عن “علاقة الكنيسة الانجيلية بالرهبنة” تحدث الدكتور القس وجيه يوسف قائلا نحن فى مركز دراسات مسيحية الشرق الاوسط نهتم بثلاثة محاور للدراسة اولا تاريخ الكنيسة المصرية (القبطية الارثوذكسية –الكاثوليكية- الانجيلية)، ثانيا تاريخ الكنيسة المصرية بشكل عام( التاريخ-اللاهوت – كل الواقع الدينى للكنيسة- دراسة التراث العربى المسيحى) ، ثالثا العلاقات المسيحية الاسلامية
وبخصوص الرهبنة القبطية فهى جزء هام من تاريخ الكنيسة المصرية وانا هنا اتكلم عن نظرة انجيلية للرهبنة بشكل عام فيوجد بعض الاشخاص من الكنيسة الانجيلية يعتقدون ان الرهبنة ماهى الا هروب من العالم وهروب من المسئولية التى وضعها السيد المسيح على عاتق المسيحيون فى العالم ويقولون ان السيد المسيح كلفنا ان نعيش كنور وملح فى العالم والذى يأخذ القرار بالاعتزال فى الصحراء بعيد عن العالم يخالف تعاليم السيد المسيح فهل هذا الراي صحيح ؟
انا كانجيلى اعتقد ان هذا الرأى ليس بصحيح بالمرة ومتطرف ايضا فعبر 2000 سنة من تاريخ المسيحية (تاريخ الكنيسة القبطية) نجد ان الرهبنة قدمت خدماتها للكنيسة القبطية اولا ولكل المسحيين فى مصر بل لكل المصريين ومن هذا المنطلق فالرهبنة ليست هروب من العالم وانما هى هروب الى اللة من اجل خدمة العالم لولا ننكر ونحن فى هذا الصدد ان المؤلفيين العظام فى تاريخ الكنيسة كانو اما رهبان او منعزلين بمعنى ايجابى او مفرزين لخدمة معينة امثال “جون ستوت”وهو لاهوتى بارع ذو قيمة وقامة كبيرة يعتبر ان الرهبنة دعوة خاصة من اللة عاش بتول لم يتزوج وقال ان اللة دعاة لحياة العزوبية لخدمة الكنيسة ولة 4 كتب مترجمة للعربية
وعن العلاقة بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنيسة الانجيلية يضيف الدكتورالقس وجية يوسف
منذ نشأة الكنيسة الانجيلية فى مصرفقد كانت الواقعية التى كانت فيها الكنيسة الانجيلية كانت قرينة مسيحية ارثوذكسية وللاسف الشديد فى بداية العلاقة المسيحية المسيحية نجد الشد والجذب فى علاقة الانجيلين بالارثوذكس بصورة كبيرة جدا وهناك متطرفين من الطرفين وهناك ايضا من يزكى هذة النار بين الطرفين وهذة العلاقة افرزت جيل من الناس يرفض كل ماهو ارثوذكسى ليس الرهبنة فقط بل كامثلة الفن فى الكنيسة ايضا
الكنيسة الانجيلية لايوجد بها ايقونات ولاشكل معين او اشترطات تتبع فى بناء الكنيسة ولاتعلق صور لاباء الكنيسة والقديسين والجيل الذى نشأ فى هذا الجو الصعب رفض كل ماعند الكنيسة الارثوذكسية لمجرد انة ارثوذكسى دون ان يأتى بالبديل فحدث تحديد للهاوية الانجيلية بشكل رفض كل ماهو ارثوذكسى دون تحديد حقيقة الفكر الانجيلى
وكمثال اخرعدد كثير من الانجيلين الاوائل اعتقدو ان الكنيسة الارثوذكسية تنادى بان الخلاص من الخطيئة يتم بالاعمال اما الفكر الانجيلى فينادى بان الخلاص بالايمان وليس بالاعمال وفى واقع الحال فان اخواتنا الارثوذكس لاينادون ايضا بعكس ذلك ايمان واعمال
