وعن “الرهبنة القبطية” تحدث نيافة الانبا مقار اسقف العاشر من رمضان والشرقية قائلا ان الرهبنة القبطية جزء من تاريخ مصر مثلها مثل الهرم والمعابد الفرعونية هى مثل البردى هدية مصر للعالم والذى علم العالم الكتابة على ورق كذلك الرهبنة خرجت من مصر هدية للعالم ، وسوف نتكلم فى هذا الصدد على ثلاثة نقاط هامة الفكر النسكى قبل انبا انطونيوس وفكر انبا انطونيوس الذى قدمة للرهبنة – وهل هذا الفكر النسكى يمكن ان نعيش به اليومموضحا الحالة السياسية لمصر فى القرن الرابع الميلادى فقد كان لدينا 4 مدن كبيرة يطلق عليها البوليس اى مدينة معترف بها تتمتع بالرعاية وهم مدينة الاسكندرية ومدينة نوكراتيس وكانت اسفل بحيرة مريوط ومدينة بطولمايس وتقع غرب جنوب اتريب ومدينة انتينوبوليس وتقع شرق مقابل المنيا واهمهم الاسكندرية
وكان لدينا 40 متربولس (عواصم المقاطعات )اهمهم الفيوم والبهنسا والاشمونين والاقصر كل مدينة بها المجمع الخاص بها –الجم –السوق 6اعمدة موضوعة فى ميدان – معبد المدينة وسكان المدينة يتكلمون اليونانية بالاساس وهذا بعكس الخورى (القرى) والتى كانت تتكلم المصرية القديمة اوالقبطية وطبعا فية فروق ثقافية كبيرة بين اهل المدينة ذو الثقافة العالية واهل القرى ، اذن كانت هناك فلسفة يونانية وافكار فرعونية ولاهوت مسيحى فاصبح هناك فروق دينية فنجد الوثنية والمصرية اليونانية والمسيحية ونجد ايضا الفروق اللغوية فنجد اليونانى والديموطيقى والقبطى
اما الحقبة اليونانية -البطالمة فتبدء بالاسكندر الاكبر سنة 332 ق.م وكانت القوة الاولى فى البحر المتوسط وعند وفاة الاسكندر الاكبر اتقسمت الامبراطورية على قوادة واصبحنا نحن من نصيب بطليموس الثانى والذى اسس دولة البطالمة وكانت عاصمتها الاسكندرية وقام بعمل مكتبة الاسكندرية والتى قامت بعمل الترجمة السبعينية للعهد القديم والتى كانت مكتوبة بالعبرى وترجمت الى اللغة اليونانية وبعد بطليموس الثالث بداية الانحدار للمملكة سنة 222-168ق.م وتمت الهزيمة على يد السلوقيين وكانو من سكان سوريا ثم تدخلت روما كقوة عسكرية
وفى سنة 30ق.م موقعة اكتيوم والتى هزم فيها كليوباترا ومارك انطونيو وكانت نقطة فاصلة فى تاريخ العالم وليس مصر فقط واصبحت مصرانتهت الدولة اليونانية واصبحت مصر وتتبع الولاية الرومانية وبالنسبة للعالم عين اغسطس قيصر حاكم عسكرى لمصر وكانت مصر فى ذلك الوقت سلة الخبز للعالم فكانت تتبع قيصر مباشرا وفى سنة 1 بعد الميلاد كانت مصر تصدر 83000طن قمح لروما ارتفعت الى 220000طن فى القرن الرابع فكان لمصر وضع خاص ولايمكن لاحد ان يقترب منها حتى لاتجوع روما وباندلاع الحرب اليهودية فى فلسطين زادت من اللاجئين اليهود الى الاسكندرية واصبح لهم جالية كبيرة بمصر وغبادة ايزيس انتشرت من الاسكندرية حتى وصلت الى روما
ثم جاء تراجان سنة 98-117 اسس حصن بابليون
بعدة جاء هدريان 117- 138اسس انتينوبوليس (قناة من النيل ربطها بالبحر الاحمر)
