في الذكري الرابعة لنياحة قداسة البابا شنودة الثالث إنتقلت وطني لترصد مظاهر الإحتفال بهذه المناسبة، وذلك بمتحفه بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بالزيتون، ووجدنا هناك الأطفال يقدمون باقات الورود الجميلة التي زينت المتحف؛ ومن خلال نظرتهم تشعر وكأنهم يقدمونها إلي يد البابا شخصياً، كما قام خدام المتحف بتوزيع البونبون وصور البابا عليهم .
فعند زيارتك للمتحف تشعر وكأنك في ضيافة البابا شنودة الذي ينتظرك بكل الحب، وتلتمس ذلك عند دخولك لباب المتحف عندما تنظر وجهه البشوش ذو الإبتسامة الرقيقة والنظرة الحنونة الموجودة في صوره ولوحاته ومجسماته الموجودة بالمتحف، ولا يكتفي البابا بتقديم نظرة الحب لك فقط بل يتحدث إليك بصوته العزب والحنون والمطمئن؛ وذلك من خلال عظاته المسموعة بالمكان؛ والتي تشعرك بأن همومك التي كنت تريد أن تحكيها له عند اللقاء قد زالت؛ بل ويقدم لك رسالة من خلال أقواله الذهبية المعزية المكتوبة علي جدران المتحف .
ونلمح روحانية هذا القديس وعلمه الغزير وحرصه علي المعرفة والبحث التي كان يستقيها من دستور حياته وهو “الكتاب المقدس” الذي كان يقتنيه؛ فتجد خطوط وعلامات، كما تجد ورق صغير مكتوب بخط يده؛ تلك الأوراق هي التي كان يكتبها قداسته قبل إلقاء عظاته.
وأوضح المحاسب “ممدوح عبده” أحد الخدام المسئولين عن مركز البابا شنودة: أن فكرة المتحف جاءت من الأشخاص والخدام والشعب الذين لمسوا البابا عن قرب، وذلك بعد نياحته، ويضم المتحف لوحات لقداسة البابا شنودة؛ التي قام برسمها الفنان سمعان شحاته .
وأضاف أن المركز يضم العديد من مقتنيات البابا التي كان يستخدمها أثناء حياته، وأن معظم المقتنيات مأخوذة من مقر البابا بالعباسية بالإضافة إلي القلائد والهدايا التذكارية وشهادات التقدير التي منحتها العديد من المؤسسات والشخصيات العامة لقداسته؛ ليس علي مستوي مصر فقط بل علي مستوي العالم، كما يضم المتحف أيضاً العديد من كتب ومؤلفات قداسته؛ بالإضافة إلي ملابسه الخاصة.كما يضم المتحف مجموعة من الأثاثات ، وكذلك بعض من الهدايا التذكارية التي قدمها بعض الشخصيات للمتحف؛ والتي سبق أن حصلوا عليا من يد قداسته .
وأضاف أ.” ممدوح” لقد قدم مركز البابا شنودة 150 كتاب. منهم 14 كتاب يضم العديد من المقلات الروحية والصحفية التي نشرت للبابا في الجرائد والمجلات العامة والدينية، وتم عرض تلك الكتب بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بهذه المناسبة.
وروي أ. “ممدوح” أحد المواقف الفكاهية للبابا: أنه في أحد إجتماعات لجنة البر ذهبت عروس مع خطيبها لنوال البركة من قداستة ؛ فقام البابا بإعطاءها ” كتاب مقدس” وقال لها : ( انا أعطيتك هذا الكتاب علشان” تقري فيه ” مش علشان ” تقرفيه”) والمقصود بالكلمة الأولي هو أن تقرأالكتاب المقدس ،أما الكلمة الثانية فقصد بها أن لا تتركة للتراب دون قراءة .
وأختتم أ. ممدوح حديثه بدموع عينيه علي البابا قائلاً “إن هذه الدموع ليست دموع حزن ولكنها دموع إشتياق لقداسة البابا؛ لآن علاقتي بقداسة البابا لم تكن علاقة جسدية ولكنها علاقة روحية بدأت منذ عام 1962، كما إنها علاقة عطاء ومحبة وأبوة إستمرت خمسون عاماً، ولكن عزائي الوحيد هو أن قداسة البابا موجود معنا بروحه ودائماً نلمس وجوده في حياتنا “.