– وصل بنا الحال لنصبح شحاتين كرامة , مال , مركز , رأى الناس
– روشتة العلاج فى التعامل مع ابنائنا قوامها الحب و الحكمة و الحوار
– علينا ان نهتم باطفالنا و نعطيهم من الحب و الحنان ما يعوضهم الكثير
– حياتنا الروحية مرتبطة بالتمتع بالبنوة
د . بيتر مجدى : انت متفرد بذاتك بغض النظر عن انجازاتك .. و فيك الصورة الالهية
– اعرف ان قيمتى ليست فيما امتلكه و انما فى ذاتى
– المخدرات تعطى شعور زائف للقيمة .. و على الا احكم على ذاتى بنظرتى و انما من خلال عين الله
– من الخطورة الحكم على ذاتى من منطلق مقاييس العالم
– خط ساخن لتلقى اى استفسارات عن علاج الادمان أو الابلاغ عن الحالات
نظمت كنيسة مارمرقس بشبرا لقائها الثانى ” هلم خارجا ” بعقد ندوة تحت عنوان ” قيمة الانسان لدى الله ” , حاضر خلالها القمص داود لمعى ملاك كنيسة مارمرقس كليوباترا .
شهدت الندوة حضور كبير من مختلف الفئات العمرية من خدام و مخدومين وآباء و امهات بدعوة كنائس شبرا الشمالية و الجنوبية للمشاركة فى ذلك اللقاء .
تحدث فى البداية القس كيرلس كمال – راعى كنيسة مارمرقس بشبرا عن خدمة السامرى الصالح التى تضم خدمة اسرة الانبا موسى و التى بدورها قامت بتنظيم ذلك اللقاء بهدف التوعية و نشر المعلومات الصحيحة و توضيح خطورة الادمان و مشاكله بحيث تنقسم الندوة الى شقين الاول منها طبى حول الادمان و اسبابه و دوافعه و الاخر منها روحيا حول قيمة الانسان لدى الله و من ثم الادراك باننى ذات قيمة لدى الله .
قدم احد الخدام بالكنيسة عرضا مبسطا يوضح الاسباب التى بامكانها تدفع الانسان للميل تجاه طريق الادمان بكونه انسان حساس ليس فى مقدرته احتمال التجارب و من ثم يحاول الهروب من تجاربه و لو بهروب وقتى و هنا يطرق الادمان الابواب ليتسلل عدو الخير كى يتملك من هذا الشخص كما قال عنه الكتاب المقدس ” كأسد زائر يجول يلتمس من يبتلعه ” .. شيطان يبتلع من ينتظره . لذا فعملية التربية ليست بالامر الهين و ليست بالسهولة كما يعتقد و بالتالى علينا ان نبذل مجهود فى عملية التربية , و لعل ذلك الجزء البسيط فى عملية توعية الاسرة بالاهتمام بابنائها من خلال خدمة اسرة الانبا موسى بيمثل فقط 4 % على ان تصبح النسبة الاكبر و التى تشكل 96% هى الوقاية بجانب التوعية لنصبح كما لو كنا وزارة الصحة حينما تبحث عن الاطفال كى يتم تطعيمهم و بنفس الحال نبحث عن الشباب داخل الاسر و نعمل على توعية اسرنا بالا يتسلل التدخين لابنائنا لكونه اول طريق الادمان .. و بنعمة الله اصبحت خدمة الانبا موسى بمثابة مركز اشعاع لكافة كنائس الجمهورية , نعمل من خلالها على توعية الاسر بالصعيد من قبلى و بحرى لاعداد كورسات متخصصة لمكافحة الادمان بفضل توافر خدام مؤهلين لتلك المهمة .
هذا و تم توزيع ” بروشور ” مدون عليه خط ساخن فى انتظار تلقى اى استفسارات عن علاج الادمان أو الابلاغ عن الحالات برقم ” 01211977237 ” متاح من الساعة السادسة مساء حتى الساعة العاشرة مساء .
