المحبة التى هى طبيعة الله
فالله محبــــــة ..
الله من محبته قيل عنه ” ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه ” ( يو 15 : 13).
لقد خلق الله أدم على صورته ، لذلك كان أدم مملوءاً محبه لأن الله محبه ، وكانت محبه أدم كلها لله ، و أن أدم نفسه لا يجد لذه الا فى الله . لانه على صوره الله ، والله يقول لذتى فى بنى أدم ( أم 8 : 30 ) ، وبسبب هذه المحبه المتبادله مع الله كان أدم فى جنه عدن ، وعدن كلمه عربيه بمعنى ( فرح و بهجه ) وعليه يكون أدم قد عاش فى فرح وبهجه بسبب هذه المحبه المتبادله مع الله …
ولكن عندما سقط أدم ، قيل أن الله أخرجه من جنه عدن وهذا معناه أنه عندما أهتزت محبه أدم لله فقد أدم الفرح ودخل الحزن إلى قلبه والى العالم … وبعدها أختبأ أدم بسبب سقوطه ، وبدأت المحبه تفتر وتقل … ومما سبق يتضح أن الفرح ناشئ عن محبه الله … هذا هو حقيقه الفرح … أما العالم فلا يعطى فرح .. فقط يعطى ملذات والانسان يخطى فى فهمها ويسميها فرح !!!
اللذه هى عطيه الجسد ، بينما الفرح هو عطيه الله ، اللذه مؤقته ، أما الفرح فدائم ، الله لا يمكن أن تنتصر على الألم الخارجى ، ولكن الفرح فهو ينتصر – لذلك أقدم الشهداء على الموت فى فرح غير خائفين من الموت بسبب الفرح الذى فى داخلهم ، والفرح الذى هو من الله لا يقدر أى ضيق أو حزن فى العالم أن ينزعه منا ، هذا هو وعد المسيح يقول ” الأن عندكم حزن ولكن اراكم فتفرح قلوبكم ” ( يو 16 : 22 ) -.
يوجد نوعان من المحبه ، ( محبة طبيعية ) هى كمحبة الابن لابيهما ومحبه الزوج لزوجته ، وهذا النوع من المحبه معرضه أن تضيع فى يوم من الايام ويقول الكتاب : ” أن نسيت الأم رضيعها ” ( أش 49 : 15 ) – أى من الممكن أن تنسى الام الرضيع – وهى ليس مبرراً أن يدخل بها الانسان السماء ، فالسيد يقول ” لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم . أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك . ” ( مت 5 : 46 ) – والنوع الاخر للمحبه ، ( هى التى هى عطيه من الله ) – وهذه تنتمى للخليقه الجديده ، والتى قيل عنها ” أن كان أحد فى المسيح فهو خليقه جديده ” ( 2 كو 5 : 17 ) والتى هى من ثماء الروح القدس ( غل 5 : 22 ) وهى من علامات الثبات فى المسيح ، فالله محبه ( 1 يو 4 : 16 ) ، فاذا كان لنا هذا النوع من المحبه ، فأننا نحب حتى اعداءنا ، لذلك فوصيه ” أحبوا اعدائكم ” ( مت 5 : 44 ) – هى ليست فى أمكانيه البشر بل هى محبه وهى عطيه من الله ، ودليل قاطع على أنتقالنا من الموت و أى انسان لا يحب أخاه يبقى فى الموت . كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ” ( نفسه هو ) ( 1 يو 3 : 14 – 15 ) .
رأينا فى محبه المسيح ، محبه باذله ، حيث أنه أتى ليخدم لا لُيخدم ويبذل نفسه غاسلاً أرجل تلاميذه ، وباذلاً جسده مأكلاً حقا ، لذلك فالمحبه المطلوبه على نفس النمط ، أى نترك الأنا ونبذل أنفسنا طالبين ما هو لله ، لا ما يرضى شهواتنا … وفى ضوء ذلك . نفهم الأيات الأتيه :
+ من يحب أباً او أماً أكثر منى فلا يستحقنى . ( مت 10 : 57 )
+ إن كان أحد يأتى إلىَّ ولا يبغض أباه وامه … حتى نفسه ( لو 14 : 26 )
+ ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ( لو 14 : 27 ) ….
والله قطعاً لا يريد منا أن نبغض أبائنا أو أنفسنا ؟! فهذا ضد تعليمه وظهر ذلك فى الوصيه :
1- وصيه أكرم أباك وأمك ( خر 20 : 12 )
2- فأنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضا للكنيسة…” ( أف 5 : 28 – 30 )
3- الجسد وزنه ، ومن يهمل فى صحه جسده يخسر وزنه وقد يؤدى به هذا الى ان يُلقى فى الظلمه الخارجيه ( مت 25 : 30 )
وكلمه ” يبغض ” تترجم فى العبرية ” يحب أقل ” وليس بمعنى يكره أو يبغض الش أى يكرهه .
وأخيراً …
فأن المحبه ليست فضيله أختياريه ، بل هى علاقه الانتقال من الموت الى الحياه ، وهى علامه الانتقال الى الخليقه الجديده . فالمحبه فى العهد القديم كانت ( بالتغصب ) ، والمحبه فى العهد الجديد هى عطيه من الله ، ينبغى أن نجاهد لكى نحافظ عليها – وهى قديمه لأنها وصيه الناموس ، ولكنها كانت تحتاج للجهاد الشخصى وهى بالتغصب والقلب فارغ من المحبه ، فلم يكن وقتها هناك نعمه …. وهى جديده لانها ثمره من ثمار الروح القدس وبذلك فهى تجديد فى الداخل ، وهى نعمه أى عطيه مجانيه ، ولكن كل نعمه تحتاج الى جهاد للحفاظ عليها لانها وصيه الكتاب المقدس ….