واكتشفت اقدم بردية للعهد الجديد من انجيل يوحنا اصحاح 18 من اية 31- 33 ايام الاحتلال الفارسى وظهر فى مدرسة الاسكندرية بنتينوس واكليمندس واوريجينوس وكلهم اصحاب فكر وتعرض الاقباط لحلقات من الاضطهاد فى عصر نيرون 62 دومتيان 95 ترجان 100 وداكيوس250 وفاليريان 258 ثم ياتى دقلديانوس وهو احد الحكام الرومان الاقوياء وعمل مايسمى بالحكومة الرباعية وقام بعمل توحيد للعملة وقام بتنظيم الضرائب وقام بعمل نظام دفاعى قوى وشجع على البناء والتنمية وفصل بين الجيش والسياسة وهوى فكر متقدم فى الدولة الرومانية
وفى ايام دقلديانوس والحكومة الرباعية كان الشرق تحت حكم دقلديانوس مع جاليريوس والغرب تحت حكم مكسيميانوس مع قسطنطيوس خلورس وفى 305م اعتزل دقلديانوس ومكسيميانوس واصبح الشرق تحت حكم جاليريوس مع مكسمينوس والغرب تحت حكم قسطنطيوس خلورس مع سافيرس وفى سنة 303-305 كان الاضطهاد الكبير واصدر المنشور الاول فى 23 فبراير سنة 303 اتبعة ثلاث منشورات 303-304 وبعد اعتزال دقلديانوس استمر الاضطهاد على يد مكسمينوس ظهرت مشكلات اخرى واجهت مصر منها مليتيوس اسقف ليكوبوليس عمل انشقاق عن الكنيسة وقام برسامة اساقفة وحدةواريوس القس الليبى عمل مشكلة عن من هو المسيح الغنوسية والمانية وكانو بينادو بالهين اله الشر واله الخيروعن المسيحية فى مصر فقد بدأت بالاسكندرية فى القرن الاول بواسطة مرقس الرسول وانتشرت اولا بين الاوساط اليهودية
ونعلم ان دعئم الرهبنة الثلاثة الفقر الاختيارى والطاعة والبتولية وكانت البداية فى القرن الثالث وانتشرت فى القرن الرابع
وياتى هنا السؤال ماهى المصادر التى كانت تغزى الفكر النسكى ؟ الفكر اليونانى والفكر اليهودى والفكر المصرى والفكر المسيحى وهنا نجد بوتقة تتفاعل بها هذة الافكار وكل منها له فكرة النسكى
الفكر اليونانى نجد فية فيثاغورث والذى يقول ان الجسد هو قبر الروح وافلاطون نادى بالتحكم فى الجسد وليس رفضة اى التحكم فى الرغبات والغرائذ وهذا مسجل فى كتاب الجمهورية لافلاطون
وفى هذة الايام كانت الاسكندرية مركز كبير للثقافة اليونانية حيث تم نسخ كل اعمال افلاطون وارسطو واصبحت مركز للافلاطونية الحديثة ومن المعروف ان افلاطون ولد فى اسيوط فى القرن الثالث ودرس بالاسكندرية على يد امونيوس سكاس واسس الافلاطونية الحديثة
الفكر المصرى كان النساك يعتزلون فى المعابد فترة معينة وبخاصة فى سرابيوم منف وكان فكر الاعتزال منتشر فى هذا الوقت كما ذكر ارشيف البطالمة فى القرن الثانى قبل الميلادوكان شخص يدعى ديوناسيوس المجاهد صديق الملك ظل فى النسك لمدة 12 سنة فى منف وكانها فترة اتكاف وتكريس
الفكر اليهودى قدم لنا التوراة وايليا النبى بملبسة المصنوع من الليف شبية يوحنا المعمدان فى العهد الجديد وقدم انظمة للاكلات والغسلات وكمجتمع يهودى كان مغلق على نفسة يرفضون التعامل مع الاخر يعيشون فى مجتمع مغلق وكانهم جنس مختاف وكان هناك مجتمعان يهوديين بهذا الشكل
الاثينيون مجتمع منعزل وصفة فيلو وبلينى ويوسيفوس بالقرب من قمران من القرن الثانى ق.م وحتى القرن الاول كانت لهم حياة نسكية بدون زواج مع نظام غذائى والبعد عن الغرائز والشهوات عايشين بالقرب من البحر الميت (الاردن)
ومجتمع الشفائيون الثيرابيوتا وهو مجتمع نسكى جنوب الاسكندرية كتب عنة فيلو اليهودى الاسكندرى فى القرن الاول كتاب باسم كتاب الحياة التأملية
