طور علماء تطبيقاً جديداً للهواتف المحمولة، يحذر من الزلازل وموجات المد العاتية (تسونامي)، بالإفادة من تكنولوجيا مستخدمة في الهواتف المنتشرة على نطاق الواسع.
فعندما يحدث الزلزال يصبح لكل ثانية تمر أهميتها. وكان هذا هو الحال منذ خمس سنوات، حينما تسبب زلزال بقوة تسع درجات في وقوع موجات مد عاتية (تسونامي) تسببت في دمار واسع في اليابان.
وعلى رغم أن شبكة لرصد الزلازل بدأت في إصدار إنذارات مبكرة، إلا ان الموجات العاتية قتلت نحو 16 ألف شخص، وتسببت في خسائر قيمتها 300 بليون دولار.
ومنذ ذلك الحين يعكف العلماء على تطوير أنظمة رصد على أمل الحصول على بيانات أكثر دقة عن الزلازل، بهدف منح الناس المزيد من الوقت للفرار من منطقة تحدق بها كارثة.
ويسعى الباحثون حالياً إلى الإفادة من المعلومات الجديدة، إذ اتضح أن التكنولوجيا المستخدمة في أجهزة رصد الزلازل التقليدية موجودة في كل الهواتف الذكية في العالم.
وقال مدير مختبر رصد الزلازل في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ريتشارد ألين: «الفكرة هي إذا ما استطعنا الإفادة من أجهزة مقياس التسارع في هذه الهواتف الذكية، بالتالي بوسعنا جمع كميات هائلة من البيانات. يمكن أن يحدث هذا حقاً ثورة في الطريقة التي نفهم بها الزلازل وتأثيراتها».
وصمم جهاز مقياس التسارع في الهواتف الذكية لحساب أبسط التغييرات في معدل الحركة في اتجاه معين.
وطور ألين وزملاؤه تطبيقاً للهواتف الذكية يسمى «ماي شيك، لرصد بيانات مقياس التسارع في الهواتف المحمولة وإرسال تحذيرات لجهاز خادم مركزي عند تسجيل نشاط زلزالي.
وأضاف أن «مقاييس التسارع في الهواتف المحمولة لا تتمتع بنفس حساسية الأجهزة التقليدية، لكنها تعوض من خلال البيانات الآنية التي توفرها، وهو ما يعني إتاحة المزيد من الوقت للتحذير».
وتابع «وبالتالي وقت الإنذار الذي يمكن أن نتحدث عنه يتوقف بطبيعة الحال على قربك من مكان الزلزال. فنحن نتحدث عن ثوان أو عشرات الثواني أو بضع دقائق على أفضل الفروض قبل وقوع الزلزال، وعشرات الدقائق قبل حدوث تسونامي».
وقال ألين: «إن الهدف هو أن تكمل بيانات الهاتف الذكي بيانات شبكات رصد الزلازل». لكنه أضاف أن كثيراً من المناطق المعرضة إلى الزلازل وموجات المد القاتلة لا تعتمد على أنظمة تحذير يُعتد بها، وبالتالي قد يحدث هذا التطبيق الجديد فرقاً.