وقعت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” في إيران، والسفير الياباني في طهران اتفاقية تقوم بموجبها الحكومة اليابانية بمنح 3.7 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 436 مليون ين ياباني ) لمنظمة “الفاو” بهدف دعم البرنامج المتكامل للإدارة المستدامة لموارد المياه في حوض بحيرة أورميا في إيران .
وحضر حفل توقيع الاتفاقية الذي عقد بمقر السفارة اليابانية بطهران، عدد من المسؤولين والإعلاميين.
وتعليقا على هذا الحدث قال سيرج ناكوزي، ممثل الفاو في جمهورية إيران الإسلامية :” بهذه المساهمة الكبيرة، فإن اليابان تساعد في تمكين الفاو من تقديم خبراتها التقنية، باعتبارها وكالة فنية دولية تضم تخصصات متعددة، للمشاركة في برنامج استعادة وترميم حوض بحيرة أورميا إلى جانب تقديم الدعم لأصحاب المصلحة”.
وأضاف ناكوزي “وسنسعى في إطار برنامج متكامل مدته أربع سنوات لتنفيذ سلسلة من التدابير الفورية اللازمة لمعالجة أسباب نضوب المياه في البحيرة والحوض المحيط بها”.
ومن المنتظر أن يبدأ هذا المشروع أعماله في أبريل 2016، حيث سيتم إيجاد منصة مشتركة للتعاون بين الجهات المعنية المشاركة في المشروع بهدف الوصول إلى استخدامات أكثر ترشيداً للمياه، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، وتوفير سبل عيش أكثر استدامة، إلى جانب مراقبة الجفاف وتوجيه الإنذار بشأن ذلك، بالإضافة إلى بناء القدرات.
ومن جانبها ستقوم الفاو بتقديم خبرتها التقنية الواسعة في تقييم سبل الادارة المستدامة للمياه، وقياس الكميات، وتقديم المشورة بشأن إدارة وتحقيق أقصى استفادة من استخدام الموارد المائية.
وتتمتع الفاو بميزة نسبية فريدة من نوعها في معالجة القضايا المتعلقة بالإدارة المستدامة للموارد المائية، وخاصة في هذه المنطقة التي غالباً ما تستخدم فيها الموارد المائية لأغراض الزراعة.
ومن جانبه سلط السفير الياباني لدى إيران، هيروياسو كوباياشي الضوء على حقيقة أن المساهمة في الحفاظ على البيئة كانت واحدة من المجالات الأكثر أهمية في السياسة الخارجية اليابانية قائلاً: “تعتزم حكومة اليابان مواصلة مشاريعها المختلفة في المجالات البيئية ونأمل أن تكون نتيجة التعاون مع منظمة الفاو لصالح المنطقة بأسرها وليس إيران فقط “.
وأضاف كوباياشي مؤكدا :”لا يمكن مواجهة التحديات العالمية من قبل دولة بمفردها، حيث هناك دائماً حاجة لتضافر الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي أو المجتمع الدولي ككل”.
ويشار إلى أن اليابان ولعدة عقود، كانت من أهم شركاء الفاو في برامج التنمية المستدامة التي تهدف إلى إيجاد عالم خال من الجوع والحفاظ على الأرض والموارد الطبيعية.
والجدير بالذكر أن حوض بحيرة أورميا له قيمة بيئية هائلة ويضم واحدة من أكثر مظاهر التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية تفردا. وقد تم تسجيله في عام 1977 من قبل منظمة اليونسكو كمحمية طبيعية تتمتع بمزايا معازل المحيط الحيوية، كما تم تخصيصه كحديقة وطنية من قبل حكومة جمهورية إيران الإسلامية.