الكاتب لويس جريس : قداسة البابا شنودة أحد الأدباء المتمرسين في الكتابة وله مئات الكتب والمقالات
محمود ياسين : فى قصيدة ” سيدى البابا ” لقبت البابا شنودة بالاسطورة
الدكتور محمد سالمان : شاعر فحل استلهم التراث العربى
محمد صلاح :البابا شنودة شخصية كارزمية عميق الأصالة تحاور مع العالم شرقا وغربا لخدمة قضايا الوطن والعروبة
مرت أربعة أعوام على رحيل قديس العصر البابا شنودة الثالث، رحل عن عالمنا ولكنه لم يرحل من قلوب المصريين، ومازالت كلماته وأشعاره في آذان الكثيرين، وكتبة ومقالاته علما للدارسين والباحثين وتأبينا له نظم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالتعاون مع أسقفية الشباب وتحت رعاية وحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، احتفالية “معلم الأجيال” بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، حضر الاحتفال وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم.
وجاءت الاحتفالية بمناسبة حلول الذكرى الرابعة لرحيل قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبحضور السفيرة نبيلة مكرم وزير الهجرة وشئون المصريين بالخارج،مندوب عن وزيرة التضامن الاجتماعي د غادة والى – لفيف من الآباء المطارنة و الأساقفة أصحاب النيافة: أنبا بيشوي مطران كفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة العفيفة دميانة، أنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة، أنبا موسى” أسقف عام الشباب، أنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، أنبا ارميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، و أنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح، أنبا يوليوس أسقف عام الخدمات العامة والنائب البابوي لكنائس مصر القديمة، كما حضرها عدد من الشخصيات العامة.
ومن الجانب الثقافى : الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ،الدكتور مصطفى سليم رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ،والدكتور عمرو دوارة رئيس مهرجان المسرح العربي ،وهاني عزيز رئيس جمعية مصر السلام والدكتور محمد أبو حامد والدكتور محمود العلايلي و أسرة قداسة البابا شنودة الثالث
وشارك في الاحتفالية: فريق قيثارة للفن الشامل بأسقفية الشباب والذي ضم أكثر من 10 فرق للكورالات والترانيم من الشباب والأطفال بالإضافة إلى فريق قيثارة للمسرح – وكذلك فنان الكاريكاتير فيكتور يونان وفنان الرسم بالرمل مايكل روماني.. والعديد من الشعراء، والاحتفالية من إخراج الفنان ضياء شفيق.
بدأت الاحتفالية بعزف السلام الجمهوري وعرض فيلم تسجيلي عن البابا شنودة الثالث، وعدد من الفقرات والترانيم من أشعار البابا شنودة الثالث
وقد أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن التعاليم التي تركها لنا كل من قداسة البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث هما البوصلة التي نسير عليها ونستكمل مسيرتهما العطرة.
مؤكداً أنه لا يوجد مسيحي عربي لا يعرف قيمة وقامة البابا شنودة الثالث وذلك من خلال عظاته أو كتابته سواء من جهة كتبه أو مقالاته، فضلاً عن مقالاته بالجرائد التي كان يتابعها المصريون جميعا، وهو الأمر الذي جعل قداسته سيبقى معلما للأجيال المصريين كلهم وليس المسيحيين فقط.
كما أشار أنبا موسى أسقف عام الشباب فى كلمته الى أن مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث رمز لا ينسى فهو محفور بقلوب الجميع لما له من حكمة ومحبة وتعاليم مازلنا وسنظل نعيش عليها ونستفيد منها.
وأضاف نيافته : أن قداسة البابا شنودة كان خادما وكارسا بالداخل والخارج فضلًا عن اهتمامه الشديد بالعمل المسكوني والعلاقات بين الكنائس. واختتم كلمته بان قداسته كان له الكثير من الإهداءات وكانت الأجمل من بينهم هو قداسة البابا تواضروس الثاني والذي جاء ليكمل مسيرة قداسة البابا شنودة العطرة.
