شظايا الجمود تتطاير في كل مكان.. تسطو علي سحر المحبة لتكسره.. تهاجم خزائن العطايا لتنتزع أسرارها العظمي وتسترق شفرة المرور إليها.. تكشفها للريح الثلجية فيتمجد كل ما تطاله.. تتجمد الرحمة.. تتجمد الثقة.. يتجمد الصبر.. وتتهاوي المعاني فينسي البعض أن: المحبة تتأني وترفق المحبة لا تحسد, المحبة لا تتفاخر, ولا تنتفخ, ولا تقبح, ولا تطلب ما لنفسها, ولا تحتد, ولا تظن السوء, ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق, وتحتمل كل شيء, وتصدق كل شيء, وترجو كل شيء, وتصبر علي كل شيء, المحبة لا تسقط أبدا.. حاولت أن أمعن النظر في الواقع وإذا بمعاني الآيات قد ذهبت إلي الشتات.. ضاعت في أروقة العطاء وتاهت لدي القائمين علي العطايا برغم أنهم لا يملكونها.. فصارت محبتهم مشروطة بالاستجواب والتحقيق.. تعتمد علي حسابات العقول المحدودة والقلوب المتقلبة بين الغلظة والرقة.. فغاب عنها التأني وصارت تحكم وتتهم وتجازي وتتشكك.. وتمنع وتمنح حسب هواها ففقدت صبرها وكادت أن تسقط لولا بعض الواعين الذين لم يستدرجوا إلي دائرة التسلط علي الغلابة.. الذين لا يطلبون شفرة للدخول إلي موائد الرحمة.. بين هؤلاء شخص يعمل في خدمة إخوة الرب.. يعي جيدا دوره ودورنا جميعا فلسنا إلا وسطاء وضعنا الله لخدمة إخوته.
حدثني باكيا: عندي عشرات الأجولة من الملابس للفقراء فيها الجيد وفيها الردئ.. خدوها أدوها للغلابة في أي مكان.. أنا شفت أيام ذل كنت باقعد بالأربع أيام مايدخلش الزاد بطني.. جعت واتحرمت كتير وحاسس بالمحرومين أوي.. أمانة عليكم تخلوا بالكم منهم.. أمانة عليكم تطعموهم في العيد وتكسوهم في برد الشتا القاسي.. وتغطوهم لو اتعروا.. أنا سني كبير عجزت وشبت بس قلبي لسه بيحس بوجع أيام الحرمان.. لسه باحس بالجوع لما باشوف جعان.. وباحس بالقهر لما باشوف الحزن في عيون الأطفال يوم العيد من غير لبس جديد.. والغلب لما الإيد تنام علي الخد لأنها مش ممكن تطول أكثر من كده.. أمانة عليكم الهدوم توصل الغلابة لأني شفت بعيني مسئولين عن خدمة إخوة الرب بيبيعوا الهدوم بالقطعة.. ياريت كان عندي أكتر علشان أديه بس ده كل اللي عندي.
طمأنت العجوز مختبر الفقر أننا لا نبيع ولا نشتري.. نحن نسلم ما يأتينا إلي أيادي المحتاجين مباشرة ولا نقبل شيئا إلا إذا كان لدينا سبيل لتوزيعه.. لكن الأزمة الحقيقية ليست في الملابس وإنما في متطلبات الحياة التي قد تحتمها العادة علي الأسرة في يوم العيد.. فكيف لنا أن نفرد الموائد في ليالي الأعياد.. عليها كل ما لذ وطاب لأنه العيد؟ في حين ينام البعض فارغي البطون لا يجدون ما يقدمونه لأبنائهم؟ كيف لنا أن نتذوق كعكا ولحوما… إلخ.. بينما يضن المسئولون عن خدمة الفقراء – تحت دعوي أن البعض يطوف الكنائس ويأخذ من هنا وهناك – فنجد من يعطي أسرة مكونة من خمسة أفراد نصف كيلو لحم أو فرخة صغيرة.. أو خمسين جنيها بالكاد تشتري فرخة وكيس خضار.. وهكذا تسير الأمور في أروقة العطاء.. بحسابات الاستحقاق أو عدمه طبقا لشكل الناس ومظهرهم ودرجة إلحاحهم وربما طبقا لخفة ظل أحدهم وثقل ظل الآخر.. ويدخل المحروم في تيه البحث عن فرحة أولاده في ليالي الأعياد.. فيستكثرون عليه – حتي – البحث ويضنون لكن الله لا يضن.
أعطوا بلا تفتيش في ضمائر الناس.. أعطوا بلا حسابات, فحسابات الاستحقاق معقدة كلها أخطاء أما حسابات المحبة فتتسع لتكفي الجميع.. لا تدسوا أنوفكم في أجساد الجوعي لتشتموا رائحة الشبع كي تصدقوهم.. فعادة ما يصيب العقم أنوفكم من تعاقب الروائح الكريهة عليها.. فليس كل من يطلب مخادعا.. وليس كل من يلح نصابا.. وليس كل من يذهب هنا وهناك انتهازيا وطماعا.. ولكنه الحوج والخوف من الجوع والتشرد والحرمان.
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية
1000 جنيه إيريني ومينا خيري
500 جنيه يارب أرحم بجرجا
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
2000 جنيه أيمن وكاراس
2000 جنيه ديفيد ودوماديوس وفيرونيكا
2200 جنيه شركة المحبة- ستيل
3600 جنيه الراعي الصالح منه وإليه
400 جنيه ث.ن بالزيتون