الفكر المسيحى قدم لنا الكتاب المقدس فى العهد القديم ايليا النبى وفى العهد الجديد يوحنا المعمدان قدم شخصية المسيح وبولس الرسول وايضا حياة الرسل سفر الاعمال 4 كل شى بينهم كان مشتركا وكتاب توما فصل 49 من الكتب المنحولة ليس معترف بة يقول يسوع طوبى للمتوحدين (موناخوس) والمختارين لانكم ستجدون الملكوت(من مدونات القرن الثانى وجد فى مصر)
وكتاب “اعمال بولس وتكلا “وتكلا هى قديسة امنت على يد بولس الرسول وعاشت حياة نسكية واستشهدت فى ساحة الوحوش (مدونات القرن الرابع وجد بمص بالقبطية)
اكليمندس السكندرى 160-215م وهواول واحد حاول التوفيق بين الفلسفة اليونانية والمسيحية وكان مدير للمدرسة اللاهوتية المسيحية ومن اقوالة المسيحية هى المعرفة(الغنوسية) الحقيقية
اوريجين 185-251م درس على يد امونيوس سكاس واكد على النسك طريق للحياة الحقيقية وعاش فقيرا بتولا ناسكا
وعن العوامل التى ساعدت على انتشار الرهبنة كما يقول الانبا مقار الاحساس باقتراب المجئ الثانى والفكر النسكى من المصادر الاربعة كما قلنا سابقا والهروب من الفساد فى العالم
وحسب سوزمين من اواخر القرن الرابع قال عن حياة الرهبنة ان هذا النوع من الحياة نشأ من الاضطهاد الدينى الذى كان يظهر من وقت لاخر مما اجبر الكثيرين على الهروب الى الجبال والصحراء والغابات حيث اعتادوا على هذة الحياة
الانبا انطونيوس هو اب الرهبنة ومصادر حياتة جائتنا من سيرتة للبابا اثناسيوس واقوال الاباء ورسائل انطونيوس وتاريخ الرهبنة فى مصر 400م والتاريخ الوزياكى 419م ومصادر اخرى وكانا نعرف تفاصيل حياتة فقد ولد جوالى 250م من مصر الوسطى من ابوين مسيجيين وفى سن العشرين سمع الانجيل مت 21:19 وزع كل املاكة ووضع اختة فى بيت العذارى وعش ناسكا بالقرب من القرية على مقربة من احد المتوحدين وفى عام 285م دخل فى وحدة كاملة فى مقبرة فرعونية وفى عام 306م عاد للظهور ومقابلة الاخرين وفى 311م قام بمساندة الشهداء وفى 313 م دخل الى البرية الشرقية وفى 338م ذهب الى الاسكندرية لمحاربة الاريوسية وفى 356 تنيح تاركا العباءة لاثناسيوس وجلد الغنم لسيرابيوم وعن صورة الانبا انطونيوس فقد كان متعمقا فى الاسرار ممتلئا من روح اللة نفسة بلا لوم لم يستول علية الضحك اومن الجدير بالذكر ان هذه المحاضرة تم ألقائها فى الدورة التدريبية التى نظمها مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط التابع لكلية اللاهوت الانجيلية بالعباسية بالتعاون مع مركزالدراسات القبطية التابع لمكتبة الاسكندرية ولمدة أربعة أيام تحت عنوان “الرهبنة القبطية والروحانية الشرقية” وشارك بفاعليات الدورة الدكتور يوحنا نسيم أستاذ مشارك بكلية اللاهوت، جامعة ملبورن والباحث بمركز المسيحية المبكرة بالجامعة الكاثوليكية باستراليا،و الدكتور لؤي محمود مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية ، والقس يوسف سمير راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، والدكتور القس وجيه يوسف أمين عام مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط