حرص المصريون في العصور القديمة على النظافة الخاصة والتي ظهرت في بناء الحمامات العامة، تلك التي بهرت الرحالة الأجانب وعلماء الحملة الفرنسية الذين زاروا مصر واعتبروها مظهرا حضاريا أفضل مما كان موجودا في أوربا نفسها في نفس الفترة ، حسبما أكد الكثير من الرواة والمؤرخين القدامى، وترصد «وطني نت» معلومات من هذه الحمامات التاريخية التى اندثر من الكثير .
1 – أول من أنشأ الحمام هم الفراعنة ، ولكن لم يحدد من هو الفرعون حسبما ذكر المؤرخين
2 – تشير أكثر المصادر الى أن إنشاء الحمامات الشعبية يعود الى العصر الروماني في ايطاليا أو في الولايات الرومانية، في القرن الثاني قبل الميلاد.
3 – فكرة الحمام كانت في إنشائها بسيطة للغاية، تقوم على مجموعة من الأحواض الصغيرة التي تحتوي على الماء البارد والساخن، وبعض دهانات المساج وبعض التدليك، وكانت مفتوحة أمام العامة صغارا وكبارا دون مقابل.
4 – خصص حمّامات بالأباطرة مثل نيرون و دقلديانوس وغيرهم، اتسمت بضخامتها إذ ضمّت في جنباتها مكتبات وملاعب وحدائق، فكانت بذلك تقوم بدور ترفيهي استجمامي الى جانب دورها في عملية الاغتسال.
5 – عمرو بن العاص أول من أنشأ حمام شعبي مع بداية العصر الإسلامي وكان بالفسطاط وهو أول حمام عام بني في مصر.
6 – الخليفة العزيز بالله هو أول من بني الحمامات في العصر الفاطمي، حسبما أكد المقريزي، و ازدهار الحمامات في مصر كان في العصر العثماني، ومنها ما خضع للترميم ومنها لا يزال علي حالته القديمة التي أنشئ عليها.
7 – أشهر الحمامات الشعبية، التي ما تزال باقية حتى الآن هي حمامات «الملاطيلي» و«قلاوون» و«السلطان إينال» و«باب البحر».
8 – انتشر في القاهرة حوالى سبعة عشر حماما شعبيا كما ذكر ادوارد لين فى كتابة “عادات المصريين المحدثين” ، وهى جميعها في متناول عامة الناس من حيث قلة النفقات المترتبة ،
9 – كانت هناك حمامات حكر على الرجال فقط أو النساء والأطفال فقط ، وقد يجتمع الجنسان فى حمامات مشتركة فتخصص فترة ما قبل الظهر للرجال وفترة ما بعد الظهر للنساء ،وعندما يكون الحمام مقتصرا على النساء فقط يعلق منديل او قطعة قماش من الكتان عند مدخله فلا يطأ الرجال عتبته قط .
حمام الرجال قديماً
شكل الحمام :
10 – الحمام عبارة عن بهو كبير ذى قبة عالية وارضية مفروشة بالرخام وله باب ضيقا يليه دهليز أو ممر ضيق حتى لا يتعرض الحمام للتيارات الهوائية، ومنعا للضوضاء وتوفير الهدوء للمستحمين، يفتح الممر على «المسلخ» وهو قاعة متسعة لها سقف خشبي مسطح تتوسطه «شخشيخة» للإنارة.
11- القاعة الرئيسة للحمام كان يتواجد فيها مصطبة المعلم وبجواره دولاب الأمانات ومتعلقات المستحمين.
12 – يوجد ممر ضيق ينتهي بباب يفتح على ما يسمى بـ «بيت أول» أو «الصحن الوسط» – يتوسط هذا الصحن فسقية والفسقية تتكون من الرخام وترتفع نحو متر واحد عن الأرضية، وهي مثمنة الشكل، وتجرى عليها عملية تدليك جسم المستحم، ويسقف الفسقية قبو دائري، به ثقوب وفتحات زجاجية للتهوية ولإدخال الضوء نهارا، وعلى جانبي الفسقية توجد مصاطب ينتظر عليها المستحمون دورهم في عملية التدليك.
13 – على الصحن تفتح حجرات عدة، يصعد إليها بعدد درجات من السلم أهمها بيت الحرارة، وهو أهم أجزاء الحمام، فهو يتضمن الحوض أو المغطس، هذا المغطس يمتلئ بالمياه الساخنة ويتصاعد منها البخار الذي يساعد على تفتيح مسام الجلد، كما توجد فى جوانب الحمام “المبخرة ” التى تبعث روائح زكية تعمل على تهدئة أعصاب المستحم وإعطاء رائحة طيبة للحمام..
14 – يزود المغطس بالماء الساخن عن طريق ساقية ترفع الماء من بئر أسفل الحمام، ويتم تسخينها عن طريق المستوقد الذي يكون موقعه خلف الحمام، كذلك يوجد بجوار حجرة المغطس حجرات يطلق عليها خلوات تتضمن أحواض مياه للاستحمام بعد الانتهاء من التدليك والبخار، وتوجد أيضا دورات مياه.
15 – المصريين كانوا يتوجهوا إلى الحمام مرتين فى الأسبوع ومنهم من يقصده مرة واحده في الأسبوع فى الوقت الذى لا يتردد إليه البعض الأخر كثيرا ويكتفي البعض بالاغتسال بالماء والصابون وتغطيس أنفسهم فى الأحواض ويدفعون مبلغا اقل .
16 – لم يكن إنشاء الحمامات فقط بغرض الاستحمام، فبالإضافة إلى كون الحمام مكاناً للطهارة فقد لعب دوراً هاماً في المجتمع المصري فكان يمثل “منتدى” يقضي فيه الأصدقاء وقتاً طيباً سواء للرجال أو النساء، كما كان يمثل عنصراً رئيسياً في تقاليد الزواج والختان ويتساوى في ذلك الفقراء والأغنياء ، وقد سجلت في كتاب وصف مصر تفاصيل هذه الاحتفالات.
17 – كذلك كان للحمام دوره البارز في الأغراض العلاجية للعديد من الأمراض، وكانت معظم الحمامات بالقاهرة مرتبطة بالمنشآت الدينية، فغالبا ما تكون قريبة لها أو ملتصقة بها.
18 أهمية هذه الحمامات ودورها في المجتمع جعلها تخضع لرقابة شديدة من المحتسب أو صاحب الشرطة أو الولي شخصياً.
19 – فقد حرص المحتسبون على مداومة التفتيش والرقابة على الحمامات العامة ضماناً لنظافتها التامة وإتباع القواعد الصحية بها ومراعاة الآداب العامة والقواعد الأخلاقية .
20 – كان يمنع الاساكفة وغيرهم ممن يصبغون الجلود في الحمام حتى لا يتضرر الناس برائحة الدباغة، كما كان يمنع الأبرص والمجذوم من دخول الحمام لمنع انتشار العدوى والمرض.
حمام شعبي