– ليديا عدة أشياء ثمينة.. بائعة أرجواني ورابحة نفوس
ليديا اكرم..
ولدت في ٦ / ٤ / ١٩٩٥ ، التحقت بكلية رمسيس للبنات وتخرجت منها بتفوق في مرحلة ما قبل الجامعة
درست في قسم الاعلام بجامعة مصر الدولية حتى وصلت الفرقة الثالثة بتقدير عام جيد جدا.
لها مواهب عديده مابين الموسيقى والرسم والكتابة واكثرهم صعود الجبال.
مرت بتجربة منذ ثلاثة أعوام.. اصيبت بمرض السرطان حتى دخلت في غيبوبة في اخر تسعة أيام قبل ان تعود إلى الوطن السمائي فى ليلة عيد الغطاس تحديدا يوم الثلاثاء الموافق ١٨ / ١ / ٢٠١٦
عندما نصف شخصية فريدة وناجحة من المؤكد ان جزءاً من هذا النجاح يرجع إلى خلفيتها التربوية الصالحة من قبل أب وأم فاضلين .. ذلك ما تردد على اذهاننا عند معايشة تجربة الابنة “ليديا أكرم” اثناء نقل فعاليات مراسم الوداع بعد خوض تجربة مريرة قد تكون أشد صعوبة من ان يتحملها اى اب وام وخصوصا لتلك الفتاة الجميلة التي تأسر أي قلب بملامحها الوديعة المفرحة، ومع ذلك رأينا قوة عجيبة شجعتهما وكأنهما يلوحان بأعلام النصرة لابنتهما لوصولها إلى وطنها التي حاربت لأجل الفوز به، وفى لحظة اخرى يعصف على عقلنا البشري فكر الواقع المادي.. الالم والمرارة لفراق الجوهرة الثمينة ..
تقابلت “وطنى نت” مع اسرة ليديا اكرم حرصا منها ان تنقل رسالة حيه لكل الناس كمنارة تشع الايمان والثقة فى قدرة الله غير المتناهية . وبعد محاولات ما بين الرفض والاقناع لأسرة ليديا تقرر هذا الحوار الذي سعينا من خلاله الإجابة على التساؤلات التي تدور في اذهاننا حول شخصية “ليديا اكرم” ونعمة الله القدير العاملة فيها.
اسرة ليديا مكونة من أب يدعى أكرم إدوارد باشا – مساعد مدير نادي وادي دجلة ، والأم داليا فريد نجيب كانت تعمل مديرة إستيراد بإحدى الشركات الاستثمارية منذ مايقرب من ثلاث سنوات، والاخ الاكبر دانيال ويسبق ليديا في العمر بخمس أعوام.
– مدام داليا نعرف انك ام خاضت تجربة من اصعب التجارب التى تحتملها أي أم إلى انتصرت ليديا ووصلت الى مكانها فى السماء، وقد سمعنا عن قوة ليديا وشجاعتها طوال التجربة ومواهجتها بقوة، كل ذلك نابع من غرس تربيتكم لها ، حدثينا عن الأسرة
كنت اعمل أنا ووالدها وبعد عودتنا من العمل نتابع الأولاد دراسيا ونتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم ،و منذ حوالى سنتين ونصف او ثلاث توقفت عن العمل لظروف ما وكنت متحيرة جدا من سبب توقفي حتى تفهمت فيما بعد ان الله قد سمح ان اتوقف للاهتمام بليديا فى فترة التجربة وخصوصا انها كانت مده كبيرة، وهى كانت اهم من أي شئ وكان الله امينا جدا يسندنا طوال هذه التجربه ولم يتخل عنا أبداً.. قبل أي شئ أحب أن ألقي الضوء على اننا اسرة بسيطة مثل باقي الاسر المسيحية تواظب على حضور القداسات والاجتماعات و الاشتراك فى المؤتمرات الكنسية، ونحب ربنا وفي بعض الاحيان نجتمع للصلاة مع بعضنا واحيانا كل منا على حدى، لكن فى النهاية كما ذكرت من قبل ليديا اخذت هذه البذرة وعرفت كيف تتاجر بها وتربح بها كثيراً.
– ما الذى كان يميز ليديا عن باقى الفتيات من نفس جيلها سواء في حياتها الروحية او الاجتماعية ؟
كانت حياتها الروحية علاقة خاصة جدا بينها وبين ربنا لا اعرف عنها الكثير ، ولا احاول ان اذكر تفاصيل هذه العلاقة، هي إنسانة فقط بمجرد ابتسامتها وحبها للناس وفرحتها فى كل الاحوال كانت تحب ان تخفف ضيقتنا بابتسامة وفرح حتى فى استقبالها لمرضها. ايضا بالابتسامة كانت تجسد المسيح بالشكر والفرح أياً كانت الظروف أو أياً كان الالم.. أما علاقتها الشخصية بينها وبين ربنا فكانت علاقة خاصة وهى التى حرصت على ذلك حتى انها فى احد الكتب المفضلة لديها وهو “رحلة الى المرتفعات” – وكما ذكرت فى كتاب (ليديا رسالة من السما) – انها ركزت على هذا المبدأ، ان العلاقة الخفية هي احلى ما فى العلاقة بينها وبين ربنا.
اما فى العلاقات الاجتماعية فهي انسانة بسيطة جدا، محبة جدا بشكل كبير وتظهر حبها والناس ايضا جميعهم ييحبوها بشكل غير عادي، لا تدين أحداً ولا تتعب أحداً ولا تجرح أي انسان أو تتكلم عليه مهما كان جرحها من داخلها، تجاه هذا الشخص أو من موقف يضايقها، ودائما ما تلتمس الاعذار للجميع وذلك نابع من حب كبير من قلبها وهذا الحب نابع من حب يسوع طبعا، حب زرع فيها كل شئ جميل نتنسم منه رائحة المسيح فنفرح، كانت تحب اهل والدها وأهلي انا ايضا وتحب ان نجتمع كعائلة واحده، وتود اصدقاءها جدا وتساعد أي انسان وتسعى في خدمته بنشاط وترسم بسمة على كل انسان
– بالرغم من صغر سن ليديا الذى لم يتجاوز سن الرشد ويحتاج الى الكثير من الارشاد والنصح كيف كنت توجهيها بنصائحك ؟
في الحقيقة ليديا من صغرها وهى إنسانة مسئولة جدا تعتمد على نفسها ملتزمة بقدر كبير، وعندما كبرت بعض الشئ أصبحت لى صديقة واخت اخذ برأيها لان عقلها كان يسبق عمرها بالقدر الذى يجعلك تقفين امامها تحترمينها ومن الممكن ان اقبل نقد منها وايضا اقبل فرحة وشكر على اى شئ ولو صغير احضره لها او اى عمل اقوم به من اجلها، كانت لا تحتاج إلى المجهود الكبير والبذل الرهيب فى ان تعلميها كيف تسلك بالاستقامة هى طبيعي بمفردها كانت تعرف طريقها وفاهمة كل تصرفاتها وتعطى لكل شئ حقه وبأمانة وبأستقامة وبأتزان لا تجعلنى ان اعلق على اسلوبها وان علقت على شئ كانت تستقبلة باسلوب راق جدا وتتناقش فى حدود اللياقة وهذا ما كنت اتمناه فكنت اشكر ربنا واحمد فضله كثيرا عليها
– فى كتاب (ليديا رسالة من السما ) ذكرتى هذا : أنت مين ياليديا ؟ ، انت بائعة ارجوان ! ولا أنت رابحة نفوس ؟ ولا كنت “مسيح يمشى على الأرض” ! ، ما الذي دفعك إلى أن تطرحين كل هذه التساؤلات إلى هذا الحد؟
لان بعد ما اطلعت على مذكرتها كان نفسي أن الناس كلها تستفيد من الحياة التى عاشتها وكلام ليديا كان ناقل حياة.. حياة بالفعل مع إله عظيم، فوجدت نفسى اقف امام إنسانة كبيرة جدا وعظيمة جدا، العلاقة الشخصية او العلاقة الخفية التى ذكرتها من قبل مع الله جسدت إنسانة بمعنى الكلمة استطاعت أن تحيا، ففوجئت انها لا تربح نفوس فقط او تبيع الارجوان المادة الثمينة التى كان يرتديها اولاد الملوك بل كانت ايضا توزع كلمة ربنا وتنقلها حتى عن طريق ابتسامتها البسيطة ، لكن ليديا عدة اشياء ثمينة مركبة مع بعض ، هي بائعة ارجوان، هي رابحة نفوس، هي فعلا مسيح ماشي على الارض.
– لماذا قلتِ ان تسمية ليديا بهذا الاسم لم يكن عن طريق الصدفة حتى لقبها بالفرس الابيض فى الكشافة ؟
كما ذكرت من قبل انها ريشة الفنان وكأن الله كان يرسم حياة ليديا وهى ماتزال فى الرحم،اسمها فعلا لم يكن صدفة وبالحقيقة كان تقوم بتوزيع اشياء ثمينة للناس وليست الاشياء المادية، تبيع حب، وتبيع سلام، وتبيع راحة وتبيع فرح ، كل هذا لم يكن صدفة فى معنى اسمها عندما اصر والدها على ان يكون اسمها ليديا، وكذلك الفرس الابيض الذى لا يرتاده الا جواد واحد وهو المسيح نفسه ، وفعلا كانت لا تقبل اى قيادة غير قيادة الله ولا تقبل ان يقودها احد ايا كانت قرابة هذا الانسان منها شخصياً، فقط تقبل القيادة من الله وتخضع لمشيئته ولحبه وتوجيهه لها ومسكه ليدها وسنده لها ، كل هذا لم يكن صدفة بل تجسيد لشخصيتها.
– فى تسجيل خاص ليديا كانت تروي تجربتها مع السرطان وقبلها شعرت بالخوف عند اجراء عملية الزائدة قبل ان تعرف انها اصيبت بالسرطان بكثير ووقت علمها بالمرض تألمت لهذا الخبر ثم استطاعت هي أن تفهم انها رسالة هذا بالنسبة لرد فعلها ولكن ماذا كان رد فعلك انت ووالدها وقتها؟
لا انكر ان استقبالنا لهذه التجربة كأسرة كان صعب للغايه وتألمنا بشكل كبير ، وكيف تحول إلى كابوس جعل تفكيري يتشوش إلى حد كبير ، وهذا امر طبيعي علينا كبشر وعلى شعوري كأم وخصوصاً احساسي أن ابنتى مقدمة على مرحلة خطيرة وكل شئ تزاحم فى تفكيري.. ما الحل وماذا نفعل؟! ، وعن حال ابنتى ما الذي يصيبها لابد تتألم او تتعب مثل أي أم، لكن الله استطاع ان يداوي جروحنا ويسندنا ويرفعنا من هذه المِحنة، لاننا ليس لنا ملجأ سواه، تمسكنا فيه وعندما ارجع واتذكر ان السنتين ونصف او الثلاث سنوات كيف مروا علينا اتاكد انه كان حاضر معنا وساندنا ورافعنا لكن فى البداية فعلا كنت متألمة جدا..
– ليديا الأن وصلت بيتها السماوى وانتصرت وبالفعل هي ليست مجرد انسانة مرت بتجربة مرض وانتهت بل بكل الادلة هى انتصرت وعملت رسالتها بمتهى الامانة ومازالت تعمل ، فما هى رسالتكم انتم كأسرة ليديا ؟
حقا ليديا انتصرت انتصار رهيب يعنى فتاة تألمت بكل معانى الالم وتعبت كثيرا وفقدت اشياء كثيرة نفسية وجسدية ومن الممكن لو أي شابة غيرها تفقد مثل هذه الاشياء تنهار، لكن هى استطاعت ان تحول كل هذا الالم الى مجد ..مجد كبير جدا و مجد عظيم.. انتصرت نعم انتصرت لانها طول عمرها لم تكل او تستسلم وحتى لو كانت بتضعف ،كما ذكرت فى الكتاب كانت تجرى الى حضن يسوع .. فعرفت الى من تذهب وكيف تذهب ، لم تلجأ الى اى انسان يرفع عنها الالم او الانين ، فهى عرفت إلى من تذهب.. إلى المكان الصحيح لذلك استطاعت ان تهزهم مرض خطير الكل يخاف منه ولكنه لم يستطيع ابدا ان يهزمها واستمرت ان تكمل خدمتها وان ترفع وتمجد اسم الرب وكما ذكرت على مسمع ومرأى الجميع فى كل البرامج اننا لابد ان نمجد اسم يسوع ونرفعه لانه اله عظيم وهى ظلت الى اخر لحظة تفعل هذا حتى الى اخر وقت فى حياتها فى يوم عيد الميلاد قبل انتقالها وبالرغم من شده ألامها إلا أنها ذهبت مع فريق الكشافة فجرا توزع الطعام على الذين ليس لهم مأوى وقبلها بحوالى شهر ذهبت الى المنيا فى خدمة افتقاد وفى نفس الوقت الذى وصل فيه المرض الى العظام.كل ذلك يجسد تحدى ليديا امام المرض كأنها كانت تقول للمرض مهما عملت فيً من الم سأظل متمسكة بإلهي وهو رافعني وساندني وانا فرحانه بيه، فهى انتصرت فعلا بكل معانى الانتصار على كل مشاعر ممكن ان تهدم انسان وتحطمه ، ولكن ليديا عمرها لم تنهزم أو تسقط!