تحدث دكتور بيتر مجدى – منسق برامج بمؤسسة من اجل العائلة بالشرق الاوسط – ايجلز جروب حول قيمة الانسان لدى الله من خلال طرح تساؤل للنقاش ” تساوى كام ؟ ” و عليه بنى د . مجدى طرحه تحت عنوان ” انت متفرد ” كما جاء فى ( مز 139 : 13 – 14 ) ” لانك انت اقتنيت كليتى نسجتنى فى بطن امى . احمدك من اجل انى قد امتزت عجبا عجيبة هى اعمالك , و نفسى تعرف ذلك يقينا ” .. عبارة ” نسجتنى ” بالضبط كما هو الحال مع سجادة على سبيل المثال , أيهما اغلى و افضل فى القيمة السجادة التى نسجت يدويا أم على منوال , بالتأكيد اليدوى أفضل كذلك الحال الله نسجنى و بالتالى انا اغلى ما عنده .
كما قدم تساءل آخر كى يصل لنفس الغرض , كم يبلغ تعداد سكان العالم ؟ تقريبا 7 مليار , و ماذا عن تعداد سكان مصر ؟ 90 مليون .. هنا الانسان متفرد سواء من بصمة يديه أو العين و العلم اثبت ان بصمة العين اليمنى غير العين اليسرى الى جانب بصمة الصوت .
ماذا يفيدنى معرفى باننى انسان متفرد ؟ لعلى اعرف قيمتى , اعلم اننا رغم كوننا مختلفين الا ان نكمل بعض , الحرص على احترام الاخر .
أكد دكتور مجدى ان المخدرات تعطى شعور زائف للقيمة لشعوره بانه يرغب فى احساسه بانه شخص مقبول ممن حواليه و ليس مرفوض , و هنا على الا احكم على ذاتى بنظرتى و انما انظر لنفسى من خلال عين الله .
تساءل دكتور مجدى ” انا متميز فى ايه ؟ ” بالطبع كل شخص لديه من المواهب الكثيرة و ربما لم اكتشفها فى ذاتى و هذا لا يجعلنى افقد مدى التفرد الذى احذى به , فالتفرد كالبذرة التى تحتاج وقتا كى تثمر .. انت متفرد بذاتك بغض النظر عن انجازاتك , و فيك الصورة الالهية .
و ألقى دكتور مجدى الضوء على نقطة فى غاية الخطورة و هى عدم الحكم على ذاتى من منطلق مقاييس العالم , و ليكن من منطلق مقياس الجمال مثلا حيث الوسامة و هو ما قد يؤثر فى الكثيرات من الفتيات بكونها ليست على قدر من الجمال مثل ” انجيلينا جولى ” و لعل ربما تحدث هذه مشكلة منذ الولادة حينما تجد الاسر تفرح بوجود مولود جميل الوجه ليحظى بالقبول و الاهتمام من الجميع اكثر عنه ممن هو اقل جمالا و هذه التفرقة كثيرا ما تحدث داخل المدارس و الخدمة بمدارس الاحد , و هو ما يعد مفهوم خاطىء بينشىء عليه ابنائنا دون ان ندرى . ايضا وضع قصص الاطفال من سندريلا و بيضاء الثلج و تعمد ابراز الشخصية و هى بارعة الجمال و هو ما يعطى انطباعا باننى اقلل قيمة وسط المجتمع و هذا مفهوم يفترض تصحيحه و تغييره , و ما يؤكد صحة ذلك ما رصدته الاحصائيات بارتفاع نسبة الانتحار لدى الفتيات بالنمسا و السويد بسبب ” باربى ” فارعة الجمال .. هذا نظام مشوه للقيم , و علينا ان نعرف جيدا اننا مقبلين لدى الله حتى و ان كان مستوى الجمال ليس كما ينبغى .
الامر شديد الصعوبة و يتضح بشكل فج مع الاعلانات التليفزيونية التى تقدم على مدار الساعة عبر الفضائيات من خلال التركيز على الجمال سواء للرجل أو المرأة لان الاية تقول ” فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره و طول قامته لانى قد رفضته لانه ليس كما ينظر الانسان لان الانسان ينظر الى العينين و اما الرب فانه ينظر الى القلب ” ( 1 صم 16 : 7 )
ايضا ما نقع فيه الحكم على انفسنا بحسب مقاييس العالم من منطلق المواهب العقلية ( الذكاء ) لاسيما من خلال نظام التعليم لنجد ان الشخص المتفوق دراسيا هو الانسان الذكى بعكس المتأخر دراسيا و غير المتفوق دراسيا لندفعه لطريق المخدرات بايدينا حتى يلاقى الاهتمام من غيره و لفت الانتباه له .. حتى الاسر احيانا تقع فى ذلك الخطأ لنجدها حينما يقوم طفل بتنظيم المكعبات تجدها تشيد بذكاء الطفل بخلاف اسرة اخرى لم ترى اى مهارة و عليه نظلم ابنائنا سواء بالمبالغة بالايجاب أو بالسلب ليشعر الطفل بانه فى حالة ضغط دائم .