واليوم وبعد مرور اكثر من 150 سنة على العلاقات المسيحية المسيحية بمصر ما هو تقيمنا للرهبنة والمنادة بان الرهبان هربو من العالم انا شخصيا ارى ان هذا الكلام كلام متطرف الى ابعد الحدود فالرهبنة خدمت الارثوذكس والكاثوليك والانجيلين وكل مص مسحيون ومسلمون بل وخدمت العالم كلة لان الكتابات التى خرجت من الاديرة هى حاليا اعمدة الفكر المسيحى على مستوى العالم وهذة الكتابات فى يوم من الايام رجع اليها مارتن لوثر ويوحنا كالفان وقالو للكنيسة الكاثوليكية انتم الان تحيدون عن الصواب ورجعت الكنيسة الكاثوليكية عن طريق هذة الكتابات الابائية التى خرجت من الاديرة المسيحية وفى العصور الوسطى لعبت الاديرة دورا كبيرا فى حفظ الايمان المسيحى فمن المعروف انة فى العصور الوسطى خرج عدد كبير من المؤلفات المسيحية العربية من الاديرة واشهر دير خرج منة كتابات دير مارسابا القريب من القدس وفى مصر كان دير سانت كاترين فى شبة جزيرة سيناء وفى العصور الحديثة تغير الفكر البروتستانتى عن الرهبنة بدليل ظهور تجمعات مسكونية فى جنوب فرنسا فى عام 1950 -1960 على ايدى احد الرهبان الكاثوليك الذى اقام تجمع من رهبان كاثوليك ورهبان بروتستانت ورهبان من الكنيسة الشرقية الارثوذكسية واصبح هذا التجمع مركز جذب لعدد كبير من الشباب الساعين لايجاد علاقة روحية بينهم وبين اللة بعيدا عن طقوس وممارسات الكنائس
وتجمع رهبانى اخر قامت بة الكنيسة اللوثارية فى اكسفورد فى امريكا حيث اقامو بيت القديس اغسطينس فى حياة للشركة مع بعضهم البعض منعزلين عن اسرهم واقاربهم ومن هذان المثالان يتضح تغير النظرة السلبية من اصحاب الفكر البروتستانتية تجاة الرهبنة حيث كان لها الفضل فى بقاء الايمان المسيحى فى مصر وبقاء اللغة القبطية والمؤلفات اللاهوتية ولم تعد النظرة السلبية للرهبنة تسيطر على الفكر البروتستانتى حاليلا بدليل مانحن بة الان منهذة الندوة الرائعة وفى نهاية كلمتة وجة القس الدكتور وجية يوسف الشكر للة على الدور العظيم التى لعبتة الرهبنة بشكل عام والرهبنة القبطية بشكل خاص فى مصر ودعى الحضور لزيارة متحف المخطوطات القديمة والنادرة والمقام بمركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط حيث يحتوى على العديد من المخطوطات والكتب القديمة والنادرة للكتاب المقدس وكتب الخدمة والقراءت الكنسية
من الجدير بالذكر ان هذه المحاضرة تم ألقائها فى الدورة التدريبية التى نظمها مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط التابع لكلية اللاهوت الانجيلية بالعباسية بالتعاون مع مركزالدراسات القبطية التابع لمكتبة الاسكندرية ولمدة أربعة أيام تحت عنوان “الرهبنة القبطية والروحانية الشرقية” وشارك بفاعليات الدورة الدكتور يوحنا نسيم أستاذ مشارك بكلية اللاهوت، جامعة ملبورن والباحث بمركز المسيحية المبكرة بالجامعة الكاثوليكية باستراليا،و الدكتور لؤي محمود مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية ، والقس يوسف سمير راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، والدكتور القس وجيه يوسف أمين عام مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط