تنمية روح القيادة فى الأطفال والشباب هى فن حديث يشغل فكر الزعماء والرؤساء وأصحاب الفكر، لأن الشعوب تتأثر بقياداتها.. والقائد الحقيقى قد يغير مجرى التاريخ.. ولأن المسيحى هو شخص له رسالة.. فإنه بالطبيعة قائداً مؤثراً.
فالأب قائد لأسرته والأم أيضاً.. والخادم قائد لمخدوميه.. والكاهن قائد لرعيته.. وكل رئيس ناجح هو قائد لمرءوسيه.
+ القيادة.. موهبة تكتسب وتنمو بالتعليم والخبرة والمتابعة والإرشاد.
+ القائد الحقيقى.. لابد أن يكون له رؤية وهدف واضح يسعى لتحقيقه.
+ القائد الناجح..لابد أن يؤمن بدور من حوله فيكتشف الطاقات وينميها ويصنع قيادات تتفوق عليه.
+ القائد الحقيقى.. يتسم بالمثابرة والنظام وتوزيع المسئوليات.
+ القائد الناجح.. يؤمن بتقييم الأمور وتعديل المسارات والإستماع للخبرة.
الكتاب المقدس ممتلئ بالقيادات الناجحة وعلى رأسها ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
وروح القيادة تحمى إبنك وإبنتك من التبعية المريضة التى أضاعت كثيرين وتحميهم من مرض ضعف الإرادة الذى يطيح بكثير من الشباب بعيداً عن النجاح والإستقامة.
عزيزى الأب..
+ هل تعلم إن غياب روح القيادة عند شباب كثيرين جعلهم يسقطون فى الإدمان بسبب روح التبعية والإنسياق.
+ هل تعلم إن غياب روح القيادة يصاحبه عادة نوع من عدم تحمل المسئولية وإلقاء التبعية على الذين يتمتعون بمكانة القائد مثل الأب والمجتمع والله.
+ هل تعلم إن غياب روح القيادة يجعل الإنسان لا يتمتع بحياته ولا يخرج أكثر من 10% من طاقاته طول حياته. حتى إن أحدهم قال “لا تخاف أن تفقد حياتك يوماً ولكن خف بالأولى ألا يأتى اليوم الذى تبدأ فيه حياتك”.
والأن.. كيف تجعل إبنك قائداً؟
أولاً.. علم إبنك أن يكون مسئولاً.
الإحساس بالمسئولية هو حجر أساس فى بناء شخصية القائد.
موسى النبى..كان قائداً عظيماً يشعر بمسئولية شعبه حتى إنه تقدم لله طالباً فداء شعبه حين أخطأ الشعب.
كان موسى- سابقاً- مرفهاً فى بيت فرعون.. ولعل هذا جعله يهرب من خطأه حين قتل المصرى وشعر بفشل عظيم، ولكن بعد سنوات من تربية البرية ورعاية الغنم.. أدرك إن الهرب لا يصلح وإنه لابد أن يتحمل المسئولية حتى النهاية.
المسئولية تبدأ من الطفولة المبكرة.. حين لا تبالغ كثيراً- كأب- فى تلبية طلبات طفلك.. لأن هذا يجعله دائم الشكوى ودائم الحاجة ولا يريد أن يحمل حمل نفسه.
+ تأخر قليلاً عن الإستجابة.. لعل هذا يعطيه إحساساً بالمسئولية.. ولكن لا تتأخر كثيراً لأن هذا يعطيه إحساساً بعدم الحب وعدم الأمان.
+ علم طفلك أن يكون مسئولاً عن لعبه وعن غرفته وعن مصروفه وعن لبسه.. ثم علمه أن يكون مسئولاً معك عن أخيه الأصغر.
+ إشرك طفلك فى مسئوليات إعداد البيت وإعداد الرحلات وترتيب الأمور.
+ علم إبنك أن يواجه المواقف ويعتذر عن الخطأ ويدافع عن نفسه حين يكون مظلوماً ويدافع عن غيره بالأولى بأدب وبشجاعة.
ولكن..
+ إحذر أن تعطى إبنك أو إبنتك مسئولية أكبر من سنه.. وأيضاً لا توفر عليه عملاً يستطيع هو أن يتممه.
+ لا تتعامل بسرعة مع كل مشكلة تحدث لإبنك.. ولكن أتركه يفكر أو يقترح الحل أو يحاول.. ثم ناقشه وعلمه كيف يفكر.
+ أيتها الأم الغالية.. لا تجلسى بجانب أولادك بالساعات فى المذاكرة كلمة كلمة..لأن هذه الطريقة تفسد أعصابك وقد تعطل احساسهم بالمسئولية.
ليت كل الشباب الصغير يتعلم كيف يخدم المسنين والفقراء والمرضى.. وكيف يلتزم ببعض الواجبات تجاه أسرته وكنيسته.
ثانياً.. علم إبنك أن يكون مدبراً.
التدبير.. هى الكلمة الكنسية لعلم الإدارة، وهى نعمة تعطى لرجال الله حين يطلبونها ويحتاجونها فى خدمة الكنيسة.
والتدبير.. يبدأ بالتفكير السليم.. وهناك أنواع من التفكير المتطرف الذى يتعارض مع التدبير..مثلاً:
* التفكير الأهوج أو المتسرع الذى لا يرى إلا جزء من الحقيقة فلا يتعامل مع المشكلة إلا من زاوية محدودة.
