كل عام وأنتم بخير بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 30 يونيو، هذه الثورة التى خرج فيها الشعب المصرى كله شبابه الطاهر وأطفاله الأبرياء ونسائه الفضليات وشيوخه الحكماء يقولون لا..لا لاستمرار الظلم والفساد، وتعطيل العلم ونشر الجهل، وتبوير الارض، واللعب بمقدرات الشعب واقتصاد الأمة، وسفه الأغنياء وتجويع الفقراء ونشر البطالة، وتأميم الاقتصاد لمصلحة الأغنياء.. لا لمجتمع الواحد فى المائة التى قامت ثورة عام 1952 من أجله لكى تحررالشعب من الفقر والجهل والمرض.
كانت ثورة 25 يناير30 يونيو ثورة حقيقية قام بها شعب مصر من أجل مستقبله وحريته وأبنائه وأحفاده، بعد أن شعر الشعب أن بلده تباع أمامه، وثروته تغتصب منه.
نجحت الثورة فى الأيام الأولى لكن الشباب الطاهر عمود الثورة لم يكن لديه الخبرة الثورية الكاملة المحنكة لما يعمل ويحدث بعد النجاح، فقامت جماعة الارهاب السياسى، المعروفون بالإخوان المسلمين، وهم ليسوا اخوانا ولا مسلمون، بل هم جماعة من الإرهابيين المجرمين، الذين يتحدثون بأسم الدين، والدين منهم براء، وقفزت فوق الثورة وبطرقهم الاجرامية الإرهابية سيطروا عليها، وعلى البلد، وفى غيبة من العقل والوطنية والإنسانية استطاع رجل مخبول مجنون أن يجلس على مقعد رئاسة الجمهورية هو محمد مرسى، وظل عاما يحكم مصر أم الدنيا، وهو الذى لا يصلح عمدة لقرية فى مصر، وشهدت مصر خلال تلك السنة البغيضة تراجعا فى كل شئ، وانتشارا للجهل والخرافات بأسم الدين، وكان عندما يخرج فى زيارات لدول أخرى ويقابل الرؤساء والزعماء لا يحقق شيئا إلا السخرية منه ومن البلد التى اختارته لكى يكون رئيسا للجمهورية، والواقع أن الشعب المصرى الأبى لم ينتخب هذا الرجل، فجزء كبير منه اعتذر عن الانتخاب ولم يشارك فيها، والجزء الآخر انتخب غيره، لكن العصابة الاجرامية استطاعت أن تلعب دورها فى الكذب والتضليل والتزوير واعلان نجاحه، حتى قبل اعلان نتيجة الانتخابات رسميا.. وظل الرئيس المهرج الجاهل محمد مرسى يتخبط فى قراراته وأعماله فيصدر القرارثم يتراجع فيه بعد سويعات قليلة، ثم اتخذ قرارات قانونية خطيرة لضرب القضاء والسيطرة عليه، بل ليجعل من نفسه سلطانا ودكتاتورا بالقانون، هنا هب الشعب المصرى يستكمل ثورته التى بدأها فى 25 يناير 2011، وفى 30 يونيو 2013 هب الشعب بالملايين، عشرات الملايين التى قدرت بالثلاثين وأكثر يقفون فى الشوارع والميادين يفتحون صدورهم أمام المجرمين فى غير خوف، بل بكل شجاعة وتصميم يقولون لا لهذا الحكم الهزلى الجاهل وللمجنون الذى يريد أن ينصب نفسه دكتاتورا على مصر، وأستجاب الجيش للشعب وخرج أبناءه مع الشعب يساندونه ويحمون ظهره، وخرج البطل عبد الفتاح السيسى ابن مصر البار، ابن الحضارة المصريةالعريقة يقول مع ملايين الثائرين.. لا للجهل والدكتاتورية وضياع مصر الأبية العظيمة، وشهدت مصر ملحمة عظيمة من النضال للشعب الثائر ليجد البطل الذى ظل يبحث عنه كثيرا، والتف الشعب حول البطل وأجبره أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، ولم يكن الرجل البطل موافقا على الترشح فى البداية، لكن الشعب ناشده وكلفه بالعمل كرئيس للجمهورية، فهو الأمل فى المستقبل، وهو مبعوث العناية الالهية لانقاذ مصر وبنائها من جديد.
نجحت ثورة 25 يناير و 30 يونيو فى تحقيق أهدافها، القضاء على الفساد وانتخاب رئيس جديد يستطيع أن يحقق أهداف الشعب من حرية سياسية واقتصادية وأمن وسلام والاهتمام بالتعليم والشباب والنساء والأطفال.
ومازال العمل الوطنى فى بدايته لبناء مصر من جديد، وأمامنا نموذج رائع لرئيس يعمل ليل نهار من أجل شعبه، وعلى الجميع أن يعملوا مثله حتى نحقق ما نريد.
وأتعجب من البعض الذين يملكون من الوقت الفارغ ما ينفقونه فى قضايا سوفسطائية ليس لها معنى مثل: هل ثورة 25 يناير ثورة أم مؤامرة؟
الواقع أن ثورة 25 يناير التى خرج فيها الشعب المصرى بكل طوائفه يقول لا للظلم والتوريث وبيع الاقتصاد وعدم احترام المواطن، الواقع أنها كانت ثورة فعلا فى أيامها الأولى، ثم أنقضت عليها الجماعة الاجرامية وحولتها.
لكن الشعب المصرى الحر ظل يحمل أسباب الثورة حتى استكمل ثورة 25 يناير بثورة جديدة أكبر منها هى ثورة 30 يونيو.
وهما ثورة واحدة على مرحلتين حققت أهداف الشعب ورغبته فى التغيير والبناء والمواطنة، وأصبح الشعب هو سيد الموقف ولا وجود لجماعة ولا حزب ولا أقلية تحكم، أصبحت مصر للمصريين فعلا.
تحية لثورة 25 يناير 30 يونيو الباسلة وللشعب والشهداء ومصر الحضارة العظيمة دائما على مر التاريخ.