أديب متمرس
—————————– —
وفى جولة فكرية التقت وطنى عددا من الشخصيات فى مجالى الفكر والفن للحديث عن هذا المفكر العظيم …
يقول الكاتب والصحفى الكبير لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخيرالاسبق ، يعد قداسة البابا شنودة الثالث أحد الكتاب المتميزين، والأدباء المتمرسين في الكتابة، وله أكثر من مائة كتاب، ومقالات أسبوعية في الجرائد التالية ” وطني ، وأخبار اليوم، والأهرام، والجمهورية سابقا بالإضافة إلى مقالات نشرت في مجلة الكرازة، وغالبا ما تجمع فيما بعد في كتب ،
فكان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان من قبل ولعدة سنوات محررا ثم رئيسًا للتحرير في مجلة “مدارس الأحد” وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة ، وخدم فى الجيش وكان ضابطًا برتبة ملازم بالجيش
وعاصر “البابا شنودة” الرؤساء محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، ولكن لم تكن علاقته مع السادات جيدة، حيث اندلعت عدة خلافات انتهت بأن قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى سبتمبر 1981م، إلغاء القرار الجمهورى بالموافقة على انتخاب البابا شنودة الثالث بطريركا، مع الرغم انه كان منتخبا من الشعب وليس معينا ومع ذلك تم عزله وتعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة، وتحددت إقامته فى الدير
فقد وقع الخلاف بين الرئيس السادات والبابا شنودة عندما طلب من البابا إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس فى إطار جهود السادات لتفعيل معاهدة كامب ديفيد، ولكن البابا رفض إرسال أى وفود إلى بيت المقدس و لم نذهب الى القدس غير مع اخواتنا المسلمين ، الأمر الذى أثار حنق وغضب السادات على البابا شنودة ،
مع الرغم بان الرئيس السادات من قبل ذهب مع البابا شنودة وشيخ الازهر فى ذاك الوقت وصلوا فى دير سانت كاترين ، وبعد هذا الحدث كتبت ان دير سانت كاترين مزار مهم جدا وعلينا ان نقيم فندقا به لتوافد الناس لزيارة المكان الذى تكلم فيه الله مع سيدنا موسى “بالوصايا العشرة” فهو مزار سياحي هام تاتى به السياح من جميع بقاع العالم ، وكان يعلم السادات بذلك ولكن للاسف لم يهتم به احد الى الان ، فكان سياسيا فى حكمته ، ولم يكن رئيسا دينيا فقط بل كان وطنيا يحمل هموم مصر والكنيسة بداخله ، وظل يرسى مبادئ الحب والسلام بين الجميع ،وكان حكيما وواعيا بكل التحديات التى تواجه الوطن فكان رائدا وطنيا وزعيما روحيا ،
كما اكد جريس أننا لو قرأنا في كتب التاريخ عن شخصية تتصف بهذه الصفات وتقوم بكل تلك الأعمال لظننا أن المبالغات قد لعبت دورا كبيرا في خيال المؤرخين ولكن شكرا لله أننا نعاين ونعايش هذه الأحداث ، فنحن شهود له .
