تحقيق : تريزة شنودة _منه الله عصام
المسرح هو ساحة الإبداع للفن والفنانين ,ولكن هذه الساحة أصبحت خالية من الجمهور , وذهب جمهور المسرح للسينما ,والأن المسرح يعيش حالة من الركود خالياً من الجمهور , فلماذا أصبح المسرح في هذه الحالية مسرحاً بلا جمهور, وكيف يعود المسرح لأمجاده هذا ما سنعرفه في تحقيقنا هذا
*الفنانون يريدون عودة إبداع المسرح
على الرغم من كل الصعوبات التى تواجه فن المسرح حاليا الا ان هناك دائما شعاع نور حيث يقوم بعض الشباب بانشاء فرق مسرحيه يحاولوا ان يعيدوا فن المسرح ولجمهوره العريض
يقول – محمد عشماوى – 25 سنه – مؤسسه فرقه “ارت اكاديمى ” المسرحيه :
بدات اكون فكره الفرقه منذ تلاث سنوات وبالفعل اسسنا الفرقه بالجهود الذاتيه والفرقه اشبه ما تكون بورشه العمل الفنى المسرحى للهواه والموهوبين ولابد ان نذكر ان عدد الموهبين كثيرا جدا ويحتاجوا الى من يتبنى مهوبتهم من يبحث عن المواهب فمثلا يستطيع فقط الذهاب لشارع “شامبليون” او “عماد الدين” ويبحث على المقاهى سيجد العديد من الفرق والموهبين فى انتظار فرصه و”ارت اكاديمى” لها هدفين رئيسين اولهما هى محاوله اعطاء الفرصه للمواهب الجيده للظهور وعرض موهبتهم ربما ليصلوا لما يحلموا به والثانى هو محاوله اعاده فن المسرح لمجده الاول وحتى يستطيع اى شخص الذهاب الى المسرح بعد ان وصلت اسعار تذاكر بعض المسارح لمبالغ كبيره لا يستيطع الفرد العادى دفعها اما بالنسبه لتمويل العروض او الفرقه فهى بالجهود الذاتيه فالفكره الرئيسيه هى ان نخرج على الجمهور باجمل وابهى ما يمكن باقل ما يمكن من التكاليف وحاولنا فى السابق مع اتحاد شباب العمال وبفعل تم دعمنا بشكل جيد ولكن للاسف لظروف قد تكون ماديه لم يستطيع الاتحاد اكمال الدعم الذى بداه معانا وحاولنا ايضا التواصل مع البيت الفنى للمسرح ولكن لم يتم تقديم الدعم الكافى المطلوب وعموما يقوم البيت الفنى للمسرح بتقديم استماره للفرقه لياخدوا الفرصه فى دعم البيت الفنى للمسرح وتعيطهم مهله 6 اشهر لتقديم عرض واحد قد نحتاج دعم اكبر من ذلك حتى نصل الى ما نتمنى ولكنى اقول لوزاره الثقافه ” دعمكم هيفدينا بس عدم دعمكم مش هيوقفنا “
و في نفس السياق يرى “جون محروس” صاحب فريق مسرحي أن المسرح يحتاج لطاقات إبداع جديدة تحييه وتعيد أمجاده وهناك بعض الفنانون من الفرق الشبابية الفنية تستحق العالمية ولكن لا تجد من يدعمها ,فالدولة متجاهلة تمام دور فن المسرح , وأصبحت المسارح التابعة للدولة تقدم فناً بدون إبداع مما يجعلها بدون جمهور لإفتقارها للإبداع
وأشار “محروس” لـ”وطني إلى أنه لابد من دعم الدولة لطاقات الشباب المبدعة من خلال الفرق المستقلة الفنية من الشباب والتي تحتاج دعم سواء بمسرح للبروفات والتدريب أو اماكن للعرض
وأوضح أن من أسباب الحالة السيئة التي وصل لها المسرح المصري أنه يركز على نوع واحد من فن المسرح وهو الساخر والكوميدى والتمثيل العادي , ولكن هناك العديد من انواع الفن المسرحي التي يفتقدها المسرح المصري مثل المونو دراما ومسر الغرفة الواحد والمسرح الأسود والصامت تلك انواع كثير من الفن المسرحي وهذه الانواع تستحق الدعم الفني التي يجعلها تنتشر وتجذب الجمهور للمسرح من جديد
ومن جانبه يقول أسلام زكريا – 19 سنه طالب بكليه الاداب – مؤسس فرقه المستقبل المسرحيه:-
اهوى فن التثميل المسرحى جدا وليس التمثيل فقط وسعيت لتكوين فرقه بالجامعه لنقدم ونعرض قضايا مجتمعيه جديه او هزليه نعبر عن انفسنا بالفن المسرحى واتمنى ان اكمل فى هذا المجال بعد تخرجى ولكن اذا ظل اهمال الدوله لهذا الفن لن اكمل فيه لانى لان اتحمل نظره المجتمع لى على انى “شبه فنان” او “عيل صغير بيلعب “
ومن جانب أخر يرى الدكتور ” عماد سعيد” أستاذ الفن المسرحي بكلية الأداب قسم مسرح جامعة حلوان أن الفن المسرحي يعاني من تجاهل الدعم من الدولة وغياب التطوير للطاقات الابداعية والفنانين به مما جعل الجمهور يرحل عنه ويتنساه مقابل تطوير السينما واهتمام المنتجين بها
وأشار “سعيد” إلى أن الجمهور رحل عن مسارح الدولة لأسعارها العالية بعض الشئ مقابل انتشار مشاهدة السينما التي توفر وقتاً وجانب مادي ,بجانب عدم وجود تطوير للفن المسرحي الذي مازال يعيش بعقلية 50 عاما مضوا بدون تطوير وذلك يجعل المسرح بدون جمهور
وأوضح “سعيد ” أن هناك الكثير من انواع الفن المسرحي يتجاهلها المسرح المصري مما جعله فقيرا في طرق إبداعه ولكن الفرق الشبابية الفنية الجديدة تحاول أن تقدم إبداعا بشكل مختلف من خلال عروضهم مثل انتشار عروض المسرح الأسود والمونودراما هذه الأنواع ربما تجذب الجمهور من الشباب للمسارح المستقلة والتي تقدم عروضاً بأسعار مخفضة
وأكد أنه على المؤسسات الفنية والثقافية ان تدعم الفرق الشبابية الفنية الصاعدة التي ربما تساهم في إنقاذ المسرح وعودة جمهوره من جديد
*المسرح ليس للجميع
وعلى ارض الواقع نجد ان بالفعل المسرح لم يعد للجميع
يقول – احمد جاد -43 سنه – مهندس :-
منذ فتره كبيره ذهبت الى احد المسارح لاشاهد انا واسرتى احد العروض المسرحيه لفنان مشهور ووجدت اسعار التذاكر تبداء من 250 جنيه للفرد فقمت بدفع 1000 جنيه لى ولاسرتى كى نحضر العرض وذلك تنفيذا لطلب اولادى واضاف ” لما العرض خلص وخرجت لاقيت بتاع البركينج بيقولى 200 ركنه العربيه” واضاف ” حلفت مانا رايح مسارح تاني “
ويقول – على خلف -38 – موظف :-
لم افكر مطلقا الذهاب الى المسرح لاننى أعرف أسعار تذاكر المسرح واكمل ساخرا” يعنى علشان اروح باسرتى المسرح لازم اعمل قرض ” كما قال انه يشعر بالحسره عندما يجد ان اماكن الترفيه اصبحت تبعا للمستوى الاجتماعى .