وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار طبقاً لما جاء فى الدراسة بأن لجنة حفظ الآثار العربية هى أول عمل مؤسسى منظم تم إنشاؤه للحفاظ على الآثار الإسلامية والمسيحية فى مصر وقد اتضح هذا فى الأمر العالى الصادر من خديو مصر محمد توفيق فى 18 ديسمبر سنة 1881 فى مادته الثانية والتى تحدد مهام ودور اللجنة فى أربع نقاط وهى إجراء اللازم لجرد وحصر الآثار العربية القديمة التى يكون فيها فائدة صناعية أو تاريخية وملاحظة صيانة تلك الآثار ورعاية حفظها من التلف وأخبار نظارة الأوقاف بالتصليحات والمرمات المتقضى إجراؤها فيها مع ايضاح المهم منها والنظر في الرسومات والتصميمات التى تعمل عن المرمات اللازمة لهذه الآثار والتصديق عليها وملاحظة إجراء تلك المرمات وإجراء حفظ رسومات جميع الأشغال التى تنتهى بكتبخانة الأوقاف والإعلان النظارة المذكورة عن القطع التى تتخلف عن العمارة ويلزم نقلها للأنتيكخانة لأجل حفظها بها
ويضيف د. ريحان من خلال الدراسة بأن اللجنة تشكلت برئاسة ناظر عموم الأوقاف ومجموعة من الأعضاء مصريين وأجانب واستمر هذا الوضع حتي أنتقل الأشراف عليها إلى وزارة المعارف العمومية سنة 1936 حتى تم حلها فى عام 1961 وقد قامت اللجنة بتشكيل قومسيون أول واختص بجرد وحصر وتسجيل الآثار وثانى وكانت مهامه فنية من إجراء المعاينات وعمل المقايسات ومتابعة الترميم والمرور على الأثار ومتابعة حالتها الأمنية والفنية ومن أعضاء اللجنة من المصريين محمود الفلكى وعلى باشا مبارك وعلى بهجت وهى أسماء كبرى فى عالم الآثار ومن الأجانب فرانس بك وماكس هرتز
ويتابع د. ريحان بأن الدراسة أوصت بجمع كل ما خلفته اللجنة بطريقة علمية سليمة للحفاظ عليها لأهميتها من الناحية التاريخية والعلمية وتوفير مادتها للباحثين بالعمل على إنشاء أرشيف متكامل للجنة يتبع وزارة الآثار بإلاشتراك مع دار الوثائق القومية وعلى حسب ما تم حصره من هذه الوثائق فيوجد جزء منها محفوظ بدار الوثائق وهى عبارة عن نسخة من تقارير القومسيون الأول والملفات المحفوظة بوزارة الآثار وهى تمثل المكاتبات التى أجرتها اللجنة مع باقى الجهات الحكومية وغير الحكومية والذى عرف باسم “السايرة” وينقسم لقسمين قسم للمكاتبات العادية وقسم للمقايسات والأعمال الختامية
وتضم أعمال اللجنة أرشيف الرسومات الهندسية والزخرفية وأرشيف الصور والذى يشتمل على عدد هائل من السلبيات الزجاجية ” هى لوحات من الزجاج كان تطبع عليها الصور ويتم نسخها ورقياً من خلال اللوحة الزجاجية وهى مرحلة ما قبل النيجاتيف ” بالإضافة لحوالى عشرة آلاف وثيقة محفوظة بمكتبة الإسكندرية
كما أوصت هذه الدراسة الهامة برقمنة كافة هذه الوثائق لسهولة الوصول إليها والتعامل عليها وإتاحتها للباحثين والدارسين وإنشاء متحف للجنة حفظ الآثار العربية للتعريف برؤسائها وأعضائها وسيرتهم ويشتمل على المعدات والأدوات المستخدمة من قبل اللجنة والمتبقى بعضها حتى الآن وملحق به مكتبة تحتوى على الإنتاج العلمى للعاملين باللجنة واستكمال مشروع ترجمة ومراجعة كراسات لجنة حفظ الآثار العربية التى لم تترجم حتى الآن والذى كان يشرف عليه شيخ الآثاريين العالم الجليل عبد الرحمن عبد التواب مع نشر تلك الكراسات.