة هالة يوسف إلى أن التناول الإعلامى للقضية السكانية بدأ يتراجع فى ظل ضعف القدرات المادية لمعالجة تشوه الخصائص السكانية السلبية من خلال التعليم والصحة والإسكان، مؤكداً على أهمية الإسراع بعملية التوزيع الجغرافى وهذا ما بدأت الدولة تلتفت إليه فى ظل التوسع العمرانى من خلال المدن الجديدة .