اعلن الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، والفنان إيهاب فهمي، عضو مجلس نقابة الممثلين، وفاة الفنانة القديرة فيروز صباح اليوم بعد تدهور حالتها الصحية، حيث خضعت لجهاز تنفس صناعي، وكانت تعانى مشاكل في الكلى والكبد.
تتذكرها بخفة دمها، استعراضاتها، غنائها، «معانا ريال معانا ريال ده مبلغ عال ماهوش بطال»، إنها فيروز، التي صنعت ثورة في عالم السينما في الخمسينات، لا تزال أصدائها حاضرة اليوم، اعتزلت السينما صغيرة في عمر الـ16، إلا أن تاريخها الفني الذي لا يتعدى الـ10 أفلام يبقى راسخًا في تاريخ السينما المصرية.
اسمها الحقيقي بيروز آرتين كالفايان.
ولدت فيروز في القاهرة في 15 مارس 1943تعود أصول فيروز لمدينة حلب بسوريا،
هي أشهر طفلة مصرية وعربية في السينما، بل هي نجمة أطفال السينما المصرية فيروز المعروفة باسم فيروز هانم أو «قطقوطة» نسبة إلى اثنتين من أنجح الشخصيات التي قدمتهما في السينما العربية والتي لم تمح من ذاكرة أجيال من محبي السينما رغم مرور عقود عديدة على تقديمهما. وتميزت فيروز على الرغم من صغر سنها بقدرتها الفائقة على الاستعراض والغناء والتمثيل. اسمها الحقيقي بيروز ارتين كالفيان وهي من مواليد العام 1943. ولدت فيروز لأسره أرمنية ولها عدد من الإخوة والأخوات منهم الفنانة نيللي أشهر مَنْ قدّم فوازير رمضان.
كانت بداية العمل الفني لفيروز على يد صديق والدها الفنان إلياس مؤدب، والذي اعتاد العزف على الكمان في منزل والدها، وكانت هي ترقص على الموسيقى، ليلتفت الفنان لموهبتها في الاستعراض والغناء والتمثيل، فقام بتأليف وتلحين مونولجات لها واصطحبها في الحفلات المنزلية التي كان يحييها، لتثير إعجاب الحضور في إحدى المرات ليقرر إدخالها في مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي.
نجحت الطفلة «نيروز» في المسابقة بشكل مبهر، في حضور الملك فاروق،وحصلت على أول مكافأة في حياتها من الملك فاروق وبلغت قيمتها 50 جنيهًا مصريًا. لتلفت انتباه المنتجين السينمائيين، ليختار لها «مؤدب» أن تعمل مع أنور وجدي
انور وجدى مكتشف فيروز
وقع والدها عقد احتكار مع أنور وجدي بقيمة ألف جنيهًا مصريًا عن الفيلم الواحد.
وكان أنور وجدي هو المسؤول عن تغيير اسم الطفلة من «نيروز» لـ«فيروز
انت نقطة البداية لدى «فيروز» التي آمن بها أنور وجدي من اللحظة الأولى، وبدأ تسويق فيلمه باسم الطفلة المعجزة ذات الـ7 سنوات، وشاركت في فيلم «ياسمين» وكان دورها محوريا وأفرد لها مساحات تمثيلية واسعة، بالإضافة إلي الاستعراض والغناء استخدم وجدي أسلوبًا فريدًا في الدعاية للفيلم، الذي أنتجه وحيدًا، فنشر إعلان في الصحف صباح يوم العرض دعا فيه الأطفال للحضور في حفل العاشرة صباحًا، حيث ستقوم البطلة الصغيرة بتوزيع هدايا عليهم، وقد تم بالفعل تعليق البالونات في صالة السينما ووضع الهدايا في سينما «الكورسال
حقق الفيلم نجاحا كبيرا شجع أنور وجدي على تقديم الفيلم الثاني لطفلته المحببة فيروز، بل يغامر وجدى أكثر و يجعل الفيلم باسمها ليخرج فيلم فيروز هانم للنور في 12 مارس عام 1951 والغريب أن الفيلم كان من إنتاج أنور وجدي ولكنه كان من تأليف وإخراج المخرج عباس كامل لينجح الفيلم أيضا وتقدم بعده فيلم صورة الزفاف وهو فيلم من إنتاج وإخراج المخرج حسن عامر وتأليف حكيم وجليل البنداري، والذي عرض في 10 مارس عام 1952، وربما كان الدليل الأبرز على نجومية فيروز هو وضع اسمها في تيتر الفيلم قبل اسم محسن سرحان وزهرة العلا وكانا نجمين في تلك الفترة.
