نظمت بالأمس الكنيسة الأنجيلية بعين شمس ندوة بعنوان اشكالية الترانيم في الكنيسة الانجيلية وقام بتقديم الندوة شيخ الكنيسة رفعت عوض الله ،حيث،ابرز اهم التقاط التى سيتم التحدث فيها ولفت الي بعض الترانيم التى جاءت تحمل الفاظا ركيكة المعنى وبعضها قد يكون مخالفا للاهوت ، لافتا الي دور الكنيسة في الارتقاء بالمجتمع والتأثير فيه وليس الاخذ منه ومن كلماته وافكاره وادخالها الي ساحات الكنائس ،فلابد ان تفرض الكنيسة هويتها وطبيعتها والاتخضع للمزاج والمتغيرات المجتمعيه ،علي ان تساير التطور ولا تثبت في الافكار لئلا تجمد وينصرف اهلها عنها.
تحدث القس وجيه يوسف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط والقس أسحق وليم راعي الكنيسة الأنجيلية بالعاشر من رمضان عن :لاهوت ونظام العبادة والتسبيح بالكنيسة الانجيلية، الترنيم بين العاطفة والعقل، ماهى شروط كتابة الترنيم ومن المؤهل لهذه الكتابات؟.
وقال القس وجيه يوسف “لاهوت ونظام التسبيح بالكنيسة الانجيلية” بات عرضا لمرض أكبر، وأن الأنجيلية قد تحولت من نظامها المشيخي في اخر 40 عاما إلى كنائس مستقلة غير مترابطة مع بعضها البعض، مما أنعكس علي الفكر اللاهوتى والترنيم داخل الكنائس.
مشيرا إلى أن الترنيم لابد ان يكون مؤلفها دارسا للاهوت ومتعمق وعلي دراية واسعة باللغة واللفظ ، فيما اكد ان اية عقيدة خاطئة نريد ادخالها داخل كنائسنا تكون من خلال كلمات الترنيم التى يتم ترديدها ، مثلما حدث قبل قرون مع اريوس الذي قام بإدخال عقائد خاطئة الي داخل الكنيسة ،كما اشاد يوسف بالكنيسة الارثوذكسية والتى كانت ولازالت تحافظ علي وحدتها ولم تتغير منذ اعوام وحافظت علي هويتها وثباتها ولم يصبها شوائب مجتمعنا.
كما اكد يوسف في كلامه علي ان مايهمنا في النهاية هو الجوهر والمضمون وليس القالب الشكلي.
وانتقلت الكلمه إلى القس أسحق وليم راعي الكنيسة الانجيلية بالعاشر من رمضان، فجاء كلامه حول الترنيم بين العاطفة والعقل ومن المؤهل لكتابة ترنيمة محللا للموقف الخالي للعبادة في الكنيسة، فتفرع كلامه الي نقطتين هما :
تأثير المجتمع علي الكنيسة في الترنيم، وتحليل لاهوتى لما يحدث اليوم.
فجاءت الاسباب تشير الي:
تدنى الذوق العام في المجتمع بأسره، الازمة اللغوية العى يعانيها المجتمع برمته.
المصطلحات الجديدة الدخيلة علي اللغة مما جعلت المجتمع يستثيغ الالفاظ الركيكة.
الاستغراق في الفردية وعدم الصلاة والترنيم بروح الجماعة الواحدة. (انا بمفردى وليس نحن كجماعة مؤمنين وجسد واحد).
العنف الذي ساد في قطاعات كثيرة في مجتمعنا،حتى انه وصف صخب الموسيقي علي انه نوع من العنف ، والكلام عن العدو بشكل كبير في الترانيم هو نوع من العنف، والدفاع العنيف عن وجهة النظر دون الاستماع للغير هو نوع من انواع العنف.
والالهاء للبعد عن التفكير في الواقع الذي نعيشه .
لافتا الي عبارة جاءت علي لسان القس فايز فارس “ان المسيحيين قاموا بتحريم الغناء والفن في وقت ما لذا قاموا بخلقه داخل الكنيسة مما حول جزء كبير من العبادات الي تسلية).
واضاف ان الله قد تحول عن المركزية في عبادتنا لصالح الجمهور علي طريقة مايطلبه المستمعون ،ولصالح النجم أيا كان واعظ أو مرنم وحجم شعبيته داخل الكنيسه ،حتى انه بات هناك مرنمين او نجوم صف اول وصف ثان، ولصالح الشيطان نفسه في بعض الاوقات حيث اصبحت التعليقات عن ابليس اكثر بكثير من الكلام عن الله ، ولصالح المكانه او الحدث الذي يقدم فيه عبادتنا.
فأصبحت عبادتنا نوعا من التسلية الدينية وليست اداة للتشكيل الروحى.
كما لفت في كلامه الي ان الناس لازالت تتعبد كثيرا ولكن تزداد خرابا، ولازالوا يتعبدون كثيرا ولازالت الفجوات بين الاجيال كبيرة جدا.
مستطردا الى اننا صرنا نشكل الله علي صورتنا ومن المفترض ان نكون نحن المشكلين علي صورة الله، وان هدف العبادة هو التقديم قبل الاخذ.
وحول من المؤهل للكتاية اشار إلى انه كل شخص لديه فكر صحيح واختبار صادق ولغة صحيحة.
مؤكدا ان شكل العبادة ليس مرضا وانما عرض لمرض اكبر وهو عدم احتواء الاجيال الكبيرة للشباب ،لذا لابد من مراجعة سلوكنا الكنسي ووجود تضحية من الكبير لأنه الاكثر نضجا وتعلما ليحتوى الصغير حتى يرتقي به.
فيما قد فتح باب التعليقات والاسئلة المختلفة بعد الندوة والتى جاء معظمها منصبا في اطار كيفية بناء حلقات للتواصل بين الاجيال واننا بتنا نعانى ليس فقط اشكالية فكرية في الترنين ولكنها فى المجتمع وتأثيره القوى علينا وعلي كنائسنا ،فيما رفض البعض الكلام واصفا اياه بالمبالغ فيه واننا لابد ان نساير عجلة التطور لئلا نصبح جامدو الفكر والترنيم ونلفظ ابنائنا إلى خارج كنائسنا.