انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الزوجة الثانية و أصبحت حلم وملاذ بعض الرجال للهروب إليها من متاعبهم، و هناك بعض الأفكار ساهمت في تحفيز فكرة الزواج بالثانية بإعتباره تطبيقاً لسنةٍ نبوية و أن الدين الإسلامي أجاز للرجل الزواج بأكثر من واحدة و بذلك لا يخالف الشرع و القانون .
و لكنه فى حقيقة الامر يتزوج من ثانية لأسباب غالبا ما تكون عاطفية بل أحيانا يقاتل من أجلها لأنه يجد ملاذا معها فهي توفر له ما لم توفره الأولى … فهي القطة الشقية الرقيقة التى تقوم بتنفيذ رغباته وتقديم كل ما تملك من خبرات وقدرات عاطفيه لراحته و يسعد معها لأنه من وجهة نظره ليس بحاجه إلى مناقشتها عن فلسفة الحياة أو الخوض في صحة النظرية النسبية أو عن مشكلات الطبخ و الغسيل .
فالزوجة الثانية إمرأة قبلت أن يطلق عليها زوجة الظل و لا ترى فى ذلك عيبا أو تهمة بل بالعكس بعضهن تراه أجمل الأسماء .. فهى تعيش في الظل لكنها شمسا في قلب و حياة زوجها .. و فلسفتها أن دينها أمرها بتوفير الراحة لزوجها فما الخطأ في ذلك؟؟؟ و تشعر بالثقة لأنها إحتلت مكانة فى قلب زوجها وتعرف كل خفايا وتفاصيل حياته ويستشيرها في أمور كثيرة وهي تعيش في الظل برضاها وقناعتها كي ترتاح وتريح و يكفى أنه تزوجها لأمور إفتقدها في الأولى أهمها أنها فشلت في إحتوائه .. ولا يستفز الزوجة الثانية مسمى زوجة الظل مازلت تساوي الزوجة الاولى شرعا وقانونا …
إلا أن شبح الزوجة الثانية يهدد الزوجة الاولى نفسيا و أحيانا اسريا عندما يؤدي الزواج بأخرى إلى التفكك الأسري وتفاقم المشكلات الأسرية رغم إعتراف اغلب الرجال بأن الزوجة الأولى هي الزوجة الرسمية وهي صاحبة القرار فى أمور عدة .
وليس هناك مشكلة فى تعدد الزوجات إذا تزوج الرجل ووجد الزوجة الاولى عاقراً ،فالزواج بأخرى فى تلك الحاله مباح وفقا لاحكام الشريعه الاسلامية على ألا يطلق الأولى إذا أرادت الاستمرار معه حتى لا يشتت صغاره ، أيضا إذا تزوج الرجل و لم يجد نفسه متفاهما مع زوجته ولديه أطفال أو مريضة و غير قادرة على إعطائه حقوقه الشرعية ويخشى من فعل الفواحش ففى تلك الحاله عليه الزواج بثانية ليتحقق التوازن والراحة النفسية ولكن يجب أن يعدل بينهن بما فيها المعاملة رغم أن العدل من رابع المستحيلات و خصوصا العدل فى الانفاق و توفير الامان و الاحتواء لذلك نقول دائما أن الخطأ ليس في الشرع إنما في الخطأ في التطبيق. “وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ”،
ونقول للزوجة الثانية ستظلى أسيرة نظرة المجتمع بإعتبار ك وافدة على الأسرة تسببتى في هدمها وتخريبها فضلاً عما يلصق بك من إتهامات بأنك طامعة في مال الرجل فلا تتزوجى من رجل متزوج للهروب فقط من لقب عانس حتى لا تحصدى لقب مطلقة