قام قداسة البابا تواضروس الثاني بسيامة عدد من الكهنة الجدد خلال صلاة القداس الإلهي الذي ترأسه قداسته صباح اليوم بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وقد ألقي قداسته عظه هذا نصها :
بسم الآب و الابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين
في هذا الصباح تحل الذكري الرابعة للمتنيح البابا شنوده بعد أن خدم علي مدار عشرات السنين. خدم راهبا وخادما وأسقفا. وكان مثالا للخادم الذي عشق الحياة مع المسيح منذ السنوات الأولي وملأ الحياة في الكنيسة حركة ونشاط وتنوع.
وكان من بدايات الكتب التي كتبها و التي تعبر عن فكره كتاب “انطلاق الروح”. وكان هذا الكتاب بمثابة انطلاقه لعمل روح الله في الكنيسة.
برع في خدمات كثيرة ومجالات عديدة (خدمة – وعظ – سفر – تأسيس كنائس – شعر – مواقف وطنية ) واكتسب صداقات متعددة وكرمته جامعات وطوائف عديدة ، وأجري حوارات لاهوتيه متنوعة. فكان إنسانا متعدد الجوانب.
وعند اختيارنا رسامة كهنة في هذه المناسبة فنلمح فيه التكريس فبكل أنواع وأشكال التكريس تكون الخدمة والحيوية في الكنيسة. وهذا دلالة علي حيوية عمل روح الله في كنيسته. والكنيسة التي تكرس فيها نفوس إنما هذا يعبر عن أن هذه الكنيسة حية وعندما كتب هذا الكتاب كان يعبر عن النفس التي تريد أن تنطلق نحو الله فاشتاقت نفسه للتكريس الرهباني وانطلق للحياة الرهبانية مكرسا نفسه وعاش في عمق الحياة الروحية وعاش في نموذج رائع في النفس التي تتكرس في حب المسيح الفادي وبدأ ومنذ انطلاقه للحياة الرهبانية في 1954 وانطلق لدير السريان وتبعه كثيرون وصاروا علي نهجه وامتلأت الحياة الرهبانية بنفوس كثيرة وصارت هذه الأديره هي الخادم الأول في حياة كنيستنا. التكريس هو علامة الحب الأولي، فالنفس التي تترك كل شئ لتقدم عمرها لخدمة المسيح و السيد المسيح يقول “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون” مازال حقل المسيح متسع يحتاج لعمل دؤوب ومستمر. والكاهن عمله مرتبط بالسماء فكل الوظائف مرتبطة بالأرض أما الكاهن مرتبط بالسماء و الكاهن شخص مصلي أي مرتبط بالسماء ليس في عمله أي وجاهة اجتماعية بل هو يعمل وسيطا ومصليا لأنه أحب المسيح ويحب نفوس الرعية كما أحبها المسيح ومسئوليته استمرار حرارته الروحية فالكتاب يقول “نهاية أمر خير من بدايته”. فليس المهم أمام الله البداية فقط ولكن المهم الاستمرار وحفظ لياقة الكهنوت والإستمرار في التكريس والحب ويحتاج للنقاوة وأن يكون لامعا ونحن نصلي ونقول أعطي بهاء للإكليروس و الكاهن يجب أن يتحلي بالنقاوة الداخلية وهي تعبير عن التوبة فالله يراه ويري ما في داخله ويتصرف حسنا في حكمة و الكنيسة عندما تمنحه سر الكهنوت أنما تأتمنه علي الأسرار ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “علمني بحياتك قبل كلامك” فهو يعلم بحياته في الإفتقاد ، الصلوات ، علاقاته ، مجاملاته….إلخ ، عمل الكاهن لا يمكن وصفه بكلمات و الكاهن يجب أن يحرص علي وقته وخدمته وحياته ومنذ تكريس بيته واسرته. والبابا شنوده أعطى دفعة قوية للتكريس.
سوف تتم رسامة كهنة لكنائس القاهرة بتذكية الآباء الأساقفة العموم لهذه الكنائس والوادي الجديد والمحلة الكبري وفي سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية و إختيارهم وتدبير كل الخطوات بنعمة المسيح ويعودوا في عشية أحد الشعانين ومهم في فترة الأربعين يوما ألا نشغلهم فهي فترة مهمة في حياة الكاهن هي فترة روحية دسمة نصلي أن يعطيهم الله نعمة ومعونة. وليبارك المسيح هؤلاء المرشحين ويعطي نعمة للجميع في مصر وخارجها ونضع أمامنا الآية “كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ” أدعو المدعوين للرسامة أن يضعوها أمامهم باستمرار.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
يذكر أن الكهنة الذين تمت سيامتهم اليوم سيخدمون في كنائس القاهرة وإيبارشيتي الوادي الجديد والمحلة الكبرى.
وفي السياق ذاته سيقوم قداسة البابا غدا الجمعة بسيامة كهنة جدد أيضا لكنائس مدينة الأسكندرية.