البابا يعشق صاحبة الجلالة
—————————– ——
اكد الكاتب الصحفي الكبير محمد صلاح مدير مكتب جريدة “الحياة اللندنية، وأن قداسة البابا شنودة الثالث قضى أكثر من 40 عاما يقود الكنيسة القبطية بكل عنفوانها وقوتها فى أدق وأصعب وأهم مراحل تاريخها العريق، فاتسعت الكنيسة القبطية فى الداخل والخارج كما لم تتسع من قبل، بل أصبحت كنائسها هنا وهناك بمثابة سفارات دينية أو امتدادا لسلطة الكنيسة خارج الحدود،كما أن البابا شنودة الثالث هو البابا الذى تحاور مع العالم شرقا وغربا وقابل كبار الساسة لخدمة قضايا الوطن والعروبة، منطلقا من وطنية جارفة ومصرية مطلقة وعروبة خالصة، بشخصية ذكية متزنة، مرنة ومتعلمة، فكان مثقفا و قارئا جيدا فى شتى المجالات وكان يستشهد فى احيان كثيرة بمفردات من الدين الاسلامى للدلالة على موقف ما ، وهذا دليل على اتساع اطلاعة وعلى ثقافته العالية مما أثنى عليه كبار الدين والسياسيين في العالم وهذا انعكس على حسن استقبالة فى الخارج ، وانا اعمل بصحيفة دولية لديها مكاتب فى كل انحاء العالم فكان وجوده بالخارج يتم استقباله كانه احتفال من المصريين وغير المصريين يجهز له ويحتفى به ،
فكان البابا شنودة عالما وفقيها لغويا، شديد الذكاء فكانت ذاكرته حاضرة وثقافته وذكائه نادرين وكان له قبول عند المسلمين والأقباط فكان البابا شنودة كاتبا وأديب يحب الشعر والوطن أشتهر بنكاته الطريفة ويتصف بروح الدعابة بل وكان يستخدمها في الرد على الأسئلة التي تطرح عليه في الاجتماعات العامة او الحوارات الخاصة ، وله مقولات مأثورة ، وبالتالى الكنيسة فقدت شخصية كارزمية نادرا ما تتكرر هذا الشخصيات لعقود طويلة فكان البابا شنودة دائما رجلا صلبا متفائلا مصريا عميق الأصالة، فكان قداسة البابا درع لمصر تحطمت عليه خناجر الفتن الطائفية .
قصيدة ” سيدى البابا “
———————
من جانبه قال الفنان محمود ياسين ، ان قداسة البابا شنودة كان يرسى مبادئ الحب والسلام بين الجميع يحمل هموم مصر والكنيسة بداخله، ان الكلمات تعجز ان تعبرعن قيمة وقامة قداسة البابا شنودة فقد اعطى من الحكمة والفكرما يجعله رمزا وطنيا فى تاريخ مصروالعالم ، عاصرت دعاباته وابتساماته ودموعة
وقد شاركت من قبل فى ذكرى رحيلة وقرات قصيدة ” سيدى البابا “التى لقبت البابا شنودة بالاسطورة ، عرفناك سيدى البابا متربعا على القلوب .. بحلمك وصبرك وعفوك ، فلم نجد ارحم من صفحة النيل ان نخلد عليها ذكراك .. سيدى البابا يعلم القاسى والدانى ان مصر وشعبا .. بمائها وهوائها قد شغلت كل خلجة من خلجات نفسك .. فعشت بها ولها لذا لم تبخل مصر عليك بان وضعتك .. في سويداء قلبها مع اعاظم الرجال الذين منحوا واعطوا وضحوا ولم يبخلوا .
هذه االكلمات توجت جزاء بسيطا من الصفات الجميلة لقداسة البابا والتى تحمل كل معانى الحب واقول له فى ذكراه مازلت سيدى البابا ستحيا بيننا دائما وابدا بحبك واعمالك
كما اكد ياسين ،ان البابا شنودة احب الشعر وحفظة أو كما قال “حفظت ما يروق لي وما يترك في نفسي أثراً، وله قصائد عديدة كتبها على مر الأيام، وتعد من أشهر قصائده التي تدل على طبعه الزاهد في شهوات الحياة قصيدة “غريباً عشت في الدنيا” سطر كلمات معظم هذه الأبيات سنة 1946، وتندرج أبيات من بين صفوفها لتحمل الغربة في الأساليب والأفكار معتبراً نفسه نزيل مثل سابقيه ليؤدي رسالة ثم يذهب فكان زاهدا للارضيات مملوءا بالحب لوطنه وابنائه و ظل مهموماً بالشعب، ومن أشهر عظاته التي أكد فيها حبه لهم والتي لا تزال كلماتها حية ، يرددها كل ابناء الوطن مسلمين ومسيحين وهى أنتم في قلبي باستمرار لقد عشت زماني كله في قلوبكم ومازلت أعيش ، أخذتكم في قلبي وفي فكري أنتم ومشاكلكم أعرضها على الله وعلى المسئولين . ، فكان تاثيرقداسة البابا واضح كرجل دين و كأديب وشاعروفيلسوف مصرى يؤثر في وجدان جميع المصريين .