و ركز دكتور مجدى على اهمية عدم تصديق مقاييس العالم و عدم تصديق اى رسائل سلبية لكونى اذا كنت غير متفوق دراسيا أو ذكى دراسيا كما يقولون فاننى لدى ذكاء اجتماعى لدى علاقات كثيرة كما لدى ذكاء وجدانى اعرف جيدا كيف اضبط مشاعرى .
اما عن المقياس الثالث الذى ربما نحكم على انفسنا من خلاله هو ” المال ” ( الثراء ) و ربما الاعلانات تخلق حالة من ذلك الهوس حينما يعلنون عن اللبس من ماركة كذا و الساعى ماركة كذا لكن علينا ” ان نعرف ان قيمتى ليست فيما امتلكه و انما فى ذاتى ” كما فى ( 1 كو 6 : 19 – 20 ) ” ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله و انكم لستم لانفسكم ؟ لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى اجسادكم و فى ارواحكم التى هى لله ” و عليه انا غالية قوى فى عين الله .
كما علق دكتور مجدى على شبكات التواصل الاجتماعى , و كيف انها مسار اهتمام من الجميع و هناك من يبحثون و يأخذون فى اهتماماتهم كم حقق ” البوست ” عدد تعليقات أو اعجاب و هو ما ربما قد يصيب البغض منا بصغر نفس , و اعطى مثال لفتأة تدعى ” ليزى ” لم تحذى بالجمال و ذات مرة وجدت على مواقع التواصل فيديو محقق اعلى نسبة مشاهدة تحت عنوان ” اقبح امرأة فى العالم ” و كم تأثرت كثيرا حينما وجدت ان الفيديو يتحدث عنها بكم التعليقات السلبية و التى جاء منها ” اقتلوها بالرصاص ” هنا فقط تذكرت كلمات والديها التشجيعية لها و منها ” روحى المدرسة و انت رافعة رأسك ” و ” قيمتك فى ذاتك ” و دافعت عن حقها و صدر قانون فيدرالى يعاقب من يشوه آخر و هنا قالت ” انا مش هابقى ضحية للعالم انا قيمتى غالية و كبيرة ” ايضا من الامثلة الحية شخصية ” مانو ” الذى كان متفوق دراسيا الا انه اصيب بمرض لكنه يصر ان يكون شخصية ايجابية و مؤثرة داخل المجتمع .
و اخيرا عملية المقارنات و الكلمات السلبية ربما تزيدنا احباطا حينما نقارن ابنائنا بغيرهم من نفس اعمارهم ” شوف فلان شاطر ازاى ” ” ليه ماتبقاش زيه ” مع تكرار عبارات سلبية ” انت فاشل ” أو ” مفيش امل منك ” كلك جميل يا حبيبتى ليس فيك عيبة ” .. و فى النهاية كن متفردا , لا تتبع الرسائل السلبية التى تقدمها وسائل الاعلام , احذر المقارنات و الكلمات السلبية .
و جاءت كلمة القمص داود لمعى من منطلقى دينى توضح كيف ان الابن يمكن ان يفكر بان راحته بعيد عن حضن ابوه ليلجأ لطريق بعيد مثال الابن الضال , فالمسيح يقدم لنا مثالا واضحا لشاب فى سن المراهقة يريد ان يبحث عن قيمة نفسه اما من خلال المال حتى يشعر انه اهم و اقيم من غيره أو من خلال الاصدقاء ليشعر بانه مهم .. الابن الضال فكر من هذا المنطلق و قال ” اعطينى القسم الذى يصيبنى من المال ” و كان فى الواقع الاب مثالى قام و اعطاه نصف الميراث و لم يقل له ماذا ستفعل ؟ و بالفعل اخذ المال كى يشعر بقيمته و سافر الابن لكورة بعيدة و هناك بذر ماله بعيش مسرف , و هناك التصق بواحد من اهل تلك الكورة ( تانى قيمة له الصداقة ) و لما انفق كل شىء ابتدأ يحتاج .. هنا شعر بان قيمته اقل من الخنازير حينما كان يشتهى ان يملأ بطنه من الخرنوب الذى كانت الخنازير تأكله لتجد ان قيمته انحدرت كثيرا بعدما كان مكرم فى بيت ابيه اصبح اقل من الخنازير .