اما بالنسبة لرسالتي لا اعلم ماذا سأفعل ولكنى باطلب إرشاد من ربنا أن يعرفنا ماذا نفعل ولكن كل ما استطعت ان افعله هو الاصرار على ان اصدر كتاب فى وقت قياسى ليضم كتابات ليديا ويلقى الضوء على حياتها من أجل ان اوصل رسالة ليديا ومجد اله عظيم رفعها وسندها .
– هل سوف تصدر كتب اخرى عن ليديا ؟
لا اعتقد لم يتضح أمامي أي رؤيه بهذا الجانب ولكنى فرحانة جدا انى اصدرت هذا الكتاب فكتاباتها فقط كفيلة بأن تنقل رسالة من غير ان نتكلم، اتمنى ان كل الناس تأخذ هذه الرسالة وتفرح بها وتجد فيها عزاء وسنداً مثل ما وجدت ليديا
وفى انصات الاب لهذا الحديث وقبل ان نوجه اليه الحوار اسرع وقال: اظن ان هذا يكفى بكل ما يصف ليديا، ولكن حرصا منا على ان ننقل الرسالة بالموضوعية الكاملة وان نتفهم منظور الاب لهذه التجربة هو ايضا .. وفى الحقيقة وقفنا امام رجل بكل ماتعنيه الرجولة من صبر واحتمال لا يمنعنا الوصف بان نقول ان هذا الشبل من ذاك الاسد.. قلت له
– فى الكتاب وصفت أبنتك بانجيل معاش بل وقسمت مراحل حياتها إلى اصحاحات كل اصحاح يشرح جزء من صفاتها وهذا الوصف بعد معرفتك الكاملة لابنتك ليديا ورسالتها ولكن قبل ذلك كيف كنت ترى شخصية ليديا كأب كيف كنت تراها ؟
مثل ما تكلمت والدتها عنها وذكرت ان حضن الله المتين الذى كان يسندها كانت هى التى تسندنا به سواء انا او والدتها او حتى اخوها فكثيرا ما كنت اواجه مشاكل فى عملى عدة مرات دائما كانت تأتي إلي وترتمي باحضاني وكنت انا الذي اترمي بحضنها وتصبرنى بكلامها ودائما كانت تعدى كل التجارب فى حياتنا نشكر الله، ودائما تقول ان بابا يسوع معانا وان كل شئ سوف يكون على مايرام، دائما كلامها حلو ومعزي، حتى مع والدتها عندما واجهتها عدة ازمات فى عملها كانت تبادر الينا بحضنها ومساعدتها لكل واحد فينا، حتى اخوها قال فى الكتاب: لما كانت الدنيا تتسد امامه فبمجرد ان ارى ليديا استريح ودائما كانت تنتظره عند عودته بعد العمل للتحدث معه، وكأنها فعلا رسالة من السما هذا على مستوى أسرتنا.. اما على مستوى علاقاتها الاجتماعية فكان لديها اصدقاء كثيرون جدا ويحبونها وكانت تدعهم فى اى مشكلة هى فعلا إنجيل معاش.
