عن اشكال الرهبنة قبل المسيحية ومصادرها أوضح الدكتور يوحنا نسيم أستاذ مشارك بكلية اللاهوت، جامعة ملبورن والباحث بمركز المسيحية المبكرة بالجامعة الكاثوليكية باستراليا
عن اشكال الرهبنة قبل المسيحية ومصادرها في منطقة الشرق الاوسط عامة وخاصة في مصر وفلسطين. ففي مصر القديمة كان البعض يترك المجموعة وبنفرد لوقت ثم يرجع الى المجموعة وكان يطلق علية النخت -(اي القوي) وهو نفس اللقب الذي اطلق على القديس موسى الاسود ، وكان يوجد “الاسنيين” وهم اناس يرفضون الزواج لكي يعيشوا البتولية الكاملة. و كان هناك “الاسنيين” المتزوجين وذلك لتكميل هذه الوصية فقط (اثمرو واكثرو فى الارض)، ويوجد ايضا “الثيرابوتس” وهم مجموعات تعيش خارج الاسكندرية في محيط بحيرة مريوط ، كذلك “المحبين” العذارى ففي الكنيسة القديمة كان هناك عذارى يحيون عيشة مشتركة تحت ارشاد ناسك ، ويرفضون الزواج.
وعن مصادر الرهبنة فقد اخذت عن طريق كتاب تاريخ الرهبان المصريين وهذا الكتاب هو ثمرة رحلة حج قام بها سبعة من رهبان دير في اورشليم ( القدس) حوالي سنة 394-395. وقد وصلوا حتي ليكوبوليس (اسيوط). وبعد عودتهم قام احدهم وهو الذي كان راهب في دير القديسة ميلاني على جبل الزيتون وكتب عما رآه في مصر. ولا نعرف اسمه ولا لماذا كتب هذا الكتاب الذي يعتبر فريد في الادب الرهباني.
ثم كتاب تاريخ اللوزكي لبلاديوس وقد ولد بلاديوس حوالي سنة 363م في غلاطية من عائلة ثرية اتاحت له تعليم جيداً ومات بلاديوس قبل مجمع افسس سنة 431م. وفي سنة 386 دخل بلاديوس الحياة الرهبانية. وعاش في فترة من الزمن في فلسطين حيث كان على اتصال مع مليني وروفينوس الذين انشئوا دير على جبل الزيتون. وبناء على نصيحتهم ذهب الى مصر سنة 388م حيث عاش في دير قريب من الاسكندرية حيث تعلم على يد راهب مدقق وملتزم جدا. ثم ذهب الى نتريا ومن هناك الى كيليا حيث استقر هناك وهذا الكتاب نال شهرة واسعة.
أما كتاب “محاورات يوحنا كاسيان ” يوضح ان يوحنا كاسيان ولد في حوالي سنة 360م البعض يرى أنه من سكيتيا (نواحي دول البلقان) وبينما الآخرين أنه من بلاد الغال (فرنسا حاليا) ولكنه في كتاباته لا يتكلم كثيرا عن نفسه. اما لغته الام فهي اللاتينية ولكنه كان على دراية واسعة باللغة اليونانية.
وفي حوالي سنة 380م ذهب مع صديقة جرمانوس الى فلسطين وهناك دخل الحياة الرهبانية في دير بالقرب من بيت لحم. وبعد عدة سنوات اقتنع بأن الرهبنة المصرية افضل من الرهبنة الفلسطينية ولذلك ذهب الى مصر مع صديقه وظل بها حتى عام 399 او 400م. ولو انه كان ينوي ان يظل بها حتي موته ولكنه غادرها بسبب الخلاف مع الرئاسة بخصوص المسألة الاوريجانية. وذهبا الصديقين الى القسطنطينية وكانوا من المدافعين عن يوحنا ذهبي الفم. وذهب مع وفد للدفاع عنه (ربما الى روما) وهناك رسم يوحنا كاسيان كاهن ولا نعرف ما حدث له في الاعوام التالية ولكن عند عام 415 عند وفاة صديقه جرمانوس ذهب الى مارسيليا وقضي البقية من عمره هناك وتوفي في الثلاثينات من القرن الخامس.من الجدير بالذكر ان هذه المحاضرة تم ألقائها فى الدورة التدريبية التى نظمها مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط التابع لكلية اللاهوت الانجيلية بالعباسية بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية التابع لمكتبة الاسكندرية ولمدة أربعة أيام تحت عنوان “الرهبنة القبطية والروحانية الشرقية” وشارك بفاعليات الدورة الدكتور يوحنا نسيم أستاذ مشارك بكلية اللاهوت، جامعة ملبورن والباحث بمركز المسيحية المبكرة بالجامعة الكاثوليكية باستراليا،و الدكتور لؤي محمود مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية ، والقس يوسف سمير راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، والدكتور القس وجيه يوسف أمين عام مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط