إنتشرت فى الأونة الأخيرة ظاهرة الطلاق و أصبحت من الظواهر الإجتماعية المتفاقمة التى تترك أثر سىء على المجتمع عامة والأسرة والزوجين والأبناء خاصة و تعمل تلك الظاهرة على تمزق الأسرة وتشرد الأبناء وضياعهم وبالتالي تفكك المجتمع وزيادة المشاكل الداخلية فيه ،و ترجع أهم أسباب الطلاق إلى عدم إقامة التوازن العادل بين الرجل والمرأة في مجال العلاقات الأسرية.
وفي الحقيقة لا يتحقق الإستقرار الأسرى إلا بوجود مقومات أهمها وجود ثقافة لدى الزوجين بمعرفة حقوق كلا الطرفين حتى يستطيع كل طرف معرفة ما له وما عليه فكثيراً ما نجد أن الزوجين لا يعلمان بحقيقة الحقوق و الواجبات التى لهم و عليهم حتى تتحقق إستقامة العلاقة الزوجية.
فالزواج عقد يبيح إستمتاع كل من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع ويحدد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات ، فحسن المعاشرة الزوجية هي من أهم الحقوق في الحياة الزوجية لإنها مبنية على أساس الإحترام والحب والرضا النفسي والإرتباط المعنوي، فكما على الزوج حقوق على الزوجة أيضا حقوق لزوجها ، فحقوق الزوج على زوجته أن يدفع لها مهراً و هو المال الذى يجب شرعاً للزوجة على زوجها بمقتضى عقد الزواج والمعروف “بالصداق” والمهر حق للمرأة وواجب على الزوج تكريماً لها، وليس ثمناً للاستمتاع بها ، و أيضا للزوجة حق على زوجها في تجهيز مسكن الزوجية بجميع مشتملاته و أيضا الإنفاق عليها و توفير غذاءها وكسوتها ومصاريف علاجها وغير ذلك مما يقضي به الشرع. ونفقة الزوجة واجبة على زوجها مسلمة كانت أو غير مسلمة مصرية كانت أو غير مصرية وسواء دخل بها أم لم يدخل بها و موسرة كانت أو غير موسرة.
و على الزوجة أيضا أن تحسن معاشرة زوجها و إحترامه و القيام بشؤونه والصبر عليه و العفو عن زلاته، وكسب وده ورضاه كذلك على الزوجة رعاية الزوج وخدمته، والعمل على راحته والتودد إليه و تعدّ تلك الحقوق من مقومات الحياة الزوجية .
و بجانب الحقوق المالية على الزوج تجاه زوجته هنا حقوق إنسانية منها الرفق بها وتكريمها فلا يكون شكّاكاً مضيقاً عليها بل يكون غيور عليها فى حد المعقول وأن يظهر المحبّة والإحترام لها وأن يكون ذا مظهر حسن وهيئة نظيفة وأن يقوم برعايتها وإعطائها كامل حقوقها الشرعية وعدم الإضرار بها وحسن معاشرتها، والعدل بين الزوجات إن تعددن وعدم ظلمها وحظر التعدي عليها أو إهانتها بالقول أو الفعل ومن صور الإضرار بالزوجة إستعلاء الزوج عليها والحط من قدرها والتعدي عليها بالضرب و السب و الايذاء النفسي و خيانتها مع أخريات و تبرير ذلك بأنه رجل لا يعاب عليه مخالفا الشرع و قواعد الاديان السماوية .
والامر يستلزم إعادة النظر في المناهج الدراسية و أن تدخل مادة تهتم بالثقافة الإنسانية الخاصة بالزواج ورعاية أمور البيت وحضانه وتربية الأطفال فلا يمكن الاعتماد على الأساليب العفوية وكذلك من المفترض على الدولة و المؤسسات الدينية أن تهتم بالجانب التوعوي والجانب الاعلامي للتعريف بحقوق الطرفين فإن لم تعرف حقك فلا يمكنك إستخدامه، وإن كنت تعرفه فعليك بحسن إستخدامه وإن لم تعرف واجباتك لم تعطها، وإذا أعطيتها فبالحسنى وعن طيب نفس وكل ذلك من اجل اسمى غاية وهي رضا الله تعالى.