* التفكير العاطفى الذى يتأثر كثيراً بالمشاعر والرغبات ويهمل الواقع والإمكانيات والتحديات.
* التفكير السطحى الذى يتعجل الحلول السهلة ويؤجل المشاكل ولا يهمه إلا الراحة والمنظر الخارجى.
* النفكير المنقاد الذى سريعاً ما يتأثر برأى شخص فينقاد ورائه دون أن يحسب النتائج أو البدائل.
ولكى يتعلم إبنك التدبير..
+ كن أنت أولاً قدوة فى التدبير.. وترتيب أمورك.. ومواعيدك..ومصاريف الأسرة.
+ لا تجعله يراك مضطرباً متخبطاً..علمه كيف تفكر..وكيف ترتب الأولويات.. وكيف تتنازل عن أمور لأمور أخرى أكثر أهمية.
+ كن منظماً فى كل شئ.. لأن هذا يساعد إبنك أن يكون قائداً عظيماً.
ثالثاً.. علم إبنك كيف يفكر.
1- الحوار البناء: مناقشة كل شئ تجعل الطفل والشاب يتعلم كيف يفكر.. الحوار يحتاج لوقت وصبر وموضوعية.. هكذا علم المسيح تلاميذه كل شئ.
2- التفكير فى بدائل: توقع ما يحدث..وفكر فيما ستفعله حينئذ.. ولا تنتظر مفاجأت.. ولا تكن متشائماً كثيراً أو متفائلاً كثيراً.
3- التفكير فى النتائج والأهداف: إبدأ من خط النهاية من حيث تريد أن تصل وضع الرؤية والهدف قبل الخطة والخطوات.
4- ضبط المعايير والأولويات: من الأخطاء المشهورة.. إختلاط المعايير بمعنى أن تعطى إحتراماً لأمر صغير ولا تهتم بأمر كبير.. علم إبنك كيف يكتشف المهم وغير المهم والأكثر أهمية.
رابعاً..علم إبنك أن يكون متحمساً.
لا شك إن أولادنا كثيراً ما يتحمسون لأمور كثيرة ولكننا نفقدهم الحماس والغيرة.. من صفات القائد الناجح..
* شارك إبنك أحلامه وشجعه أن يحقق ما تمناه.
* سهل لإبنك أن يجد المجال الذى يتحمس له.. فإن فى ذلك سعادته.
* لا تفرض على إبنك..أحلامك..ولكن تبنى أنت أحلامه فى كل مرحلة..فإن هذا يعطيه ثقة بنفسه ويجعله دائماً شخصاً غيوراً مقبلاً على الحياة، وقائداً جذاباً يجذب الكثيرين ورائه.
* كن طفلاً مع طفلك وشاباً مع إبنك الشاب.. يكون رجلاً معك.
* كونى طفلة مع إبنتك وصديقة لإبنتك الشابة.. تظل صديقتك كل الأيام.
* إختار الهدية التى تناسب حماس إبنك ورغباته.. فهذا يزيده إصراراً على النجاح ورغبة فى المزيد.. ويجعله قائداً موهوباً.
خامساً.. علم إبنك فن العمل الجماعى.
هناك أطفال لا يحبون إلا ذواتهم.. ويتسمون بأنانية ظاهرة، ولكن هذا كله يسهل علاجه مبكراً ويصعب علاجه كلما تأخر السن.
* إختر لإبنك الألعاب الجماعية التى تعلمه الخروج عن ذاته..علمه أن يعطى فرصة للآخرين ليكسبوا ويتفوقوا.
* لاحظ رد فعل إبنك مع الهزيمة.. وإجعله يتخطاها بروح رياضية.
* علم إبنك كيف يعبر عن رأيه وكيف يتنازل عنه.. ومتى يتشدد له.
* إجعل متعة اللعب أهم من متعة الكسب.. ومتعة العمل الجماعى أهم من اللعب نفسه.
وأيضاً..
+ إحترامك لدور كل من حولك حتى أطفالك.. هو بداية العمل الجماعى الناجح.
+ الصلاة العائلية هى عمل جماعى.. درس الكتاب المقدس والحوار هو عمل جماعى.. المشاركة فى نظافة البيت عمل جماعى.. حمل الأشياء من السيارة للمنزل هى عمل جماعى.. وضع مائدة الطعام ورفعها هى عمل جماعى.
+ لا تترك إبنك جالساً حين يعمل الآخرون.. هذا لن يجعل منه قائداً.
+ إمدح الآخرين على أدوارهم دون أن تستثيرغيرة إبنك.. ولكن إنسب الفضل لصاحبه.
+ إن خدمة الشموسية وفريق الكورال فى الكنيسة.. وفريق المسرح والكرة والمهرجان بأنشطته.. يعلم أولادنا العمل الجماعى والكسب الجماعى.. وهذا يخلق قادة مستنيرين يؤمنون بدور الآخر ويحترمونه.
تذكر..
لكى يصير إبنك قائداً..
1- علمه أن يكون مسئولاً.
2- علمه أن يكون مدبراً.
3- علمه أن يكون مفكراً.
4- علمه أن يكون متحمساً.
5- علمه فن العمل الجماعى.