يبدأ البابا فرنسيس في أفريقيا، الأربعاء المقبل “رحلة المخاطر” تشمل كلاً من كينيا وأوغندا وأفريقيا الوسطى، وسيتنقل خلالها على متن سيارة «بابا موبيل» مكشوفة في شوارع نيروبي وكمبالا وبانغي.
ويريد البابا أن يوجه خلال زيارته الأولى إلى القارة السوداء من 25 إلى 30 نوفمبر الحالي، رسالة سلام وعدالة اجتماعية وحوار بين الأديان.
وتأتي الرحلة في وقت متوتر بعد اعتداءات باريس واحتجاز رهائن في أحد فنادق باماكو، فيما تقوض الحركات المتطرفة الاستقرار في شمال القارة الأفريقية.
وسيقوم البابا فرنسيس بزيارات ميدانية ويلقي 19 خطاباً، خلال الرحلة الـ11 خارجياً، وسيستمع إلى عدد كبير من شهادات يدلي بها جنود أطفال ومرضى الإيدز وضحايا الحروب والفقر.
وستبلغ الزيارة ذروتها الأحد المقبل، لدى افتتاح الباب المقدس في كاتدرائية بانغي، مستبقاً بصورة رمزية بعشرة أيام الافتتاح الرسمي ليوبيل الرحمة في روما، من أجل المغفرة والمصالحة في العالم الكاثوليكي وسواه.
وصرح الخبير في إذاعة الفاتيكان للشؤون الأفريقية الأب جوليو البانيزي، «إذا فتح للمرة الأولى الباب المقدس في بانغي، سيبدأ اليوبيل في الضواحي».
وقال قائد درك الفاتيكان دومنيكو جياني، في تصريح إلى شبكة «تي في 2000» الكاثوليكية الإيطالية، إن «تعديلات قد تطرأ على البرنامج تبعاً للضرورات الأمنية».
وأورد مصدر مطلع أن الرئيسة الانتقالية كاترين سامبا بانزا، ستعلن عن التغيير عشية الزيارة، ويمكن اختصار زيارة أفريقيا الوسطى إلى بضع ساعات، وتقتصر على مطار بانغي الذي تتولى حمايته قوة سنغاريس الفرنسية. عندئذ ستلغى المراحل الأخرى إلى المسجد الكبير، وسط منطقة بي كاي 5 المحفوفة بالمخاطر، وإلى مركز للمهجرين، وإلى ستاد بوغندا الكبير وإلى الكاتدرائية.
وأوضح جياني أن «البابا يعتبر أن إلغاء محطة سيكون فشلاً، سأفكر أولاً في أفريقيا الوسطى، عندما فكر بالقيام برحلة إلى أفريقيا»، وسيصاب مئات الآلاف من أفريقيا الوسطى ومن الكونغو والكاميرون الذين ينتظر مجيئهم، بخيبة أمل مريرة.
وقبل ذلك، سيزور البابا فرنسيس في أفريقيا الناطقة باللغة الإنجليزية، كلاً من كينيا وأوغندا اللتين يشكل الكاثوليك على التوالي 32 و47 في المئة، من سكانهما، ويهددهما التطرف من «حركة الشباب» الصومالية.
وفي كينيا التي زارها البابا يوحنا بولس الثاني ثلاث مرات، مثل أوغندا، أول بلد أفريقي يزوره بابا (بولس السادس) العام 1964، سيوجه البابا فرنسيس رسالة قوية ضد اللامساواة والفساد الذي ينخر المجتمع والطبقة السياسية وحتى الكنيسة.
وسيزور ضاحية كانغيمي الكبيرة في نيروبي، حيث سيلتقي الحركات الشعبية التي تناضل ضد الفقر، ومركزاً خيرياً في نالوكولونغو في أوغندا.
وقال الأب البانيز إن «مشكلة التهميش الاجتماعي كبيرة في هذين البلدين، في كينيا يمتلك 75 في المئة من الثروة 1 في المئة من السكان».
وفي نيروبي، يكتسب خطابه أمام برنامج الأمم المتحدة للبيئة والأمم المتحدة للإسكان، أهمية، قبل أيام من افتتاح المؤتمر الدولي حول المناخ في باريس، ويتصدر البابا معركة، من أجل تنمية شاملة تحترم الطبيعة.