بعد صورة الزفاف تعود فيروز إلى أنور وجدي كمخرج و منتج في فيلمهما الأشهر “دهب” و الذي اشترك في كتابته مع أبو السعود الإبياري وعرض في 23 مارس عام 1953، ولنجاح الفيلم الكبير بدأ والدها في التفكير بالانفصال بابنته عن احتكار أنور وجدي و بالفعل نجح والدها في تنفيذ مراده وانفصل بابنته فنيا عن أنور وجدي ليقدمها للمخرج عاطف سالم و الذي أخرج لها فيلم الحرمان وعرض في 26 أكتوبر عام 1953 وشاركها في البطولة شقيقتها ميرفت ونيللي«الحرمان» في الوقت الذي كانت هي قد بلغت 13 عاماً وكان ذلك في العام 1953، وقد ظهرت فيه فيروز إلى جانب شقيقتيها الفنانة الاستعراضية نيللي وشقيقة ثالثة لهما هي ميرفت.
بعد «الحرمان» توقفت فيروز عن العمل لمدة ثلاث سنوات، ثم عادت لتقدم عدداً من الأدوار الدرامية التي تتناسب مع عمرها، من بينها «صورة الزفاف» وعصافير الجنة.
. ابتعدت فيروز عن شاشة السينما ثلاث سنوات، قبل أن تعود في 1955 لتقدم فيلمًا آخر بجانب اختيها نيللي وميرفت هو «عصافير الجنة»
و كان آخر أفلامها «إسماعيل يس طرزان» الذي توقفت بعده
في عام 1958 شاركت عبدالمنعم إبراهيم وعبدالفتاح القصري وميمي شكيب وحسن فايق بطولة فيلم «أيامي سعيدة» لكنه لم يحقق نجاح كذلكفي عام 1959، مثلت فيروز أخر أفلامها «بفكر في اللي ناسيني» بجوار نجوم مثل هند رستم ورشدي أباظة وشكري سرحان وزهرة العلا، وهي الوحيدة التي اقترن اسمها مع كلمة «مع النجمة» على «أفيش» الفيلم، لكنه لم يحقق نجاحًا هو الآخر.
اعتزلت فيروز في عمر السادسة عشر رغم أن مسيرتها الفنية استمرت فقط قرابة 10 سنوات.
زواج واعتزال
تزوجت فيروز من الفنان بدر الدين جمجوم، وكانت قد تعرفت عليه أثناء عملها بفرقة إسماعيل ياسين وهوممثل كوميدى ، تخرج فى قسم التمثيل بمعهد الفنون المسرحية عام 1959 ، ثم فى كلية الآداب جامعة القاهرة ، التحق بفرقة ساعة لقلبك ، ثم فرقة إسماعيل يس ، وفرقة التليفزيون ، عمل موظفاً بالثقافة الجماهيرية من مسرحياته الفضيحة ، الراجل اللى قال ، عمل فى الأدوار الثانية فى لاسينما ، ثم اختفى عن الساحة قبل أن يعود فى أواخر أيامه لانتاج فيلمه الأخير الذى قام ببطولته ، عمل فى التليفزيون ومن مسلسلاته: سيدى الطفل الصغير .
أنجبت فيروز من زوجها طفل وطفلة هما أيمن وإيمان ولها حفيدان نور وسيف.
تم تكريمها في عام 2001 من قبل مهرجان القاهرة السينمائي.