جمعتهم البسمة والرضا والقناعة، فلم تقتصر بضاعتهم على البيع فحسب، بل أنها باتت جزءًا من أرواحهم، إنهم بائعي الزهور بحديقة الأورمان.
وسط جولتنا بين الزهور والتوابل والصناعات الفخارية والمشغولات اليدوية بالمعرض المقام بداخل الحديقة بدى جليًا أن هذه المهن لا يختارها إلا عشاقها، فهي ليست مصدرًا للرزق فحسب، فقد كان من الملاحظ غياب الزبائن وعدم وجود مشتريين، إلا أنه عند سؤالنا لبعضهم أجمعوا أنهم يبيعون بشكل جيد ولكن يومي الخميس والجمعة، وهذا يكفيهم ويشعرهم بالرضا، فضلًا عن أمانتهم في البيع، فلا يعطي البائع ثمرة لشخص لا يستطيع الاعتناء بها، فهناك بعض النباتات مكانها الأرض وليس المنزل ، يمتنع البائع على الفور من إعطائها للمشتري.
قال “م.ح” أحد طلاب كلية الزراعة إنه يشترك في المعرض للعام الأول، ويبيع زهرة مبتكرة لا تباع في مصر بل في آسيا، وهي الشجر المقزم، وهو نوع من الأشجار يتميز بأنه مصغر، وليس الجديد في حجمه بل في القالب الذي يضعه فيه والذي يضفيه جمالًا خلابًا.
وأضاف أن المعرض يكتظ بالناس ايام الأربعاء والخميس والجمعة، وهذا يكفيه لبيع بضاعته وربح المال، فليس من الشرط أن يبيع طول الأسبوع كي يحقق أرباحًا.
وهذا ما أكدت عليه “ح.س”، إحدى نساء النوبة التي تبيع المشغولات اليدوية من أعمال التريكو والكورشيه ومشغولات الخرز، فعلى الرغم من خلاء المعرض من الزبائن نهائيًا إلا أنها ترى ان المعرض يجلب لها الربح المناسب والكافي.
أما عن “س.م”، بائع التوابل امتزجت بضاعته بابتسامته، فجعلت لها مذاقًا خاص، فضلًا عن جودة بضاعته الملحوظة والمميزة الذي أوضح أنه يقوم يتصنيعها وزرعها على يديه لذا هو واثق منها تمامًا.
وعن حالة البيع قال:” الحمد لله دي أرزاق من عند ربنا وربنا مقدر لنا، ورزق ربنا بيجي ببركته والبركة مهمة في القليل والكثير ، والبيع مناسب جدًا والحمد لله
“.
وأضاف أن الزبائن تأخذ بضاعته تجربها ثم تعود لتشتري منه مرة أخرى وهو يرى أن ذلك كرم من عند الله.
أما “ع.م” بائع الزهور، فكان يبيع بطريقة مختلفة تمامًا، حيث رفض بيع شجرة “نيم الناموس لنا”، مؤكدًا أنها لا تصلح للزراعة إلا في أرض كبيرة ، وهو لا يبيع نبات لشخص لا يستطيع العناية به.
وكذلك زهور الورد البلدي الذي يبحث عنها الكثيرين ويأتون لشراءها، فأكد أن طريقة زراعتها صعبة جدًا ، ولا يستطيع الاعتناء بها شخص لا يفهم فيها، لذا هو يدقق في الزبائن ولا يبيع لمن لا يستطيع الاعتناء بالزهور.
واستعرض “ك.م” جودة بضاعته وهي عسل النحل، حيث قام بالتجربة في الماء عدة مرات، مؤكدًا أنه يجعل الزبائن يجربون العسل ومتاح لهم الوقت حتى يوم 2 مايو إن وجدوا فيها عيبًا أعادوها له مرة ثانية.
يُذكر أن معظم المشتركين في المعرض من محافظة أسوان، وهو يقام كل عام من 19 مارس إلى 2 مايو بحديقة الأورمان بالجيزة.