التسامح والسلام تعد معانى لها قيمة ولكن تنفيذها يعد خطوة صعبة بل مستحيلة عند بعض الأشخاص فالبعض يرى فى التسامح امتهان للكرامة وضعف لا يستطيع رؤية نفسة فى ذلك الموضع وتتداخل المفاهيم وتظل فكرة التسامح عالقة فى أذهننا بفكرة الضعف وإهدار للكرامة وتصبح المبادرة معلقة من يبدأ ويستشعر بالضعف وهناك من يرى فى التسامح قوة ولكن لايستطيع البدء بالمصالحة والتسامح ….وفى هذا الموضوع يحدثنا أبونا انجيلوس جرجس راعى كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة فى كلمة خاصة لوطنى نت أن التسامح من الممكن أن يكون فى موضع ضعف أو موضع قوه
فى حالة موضع الضعف إذا كان عن غصب وليس من داخل الإنسان وبأرادتة فيكون مجبر عليه وفى هذة الحالة يعتبر منتهى الضعف وليس له أي معنى.
ومن موضع قوه عندما يكون التسامح نابع من قلب الشخص وعن طيب خاطر والمحبة تملأ الشخص بعيدا عن اى إجبار او تغصب فالتسامح عطاء وفرصة للتواصل من جديد وإعطاء فرصة للطرف الآخر للأصلاح ومد جسور المحبة فالخطأ جائز بين البشر ومن يريد الإصلاح والتسامح فهو يمتلك قوة لايمتلكها كثيرون فالخصام من السهولة حدوثة ولكن التسامح يبقى الأقوى.
والمبادرة تعتبرمن أقوى أدوات التسامح ومن يمتلكها يمتلك خصال القوة وانتصار داخلى على العداوة والبغض والمقاطعة ولكن يبقى شئ يجب حدوثة هواعلان الحقوق
فيجب عند التسامح أن يعطى كل من ذى حق حقه فالشخص المخطئ يجب معرفة خطأة لمساعدتة على تجاوز ذلك الخطأ وتداركه ذلك فيما بعد.
ونجد مثال السيد المسيح عندما ضربه الجندى على وجهه فقال له لماذا تضربنى ؟
فالمواجهه فى الحق ضرورية لمعرفة اسباب الخلاف وتجنبها ولا ننكر أن هناك من المواقف والعدوات تخلق من لا شئ لمجرد سوء تفاهم أو خطأ فى الفهم.
والإنسان الحكيم يتجنب المشكلات والخصومات فى حياته فالسلام بين البشر يعطى سلام داخلى يستطيع الشخص أن يعيش ويتخطى به صعوبات الحياه.
الإنسان المسالم يمتلك القوة فى صنع السلام واطفاء جو من المحبة يشع بين الناس.
ونحن نحتاج لإعطاء انفسنا مساحة داخلية من المحبة والتسامح تجاه الآخريين، فالصلاة الربانية تقول واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا، فالله كامل الصفات يغفر ويسامح أخطاءنا الجسيمة فكيف نحن البشر بكل ضعفنا لا نغفر ونسامح فالتسامح ليس امتهان للكرامة ولكن منتهى الكرامة والقوة.