أوضح القمص داود لمعى انه كان الحل انه ” رجع الى نفسه ” هنا فقط بدأ يقول انا قيمتى فين ؟ لا كانت فى المال و لا الاصدقاء و حينما قال ان قيمتى فين اختار ابوه , قال ” اقوم و اذهب الى أبى و اقول له يا أبى , اخطأت الى السماء و قدامك و لست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا اجعلنى كأحد اجراك ” قال انا عند ابى يفيض الخبز و انا اهلك جوعا ” لان قيمتى ليست فيه ” كان تعبان نفسيا لان الذى حدث كان ضياع للابن و اهانة لكرامة الاب .
نجد رغم ما حدث الا ان موقف الاب عجيب حسب تعبير السيد المسيح ” رآه أبوه فتحنن و ركض و وقع على عنقه و قبله ” .. يقول علماء النفس ان الطفل يأخذ قيمته من نظرات والديه لذلك خطر للغاية المراحل الاولى من سنوات الطفل و من ثم علينا ان نهتم باطفالنا و نعطيهم من الحب و الحنان ما يعوضهم الكثير حتى لا يقعوا فريسة لاحد فيما بعد .
هنا كيف رأه ابوه ؟ هل رأه خادم الخنازير أم اللص الذى سرقه أم ناكر الجميل ؟ فقط اكتفى و قال ” ابنى هذا كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد ” و من هنا كانت القيمة الحقيقية , كان أقل من العبيد فى المقابل الاب لا يتعامل الا من منظور ” ابنى ” .. حينما ” رجع الى نفسه ” اكتشف قيمة نفسه انه لايزال الابن أى سيد العبيد بما يعنى ان المال أو الاصدقاء ليس فيهم القيمة على الاطلاق , و انما كما قال الكتاب المقدس ان ” الله ابوك ” اهم من اى كرامة و مديح و فى ( لو 3 ) يذكر نسب السيد المسيح بان بن ىدم بن الله و لما آدم نزل بقيمته لشجرة ( لشهوة ) و خرج خارج القيمة الحقيقية انه ابن الله هنا آدم تعرى من النعمة اى من البنوة لله حينما شعر بعريه و هو كذلك حال البشر ” عرى ” لكوننا نبحث عن اى قيمة لنا , و الحل رجوع البنوة لله .. و حياتنا الروحية مرتبطة بالتمتع بالبنوة و من يشعر بذلك يقول مع القديس اغسطينوس ” جلست فوق قمة العالم حين اصبحت لا اخاف شيئا و لا اشتهى شيئا “
أكد القمص داود لمعى للاسف وصل بنا الحال اننا اصبحنا شحاتين كرامة , مال , مركز , رأى الناس .. لماذا كل هذا ؟ احنا قيمتنا غالية عند ربنا , افقر مسيحى على الارض اغلى عند الله , دعونا لا نبحث عن قيمتنا فى امور عالمية .
اختتم القمص داود حديثه بروشتة علاج للاسر فى تعاملها مع ابنائها اولها الحب و ليس بالكلمة و انما بالمواقف المستمرة المعبرة و المسئولة و التى فيها احتمال ايضا الحكمة فى التعامل فربما هناك اب يحب ابنه و لكنه ليس حكيما فى تعامله و منها انتهاك الخصوصية بالصورة التى تصل و كأنها اشبه بالتجسس , و الحوار بان تحرص الاسرة بفتح حوار مع ابنائها بشكل دائم و فى مراحل مبكرة لكى نصبح اصدقاء لابنائنا الى جانب التشجيع المستمر بعبارات ايجابية ” انا واثق فيك ” , ” انت هتنجح ” هنا ثق ان ابنك سيكون دائم النجاح على عكس العبارات السلبية ” انت فاشل ” أو ” مفيش امل منك ” بالطبع الامر سينعكس سلبا على حال الطفل .