احتشد الآلاف من المصريين على كوبرى المشاة بميدان رمسيس بالقاهرة الكبرى فى يوم 25 اغسطس عام 2006 فى وداع تمثال الملك رمسيس الثانى فرعون مصر الذى نقل من الميدان ليستقر بمكانه الحالى بالمتحف المصرى الكبير فى أول طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوى، حيث قامت وكالات الأنباء بنقل ذلك الحدث حيث اثار ضجة اعلامية على مستوى العالم فى ذلك الوقت ، وحرصا على ترسيخ هذا التاريخ فى اذهان وقلوب الاجيال الحالية و القادمة و لتعزيز مصريتنا والفخر بها ، نظمت مؤسسة انيميشن8 تحت اشراف الاستاذ اسماعيل الناظر المدير التنفيذى للمؤسسة ندوة ثقافية بقاعة جاليرى جريك كامبس بالجامعة الامريكة بالقاهرة ضمن الانشطة التى تقدمها المؤسسة للشباب الموهوبين والفنانين إلى جانب التدريبات والدعم الفنى لهم ، كان عنوان تلك الندوة ” كواليس نقل تمثال رمسيس” حيث تم استضافت الاستاذ الدكتور حسين محمد على استاذ الترميم بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا ، وعضو لجنة الأثار بالمجلس الأعلى للثقافة و الذى شارك فى نقل تمثال رمسيس ليلقى محاضرة اوضح من خلالها اسباب وكيفية نقل تمثال رمسيس.
فى عام 1955 أمر الرئيس المصرى جمال عبد الناصر بنقل تمثال الملك رمسيس الثانى من ميت رهينة إلى ميدان بوسط القاهرة سمى فيما بعد على اسم الملك واصبح ميدان رمسيس علامة فارقة فى حياة المصريين ومحور انتقالتهم من و إلى القاهرة بواسطة محطة السكة الحديد بميدان رمسيس ومقر للسيارات التى تتنقل بين محافاظات مصر .ومع الزيادة السكانية وتضخم الحركة المرورية واقتران التمثال بمحطة السكة الحديد شكل خطر عل وجود التمثال فى هذه المنظقة وخوفا على ذلك الأثر التاريخى الفريد قررت هيئة الأثار باتفاق مع الحكومة المصرية بنقل التمثال حرصا عليه وعلى سلامة المصريين .
فى البداية تحدث الدكتور حسين محمد عن تجربة مبدئية (بروفة) لنقل التمثال ، وبما ان التمثال من الجرانيت الأحمر وإرتفاعه 11.35 مترا وحجمه 24.2 مترا مكعبا ويزن حوالى 83 طنا تم وضع 8 طن من الكتل الخرسانية بنفس وزن وارتفاع التمثال على سيارة تسير بالطرق التى سوف يمر من خلالها التمثال حتى يستقر فى المكان المخصص له لاختبار المؤثرات الناتجة على خطوط التليفونات ومواسير المياه تحت الارض والتى تم تحويلها بالإضافة إلى قطع الاشجار التى عارضت سير السيارة التي تحمل التمثال ، وقبل ان يتم نقل التمثال كان لابد من عمل ترميمات له لما اصابه من تلوث بصرى نتيجة الإزدحام الشديد فى هذه المنطقة ووجود كوبرى 6 اكتور وكوبرى المشاة اللذان حجبا رؤية التمثال إلى جانب الثلوث البيئى نتيجة الأتربة وبقايا فضلات الحشرات والتصدع فى اساسات التمثال نتيجة ذبذبات القطارات والسيارات .حيث قام فريق عمل متكامل من المرممين والمهندسين والأطباء لعمل الترميمات اللازمة للتمثال بمعاونة شركة المقاولون العرب وقد تمت مراحل الترميم على سبع مراحل وهم الترميم (التنظيف) ، التغطية بطبقة من الشاش الطبى ثم وضع طبقة من السيليكون وبعدها تم وضع طبقة من الفوم ثم تركيب القاعدة الحديدية وبعد ذلك ثبت التمثال على القواعد الجانبية واخيرا إزالة القاعدة الخرسانية ليرفع على السيارات الخاصة بنقل التمثال ، وقد استغرقت هذه الخطوات مدة ثمانية اشهر حتى اشرفت ارض مصر مرة اخرى بمرور الملك رميسيس الثانى على ارضها بهيبة هزت الكيان المصري بالفخر والاعتزاز