– وبعد التجربة ما الذى لاحظته من تغييرات فى شخصية ليديا؟
صدقيني شخصيتها لم تتغير أبداً، نفس الفرح، ونفس الحب ونفس الحضن و لكن فى البداية كان شئ واحد يتعبها هم المعزون المتعبون فكانت ما يضايقها اذا نظر اليها احد بشفقة لكن بعد ذلك اخذت دعم من الله بانها لا يهمها جهة امر المعزون المتعبون، ويوجد ناس تقول اشياء ايجابية واخرون يقولون اشياء سلبية ولكن لا عليك من كل هؤلاء وبالفعل ظلت تعيش بالضحكة الحلوة والفرحة، ودائما فكر النجاح وان كل شئ جميل.
ليديا كانت تحب الطبيعة جدا وتحب السما والنجوم وتحكى عنها وتذكر لنا اسماء النجوم المختلفة مثل ما تعلمت فى فريق الكشافة ، وكانت تذهب معهم الى مناطق طبيعية جميلة تعلمت منها انها ترى يسوع فى كل شئ جميل فى السما فى النجوم فى الطبيعة فى النباتات وفى الخلاء وتعلمت الكثير من الاشياء جعلت روحها منطلقة كما ذكرت كلمة عنها فى الكتاب “فراشة بجناحى نسر” فراشة وديعة جدا ومنطلقة جدا ولكن بجناحين صامدين جدا مثل النسر بيطير ويواجه العاصفة بمسيحه طبعا مش بشخصه لان يسوع ساندها هو اساس حياتها وهو اساس فرحها وكانت تاتى وتنقله إلينا، فكانت تقول لا يوجد شئ اسمه لا نقبل فلان او فلانه او هذه تصرفات سيئة او ننتقد عيوب الاخرين ، لان يسوع قبل الجميع بكل شخصياتهم وعيوبهم قبل المتسرع وقبل الضعيف حتى انه قبل الخائن ولاخر لحظة كان يقول له يا صاحب .. ياصاحب من اجل ان يرجع مرة اخرى وقبل الذى كان فى حضنه وليس احد سئ عند يسوع الذى قبل الجميع لابد ان نقبل الجميع مثله.
كانت تقبل الجميع بفرح حتى ولو ضايقها احد كانت تصفح عنه سريعا واذا حدث خلاف مع اقرب صديقتها ، تتعاتب معها لمده بسيطه وسرعان ما تسمع ضحكهم مرة اخرى فى نفس الوقت فى التليفون.
– ماذا قلت لله وقت معرفتك بمرض ليديا ؟
لم اكن اصدق وقلت له لماذا ؟ لماذا يايسوع ، ليديا ابنتك وحبيبتك ونحن كلنا احباؤك لماذا تسمح بهذا ؟ولكن الحقيقة كان ربنا بيحاول كل وقت يسندنا ويقول لنا لا تخافوا انا معكم ويكرر انا موجود فى الطريق ويرسل لنا اشخاص من اقصى الدنيا لا نعرفهم من قبل يساعدونا بكلام جميل ومعزي وان يسوع قادر ولا يعثر عليه اى امر ويعطينا آيات من الكتاب المقدس حتى تقابلت فى احد الايات مع ليديا عدة مرات ” ان هذا المرض ليس للموت لكن ليتمجد اسم الله ” وبالطبع التفسير ليس بالضرورة ان الموت يكون موت الجسد بالرغم اننا متأكدين ان الله شفى ليديا تماما وهى معه الان فى السما ونحن ايضا مـتأكدين ..متأكدين انه قال لها عندما صعدت عنده فى السماء قال لها : تحبى ياليديا انك ترجعى ؟ لكن الذى يرى يسوع لا يمكن ان يفكر ان ينزل مرة اخرى إلى هذا العالم .
