تل اليهودية من اهم التلال الاثرية وكان اسمها في العصر الفرعوني (تاى – تا – حوت) ومعناها (الذين هم في المعبد) ويقع بقرية الشوبك على بعد ثلاثة كيلو مترات جنوب شرق مدينة شبين القناطر والى الشمال من عين شمس بحوالى 25 كيلومتر تقريبا وهو عبارة عن مدينة أثرية من العصور الفرعونية يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الوسطى ويعتبر اهم واكبر موقع اثرى بمحافظة القليوبية
وهو مازال يحتفظ بالعديد من المميزات الاثرية والتى تعود الى عصور تاريخية مختلفة وقد ادرك الهكسوس اهمية موقعة مما جعلهم يقيمون لهم حصنا او معسكر في هذا الموقع
وشيد بة ايضا معبد فرعوني فى عصر الدولة الحديثة
عصر الهكسوس وجدوا فى مدفنين خارج المعسكر، ووجدت مقابر أخرى مهجورة داخل المعسكر، واكتشف بعد دراسة المنقولات من الموقع تشابها ما به من منقولات بتلك التى اكتشفت من موقع «تل حبوة» من نهاية عصر الاضمحلال الثانى وأوائل الدولة الحديثة (الأسرة الثامنة عشر)،
وعن سبب تسمية المكان بـ«تل اليهودية» تقول كتب التاريخ: إن هناك مجموعة من اليهود فروا من اضطهاد ملك سوريا وفلسطين وطلبوا الأمان من ملك مصر «بطليموس» الخامس فسمح لهم بدخول الأراضي المصرية، واستقرت قافلتهم بقيادة زعيمهم الديني «أونياس» في تلك المنطقة التي كانت تسمى في العصور الفرعونية بـ«رع حر محيت أون» أي مدينة رع في الجهة الشمالية من مدينة أون، وهي عين شمس الحالية، وتمكن هؤلاء اليهود من بناء معبد صغير على جزء من المعبد الفرعوني، وشاعت التسمية بعد ذلك على المنطقة بأكملها بـ«تل اليهودية» لأن سيدات اليهود كان لديهن اعتقاد في مسألة “بركة” صخور هذا التل وقدرته على حل مشكلة عدم الإنجاب وكعادة اليهود في أجزاء كثيرة من مصر. يعتقدون أن مجرد مكوث بعض أجدادهم فى اى مدينة فإنها تصبح مدينة مقدسة
كشفت الحفائر عن وجود جبانة لليهود فى هذه المنطقة وقد استمر استعمال تلك الجبانة خلال العهدين اليونانى والرومانى وهذه الجبانات صخرية منحوتة واول من اشار الى تل اليهودية فى العصر الحديث رحالة فرنسى زار المنطقة عام 1825م وقام بوصف التل ومساحتة ورسم خريطة لة وتلاحظ لة قيام بعض الفلاحين
بالحفر على نطاق واسع للحصول على السباخ من المنطقة
وفيما بين العامين 1886/1887 قام نافيل وهو اول من كشف طراز الفخار الشهير بتل اليهودية بمساعدة صديق لة يدعى جريفت بحفائر كبيرة بالمنطقة كشف عن اجزاء من معبد اونياس الهكسوس وكذلك مقابر منقورة فى صخر الهضبة فى قريتى العليقات وعرب الصوالحة واكتشف بها لوحات حجرية عليها اسماء لليهود
وعن الطراز المعمارية للمقابر الموجودة بتل اليهودية
والطراز الثانى
فهو بسيط فى تخطيطة من الطراز السابق ويبدا بمدخل مستطيل الشكل باحد ضلعية الشرقى والغربى درجات سلم تؤدى الى باب بئر رأسية فى قاعتهاغالبا او فجوات الدفن
اما الطراز الثالث
وعن عادات الدفن
فقد تم الكشف عن هياكل عظمية بالتوابيت حيث كان المتوفى يرقد على ظهرة ووجهة لاعلى بدون تحنيط وتحتوى المقبرة على فجوة واحدة للدفن والمقابر جميعها محورها من الشرق للغرب
وقد تم العثور على مقبرة بيضاويى الشكل محفورة فى باطن الارض على عمق 70 سم وعثر بداخلها على مجموعة من الهياكل العظمية لحيون ابن أوى (وهو الذئب المصرى يشبة فى تكوينة الكلب وهومفترس واكل للحوم ) وربما خصصت هذة المقبرة وسط مقابر الافراد لهذا الحيوانات المقدسة اعتقادا منهم بأن هذا الحيوان سيقوم بحراسة موتاهم
