وسط آليات البحث عن أسباب التفكك الأسري وعنف الأطفال وأسباب الانحدار الأخلاقي الذي يشهده المجتمع منذ فترة، طرحت صفحة فيلينج feelings تساؤلًا على نشطائها بأن يوجهوا كلمة لآباءهم.
وكانت ردود الأفعال صادمة بالنسبة لكثير من المتابعين، انهالت التعليقات بالتعبير عن مشاعر البغض وما يعانيه الشباب من قسوة الآباء والتي انعكست سلبيًا على تكوينهم النفسي، وعلى الجانب الآخر وجه الكثير من الشباب كلمات الشكر لآبائهم، وكانت أكثر الكلمات للترحم على الآباء الذين وافتهم المنية.
قالت “م.ح” إحدى فانزات الصفحة “: حضرتك لو كنت متوفي كنت هحترمك أنت فعلا متوفي بالنسبالي بس مش بحترمك”.
وتابعت أسباب ذلك أنها تغار من زميلاتها اللواتي يتمتعن بحنان آباءهم :” عمري ما حكيت عن حنانك وأنك سندي في الدنيا زي ما صحابي بيحكولي عن باباهم”.
ووسط ردود الأفعال القاسية التي واجهتها الفتاة، حيث لا يصح أن توجه مثل هذه الكلمات لأبيها، جاءت بعض ردود الأفعال تؤكد على أن ذلك معاناة :”نفس إحساسي بالظبط، محدش بيحس بحد إلا لمّ يكون مر بنفس ظروفه. الناس اللي عماله تقول لمّ يموت هتحسي بقيمته، ميعرفوش أن اليتم مش معناه أن ابوكي مات في ناس يتامي وأبوهم ع وش الدنيا ودول حالهم أصعب”.
وواستها أخرى قائلة : “حاسه بيكي عمرك ما هتقولي كدا إلا من غلبك، ربنا يصبرك يارب وعقابه عند الله، اقتربي أنتي من الله وهو هيقويكي”.
وقال آخر “ك.م”، أحد معجبي الصفحة أيضًا :” الناس اللي بتقول فراق الأب أصعب من وجود أب بدون قلب ولا حنيه.. أحب أقولهم الأبوة مش اسم وخلاص ديه مشاعر ومسؤولية”.
فيما أرسلت أخرى الشكر لأبيها المتوفى، في حين أنها أكدت على أن هناك آباء اسمًا فقط:” اتحرمت من أبويا بإرادة ربنا، وكان نعم الأب، فخوورة بيه أوي. بس فعلا ف أبهات تستاهل ضرب النار علي تقصيرهم ف حقهم وجرحهم لأولادهم… محدش يعرف ظروف التاني إيه محدش عارف دا ممكن يكون سبب وجع أد إيه للناس دي”.
وحار آخر في مشاعره تجاه والده :” مش عارف بحبه ولا بكرهه مش قادر أحدد بالظبط، ساعات كتير أقول أني بكرهه بسبب أني عمري ما شوفت منه أي حنية ولا كلمة حلوة. بس لمّ بيتعب بيصعب عليا وأقول ده مهما كان أبويا ربنا يجازيه علي أي حاجه حلوة عملها عشاني أنا وأمي وأختي ويسامحه علي أي غلط”.
وأرجع شاب سبب عقدة معظم الفتايات النفسية إلى سوء معاملة الآباء لهم :” في بنات كتير أكبر وجع نفسي ليهم في حياتهم بيبقي للأسف من باباهم ربنا يهون عليهم أوجاعهم يارب ويرزقهم باللي يعوضهم إن شاء الله ربنا كبير ومبينساش عباده أبدا”.
وارتأت أخرى أن والدها أفضل من آباء كثيرين ولكن :” مش الأب اللي حلمت بيه، سيبني أحاول ابقي حاجه، أنا عمري ما كنت فاشل، أنت نقطة ضعفي، أنت كسرت الأمل اللي جوايا، بسببك خلتني ضعيف قدام الناس بالتحكم القهري. أنا عارف امتي خايف عليا وامتي حابب تتحكم، مقدرش اقول غير الله يسمحك”.
وعبرت أخرى عن حزنها على الرغم من حياة أبيها :” أنا حزينة يا بابا و مكسورة أوى كان نفسى نكون صحاب بجد كان نفسى علاقتنا ببعض تبقى أقرب من كدة”.
وحار آخر في فهم مشاعره :” مش عارف أقول الله يسامحك ولا يرحمك ولا حسبي الله ونعم الوكيل .. بس ربنا عالم”.
وتوالت المبررات لتلك المشاعر السلبية تجاه الآباء، والتي وصلت إلى العاهات المستديمة في كثير من الأحيان.
وامتدحت أخرى أبيها :” ربنا يخليك ليا يا أحلى أب وأنا بعشق التراب اللي بتمشي عليه ونفسي تفضل جنبي طول حياتي وإني سنة الحياه هتفرقنا بعد عمر طويل إن شاء الله وإني أكون قبلك أحلى حاجه فى حياتى بحبك اووووووي، وأنا آسف على رسالتى في ناس باباهم متوفى أو … ربنا معاكم بجد أنتو في حاجات نقاصكم وربنا يعوضكم بيها إن شاء الله”.
ووصفت أخرى أبيها بأنه يمثل لها العمره كله:” بابا أنت روحي وعمري كله وبحبك أوى اوي وربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدًا يا أحلي وأحن أب ف الدنيا وأنت كل حاجة ف حياتي أنت الهواء اللي بتنفسه، بجد انت صحبي وحبيبي وبرضو مش هتجوز وهفضل معاك”.
وبلغت شدة حب إحداهن بأبيها أنها دعت الله بـ : ” ربنا يخليك ليه ويجعل يومي قبل يومك ويطول في عمرك وربنا يهديني علشان ديما تكون فرحان بيه ويخليك ليه يا أغلى حاجة عندي في الدنيا”.
وتفهمت إحداهن شدة أبيها قائلة :” كنت فاكرة شدته وقسوته عليا ورفضه لأى حد يرتبط بيا وانه يدقق فى التفاصيل تحكم وقساوه قلب واما مريت بمواقف كتير وعقلت عرفت انك ياحبيبى خايف عليا شكرا يا بابا”.