“في الثامن من مارس” يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، والذي حددته هيئة الأمم المتحدة عام 1977، على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945″.و”في السادس عشر من مارس” نحتفل في مصر بـ”يوم المرأة المصرية”، والذي جاء على إثر خروج السيدات المصريات بأول مظاهرة نسائية عام 1919؛ تأييدًا للثورة واحتجاجهنّ على نفي زعماء الأمة، ولا سيما تخليدًا لذكرى استشهاد السيدة/ حميدة خليل أول شهيدة مصرية من أجل الوطن.و تتوجه جمعية نهوض وتنمية المرأة بخالص التهنئة للمرأة المصرية، كما تهنئها بمشاركتها الفعالة والمؤثرة في الحياة العامة، وحرصها الكبير على لعب الدور المنوط بها كما يجب أن يكون وأكثر -كعادتها دائمًا؛ فالتاريخ يشهد دومًا لنضال المرأة المصرية، سواء داخل بيتها خلال توليها لتربية أجيال جديدة، أو داخل مجتمعها الأكبر من أجل فك القيود التي يفرضها بعض الكارهين عليه سواء كان استعمارًا أو فسادًا أو إرهابًا، ولعل ذلك ما لمسناه وبشدة على مر الأزمات التي مر بها الوطن، وبخاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ولعل سنوات النضال تلك هي الركيزة التي نستند عليها بحق خلال مطالبتنا جميعًا بأحقية المرأة في المشاركة الفعلية على كافة مستويات الدولة، وليس فقط لكونها نصف المجتمع، فعندما ندقق النظر في كفاءة المرأة وتاريخ عطائها، نجد أنها وعن جدارة مؤهلة لتولي المناصب العليا في البلاد، والمشاركة بالحياة العامة بفاعلية.ولعل ذلك ما يفرض أمامنا دائمًا تساؤلًا، وهو، لماذا نجد من لا يحترم المرأة المصرية بحق ويقدر لها الدور الذي تلعبه وما تمارسه من أجل النهوض بعائلتها ومجتمعها ووطنها، ولماذا لا ينعكس ذلك في وسائل الإعلام المختلفة؟!، فالحقيقة، ما زالت جمعية نهوض وتنمية المرأة غاضبة مما تناولته وسائل الإعلام الشهر الماضي من خلال إحدى برامج “التوك شو”، والذي جاء فيه إحدى الشخصيات “الهزلية” وتحدث عن سيدات مصر بطريقة تمثل سبًا وقذفًا للأعراض وخادشًا للشرف، حيث اتهم سيدات صعيد مصر بتهم مخلة مثل الخيانة ووصفهنّ بأوصاف تتنافى مع قيم مجتمعنا المصري!
فمِثل هذه المواقف يجعلنا حقيقةً نتعحب من هؤلاء الذين يرون في المرأة جسدها فقط واقتصار دورها على شئ واحد فقط دون سواه، رغم أن مصر زاخرة بنماذج نسائية مشرفة اللاتي حققنّ ويحققنّ دومًا إنجازات على مستوى مختلف الأصعدة، فمثلًا تم تعيين ثلاث سيدات ذات ثقلٍ كبيرٍ ضمن حكومة المهندس/ شريف إسماعيل- رئيس وزراء حكومة مصر، وهنّ: “السيدة/ نبيلة مكرم- وزيرة للهجرة والمصريين في الخارج، والدكتورة/ سحر نصر- وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة/ غادة والي- وزيرة التضامن الاجتماعي، كما حصلت المرأة على حوالي 70 مقعدًا برلمانيًا بواقع 15.5% من إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب، وهي نسبة مقبولة إلى حد ما بالنظر إلى أن هذا أول برلمان بعد أحداث سياسية متقلبة.كما اختيرت المرأة المصرية لتولي عدد من المناصب للمرة الأولى، حيث تم اختيار وتعيين الدكتورة/ فايزة أبو النجا كأول مستشارة سيدة للأمن القومي، وكلنا نعلم جيدًا أنها من أكثر السيدات ثقلًا في المجتمع، ولعل ذلك ما جعلها تستحق لقب “سيدة الدولة”، كما تم ندب وتعييت المستشارة/ غادة الشهاوي لمنصب مساعد وزير العدل لشئون المرأة والطفل، كما تم تعيين المستشارة/ سالي الصعيدي لتكون أول سيدة تشغل منصب مساعد رئيس محكمة النقض، وهو ما يشكل تقدمًا محرزًا للمرأة المصرية.
بالإضافة إلى تعيين كل من الدكتورة/ منال عوض نائبة محافظ الجيزة، والدكتورة/ سعاد الخولي نائبة لمحافظ الأسكندرية، والدكتورة/ جيهان عبد الرحمن نائبة لمحافظ القاهرة، وهو ما يعد خطوة أولية في طريق تولي المرأة لمنصب المحافظ، فما اتمناه في 2016 هو أنا أرى المرأة وهي متقلدة هذا المنصب، وعُينت المهندسة/ سعاد حلمي كرئيس حي وسط وذلك كأول سيدة الأسكندرية، وهي بذلك أول سيدة تتولى هذا المنصب في الإسكندرية، كما تم تعيين الأستاذة/ فوزية حنفي كرئيس جديد للجهاز المركزي للتنظيم والإدراة.وهناك العديد والعديد من الإنجازات، والتي ستمثل ردًا خارسًا لكافة الألسن التي تناهض حقوق المرأة وقضيتها، والتي لا تريد لهذا الوطن التقدم من الأساس، حيث أن مقياس تقدم الأمم ونموها يكّمن بشكل أساسي في مدى احترام المرأة بها، فدعونا نتقدم بنسائنا.
وختامًا، تتوجه جمعية نهوض وتنمية المرأة برسالة خاصة للمرأة المصرية: “كل عام وأنتِ وتد عائلتك ومجتمعك ووطنك”.