كشفت الحفائر عن وجود جبانة لليهود في هذه المنطقة وقد استمر استعمال تلك الجبانة خلال العهدين اليونانى والرومانى وهذه الجبانات صخرية منحوته
كما تم الكشف عن بقايا مدينة سكنية في الجانب الشمالي الشرقي من تل اليهودية تضم العديد من الآثار المنقولة تمتد من عصر الدولة الوسطى (2061 – 1786 ق.م) وحتى العصر اليوناني الروماني (332ق م -641 م)
ومؤخراً أعلنت وزارة الآثار عن كشف أثري جديد داخل «حصن الهكسوس» المعروف بـ«المعسكر الكبير» في موقع تل اليهودية ومن بين القطع المكتشفة مجموعة من المسارج وبلاطات الفيانس المستخدمة في تزيين قصري كل من الملك مرنبتاح ورمسيس الثالث، واللذين بنيا في موقع تل اليهودية، إضافة إلى عدد من الجعارين والأواني الفخارية، منها مجموعة أوان مصممة على طراز تل اليهودية المميز لعصر الهكسوس وقد سبق وعثر أيضاً في المكان على معبد يهودى اسمه ” معبد أونياس” وقد استانفت البعثة المصرية العاملة بالموقع أعمال الحفائر بموقع تل اليهودية بعد توقفها في أعقاب ثورة 25 يناير، لافتًا إنه يعد واحدا من أهم المواقع الأثرية بشرق الدلتا، حيث نجحت البعثة في موسم العمل السابق في الكشف عن أول جبانة صخرية بالموقع تعود إلى عصري الدولة الوسطى والحديثة، بالإضافة إلى كشف المزيد من المقابر من الطوب اللبن تعود إلى عصر الهكسوس عثر في مقابلها على دفنات مخصصة للحمير، والذي تعد رمزًا للمعبود “سوتخ” والذي عبد في عصر الهكسوس الاكتشافات الأخري تؤكد وجود جبانة من عصر الدولة الوسطي مما يثبت أن هذا الموقع كان مأهولاً بالسكان قبل فترة الهكسوس وأن هذه المنطقة كانت مدينة مهمة ، كما اكتشفت البعثة المزيد من المقابر الصخرية
الخطة المستقبلية للبعثة هي استكمال أعمال الكشف عن المعسكر الكبير للهكسوس في الموقع الذي اكتشف منذ عام 1904 ولم يستكمل العمل فيه منذ ذلك الحين
وهي منطقة مليئة ببقايا أحجار منقوش عليها رموز فرعونية متناثرة في أرجاء المكان، من بقايا أحجار معبد رمسيس الثالث، وبما أن هذه النقوش لا يفهمها الإنسان العادي، اعتقد البسطاء من الناس أنها من الأسرار الخارقة التي تأتي بالمعجزات، وانطلاقًا من ذلك هرول أصحاب الحاجة لارتياد المكان والتبرك به وعندهم إيمان بأنهم سيجدون حلولا سحرية لمشكلاتهم
حيث كان الأهالى البسطاء يأتون إلى التل ويطوفون بهذه الأحجار لفك السحر أو بحثا عن الزواج أو الإنجاب وسعة الرزق وفك «النحس»، وكانت هذه السلوكيات تعبر عن بساطة المعتقدات فى ظل تراجع مستويات التعليم وانتشار الجهل والخرافات، لكن مع تطور التعليم قلت جداً هذه العادات. لكن بقيت «الأحجار المبروكة» كما هى فى مكانها يعتبرها البعض مزاراً «مبروكاً»، وقد كان هذا التل مشهورا بـ (الجعارين) و(المساخيط) أى التماثيل الفرعونية الصغيرة، وكان الأهالى فى الماضى يحملون الرمال من التل ويذهبون بها لبيوتهم بحثا عن هذه الجعارين، لكن التل الآن يحظى بحراسة أمنية من شرطة الآثار، كما يوجد مخزن آثار على مقربة من التل ويضم تماثيل وأعمدة وأحجاراً وتيجان أعمدة مما تم استخراجه من هذا التل، ولا يزال هناك بعثات تأتى للمنطقة للبحث والتنقيب فى تاريخ هذا التل.