يشغل الرأي العام في الفترات الراهنة العديد من الأحداث السياسية، التي تصب بدورها على الجانب الحياتي للمواطن المصري، حتى وإن كان لا يعي أي شيء في السياسة، فهو مضطر لمعرفتها، من أجل الاطمئنان عما سيأكله غدًا، ويركن ذلك إلى الطبيعة البشرية، فهو غالبًا يحب الإلمام بالأخبار من أجل شعوره بالأمان، حيث المأكل والملبس.
فمن أزمة الدولار وصولًا لقضية جزيرتي تيران وصنافير، حتى نزول الشباب للميادين مرة أخرى، لا يستطيع أحد قراءة المستقبل الذي ستعيشه البلاد، ما دعى إلى انطلاق العديد من الدعوات الشبابية على صفحات الفيس بوك، للتفاعل مع الأحداث واتخاذ موقف ورأي فيها.
تزامن مع ذلك انطلاق العديد من الدعوات مبهمة المغزي والهدف، فبدءًا من دعوة “صورتك وأنت صغير”، والذي حرص بعض الفنانين على المشاركة فيها، ولكن الأمر تطور بشكل سريع وملحوظ، حتى ظهرت دعوات على غرارها، وكان أهمها صورتك وأنت تخين، الذي اهتم حشد كبير من الشباب والفتايات على الاشتراك فيها والفخر بالإرادة والعزيمة.
وبعد ذلك جاءت صورتك وأنت في العمل والتي عكست فخر العديد من الشباب والفتايات بعملهم الحرفي والمكتبي، وكان لدعوة صورة من تصويرك أيضًا مردودها الإيجابي.
وعلى جانب آخر، انتشرت العديد من الدعوات التي تتسم بالسطحية وانعدام الفائدة مطلقًا، مثل “صورتك وأنت بتاكل”، “صورتك وأنت بت..”، و”افضح صاحبك باسكرين شوت”،، وغيرها من الدعوات غير اللائقة.
ومنها إلى “احكوا لنا عرفتوا بعض إزاي”، “تحب تقول لنفسك إيه”، “أكثر حاجة بتحبها “، “هتعملي إيه لو كنتِ ولد ليوم واحد”، “نفسك تسافر فين”، “لو حياتك كتاب هتسميه إيه”، “صورتك في فرحك أو خطوبتك”، “ليه ما انتحرتش لدلوقتي”، “حلمك إيه”، “كلمة لأبوك”، “كلمة لأمك الغالية”، “قول كلمة وجعاك”.
واللافت أن معظم الدعوات تصب في مجملها إلى التمني، والتعبير عن الذات حتى وإن كان بلا فائدة، وأحلام لم تتحقق.
وعلى الرغم من أن الكثير يعلم أن هذا مجرد كلام في العالم الافتراضي إلى أنهم اهتموا بالمشاركة، ومنهم من وجه الكلمات والنصائح لغيرهم دون انتظار مقابل.
ولكن كانت هناك سلبيات لانتشار هذا الأمر، حيث انطلقت دعوة بعنوان “سيب كلمة للرئيس وهو هيرد عليك”، وظهرت شخصية تحمل اسم “عبد الفتاح السيسي” وبالفعل انهالت عليه الأسئلة، وعند تأخره في الرد اكتشفوا أنها صفحة مزيفة.
يُذكر أن دعوات الفيسبوك بدأت للدعوة للزفاف والخطوبة والمحاضرات والندوات، وكذلك من أجل الترويج والدعاية، ولكن هذا الثوب الجديد للدعوات في ظل هذه الأحداث، لا أحد يستطيع أن يدرك أهميته أو جدواه.
هذا لا ينفي أن بعض الدعوات كانت سببًا في تغيير حياة المشتركين فيها كدعوة “فنان مش مشهور”، الي أبرزت مواهب العديد من الرسامين والكتاب، لم يكن يعرف أحد عنهم شيئًا وأصبحوا بارزين في هذا العالم، وفي العالم الافتراضي أيضًا.