صدق قصائده
قال الناقد الدكتورمحمد سالمان ، أن قداسة البابا شنودة الثالث شخصية مصرية وعالمية رفيعة المستوى فقد شغل بطريرك الكرازة المرقسية فى مصر وبلاد المهجر، وهو رجل دين بارز وشجاع هادئ ومتسامح مثقف يعشق العزلة والاغتراب، ويهوى حياة الجبال والمغارات ويعشق التأمل والتفكير
وعلى الرغم من مكانته الدينية وعلمه الغزير فإن ذلك لم يثنيه عن الشعر فقد كان شاعرا فحلاً، شعره ملىء بالأسرار نجد فى شعره نفثة جبران خليل جبران، وعمق العقاد وبراعة المازنى وتأمل إيليا أبو ماضى، وصور عبد المسيح حداد، وبساطة نسيب عريضة، وموسيقى إبراهيم ناجى ،
مؤكدا ان ديوان البابا شنودة الذى صدر من قبل عن الهيئة العامة للكتاب انه يضم فقط اشعار البابا شنودة المكتوبة باللغة الفصحى ، وهو نحو 38 قصيدة ومقطوعة ويضم نحو 600 بيت شعرى ، كتبها البابا على مدار نحو سبعين عاما اذ تعود تاريخ اقدم قصيدة الى عام 1939 اما القصيدة الاخيرة فتعود الى عام 2009
وقال سالمان الذى قدم دراسة عن اشعار البابا ان الديوان يضم مسرحية شعرية صغيرة مكونه من منظرين اثنين وهى تحكى قصة آدم وحواء ، كما يضم الديوان بعضا من ذكريات البابا مع شعره ، فنجده كتب قصيدة وهو على باب المترو ،وقصيدة وهو يسبح فى البحر وكادت تودى بحياته ، اضافة الى النشيد الوطنى الذى كتبه للمدرسة وتم عزفه ،والديوان مصحوب بدراسة تضم حياة البابا شنودة منذ ولادته حيث ماتت والدته وارضعته الحاجة ” صابرة ” ، كما تضم دراسة نقدية مهمة لشعره من ناحية الموضوعات واستلهام التراث وكذلك دراسة موسيقية لتلك الاشعار ، وقدمت بعض نماذج من قصائد البابا مثل قوله فى قصيدته “تائه فى الغربة ” غريبا عشت فى الدنيا نزيلا مثل آبائى ، غريبا فى أساليبى وأفكارى وأهوائى ، غريبا لم أجد سمعاأفرغ فيه آرائى ، ويقول فى قصيدة “سائح ، انا فى البيداء وحدى ليس لى شأن بغيرى ، لى جحر فى شقوق التل قد أخفيت جحرى ، وسأمضى منه يوما ساكنا ما لست أدرى
ويشير الى ان اهم ميزة فى شعرالبابا شنودة استلهام التراث العربى القديم ، ووضح ذلك عندما عارض الامام الحصرى القيروانى فى قصيدته الرائعة “ياليل الصب متى غده ، أقيام الساعة موعده” وقال البابا شنودة ان جاع عدوك أطعمه واذا ما احتاج تساعده وبكل سخاء تعطيه ومن الخيرات املأ يده كما استلهم بعض القصص التاريخية مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيزقال ، هو ذا الثوب خذيه ،ان قلبى ليس فيه ، أنا لا أملك هذا الثوب بل لا أدعيه ،
كما تأثرالبابا شنودة بشعر الاندلسيين من خلال الموشح الاندلسى وتغيير القافية وهذا الكتاب يضم المتاح من شعره مع دراسة عن حياته ونشأته، ويشمل كذلك دراسة عن شعره، ويضم الديوان العديد من أشعار البابا شنودة التى تعكس شاعريته ومدى صدق قصائده