– كيف ترى موقف الكنيسة في عزائها مع انتقال ليديا ؟
يكفى ان البابا تواضروس قال لنا تسمحوا ان اجلس معكم بعض الوقت ولكنه جلس معنا لمدة تزيد عن النصف ساعة بكلامه البسيط. كل ما كان يهمنى هو والدتها زوجتي. أما داليا فهي تألمت كثيرا مع ليديا وتلاحمت معها طوال مدة التجربة ونظرا لظروف عملى لم استطع ان اتواجد بنفس القدر.. وبسماح من الله يتعطل عمل داليا وتجلس بالمنزل بالرغم من مهارتها فى العمل ولكن كان الهدف أن ترعى ليديا طوال مدة الثلاث سنوات، ودائما اطلب من ربنا ان تكون فرحانة وان تدرك دور ابنتها فى قصد الله من ان يتمجد بها ، رغم ان اخذ اكثر ما يعز على قلبنا، وحين قابلها البابا تواضروس قال لها “يا ام القديسة”، لم اكن اتوقع عطايا الله اكثر مما نتصور فكتبت على مدونتى فى احدى المرات “يارب طلبت منك الشفا فاعطيتنا فوق مانتصور”، وايضا الانبا أرميا الاسقف العام ورئيس المركز الثقافى الارثوذكسى اصر ان يجلس معنا ويتكلم معنا بكلام عزاء لفترات طويلة، وكذلك ابونا موسى رشدى بالرغم من خدمته فى انجلترا وكثرة مشغولياته اصر ان يأتى الينا ويكون معنا الى اخر وقت قبل انتقال ليديا ومعنا بل واستمر فى الاتصال بنا وكان يعطينا فرح ويسبح معنا ويشاركنا الصلوات، وابونا يعقوب رمسيس الحقيقة جميعهم الآباء والخدام رجال فرح ورجال سلام.
– ماذا عن المبادرة التى اطلقت على صفحات موقع التواصل الاجتماعى للتبرع بعشرة جنيهات لمستشفى 57357 بأسم ليديا ؟
لم اسمع من قبل عن هذه المبادرة لكن اظن ان احد الاشخاص المعروفين لدينا قال اننا نساهم بهذه المبادرة ولا مانع نشارك فى مثل هذه المبادرة وخصوصا ان مستشفى 57357 تستحق المساهمة لمساندة مجهوداتها الكبيرة. ولكن لا علاقة للاسرة فى اطلاق اى مبادرات تحت اسم ليديا اكرم .
– كما ذكرت لى قبل الحوار بانكِ لا ترغبى فى كلام الوعظ ، ولكن يسوع جرب لكى يعين المجربين بماذا تستطيعين ان تساعدي من لهم نفس هذا الصليب ؟
كل تجربة تبدو صعبة و الصليب ما اثقل حمله لكن بالفعل كما قيل فى الانجيل “ان خفة ضيقتنا الوقتية لا تقاس بالمجد العتيد ” فلا بد ان نضع امام تصورنا ان المجد لابد أن يأتى ولا يوجد صليب ومسيحنا بيقبله الا ان يكون له هدف ومعنى ونعمة خاصة جدا للناس وفى النهاية لابد ان يستعلن المجد …
وبالرغم من نزيف القلب على فراق ليديا ولكننا شاكرينه ورافعين اسمه منتظرين تعزيات السماء وهو الفرح الحقيقى وليس تعزيات الناس، أنا فرحانة لوصول ليديا الى هذة المكانة وبالتأكيد هى ايضا فرحانة ونحن منتظرين تكملتنا لعمل الله لنكمله ونتقابل معها .
واسترسل الاب قائلاً: ليديا علمتنى ثلاثة اشياء مهمة كانت تقول لنا اننا لازم نعيش فرحانين ونعيش بالحق بدون تزيف بمعنى ان اصلى بالحق واقرا الانجيل بالحق ليس كما لقوم عادة وثالثا ان نقبل كل الناس الطيب والحنين ، القاسى والغضوب كل الناس فكتبت هذا : “ليديا علمتنى”
بنتى علمتنى اكون فرحان .. بعد قيامة يسوع مافيش أحزان
بنتى علمتنى أعيش بالحق ..وأقول لكل زيف لأ
بنتى علمتنى احب كل الناس ..الطيب والحنين والقاسى مهما داس
ولكن فوجئت بقوله فيما بعد .. لكن انا عاتب على ليديا لانها كانت تعلم انها سترحل عن قريب وفى اخر يوم قبل ان تدخل الغيبوبة كانت تجلس معنا كعادتنا نجتمع كل مساء ولكن فى هذة الليلة تركتنا ودخلت غرفتها لانه بالحقيقة كانت متعبة جدا .. فدعانى قلبى ان اقول لها:
وفى ختام الحوار لم اجد كلمة واحده تزيد عن وصف ما قاله والديها، ليديا رسالة فرح ، رسالة حق ، رسالة قبول لكل الناس.
[T-video embed=”7Z12zBSnxmg”]