يوم الخميس من اكتر الايام الزحمة في الشوارع .. وللأسف كان عندي مشاوير مهمة اضطريتني أأقضي لا يقل عن اربع ساعات على الطريق .. بس الحقيقة مع كل اليفط المتعلقة للناس اللي مرشحين نفسهم لانتخابات مجلس الشعب، اتسليت جداً ..
قعدت أتأمل فيهم وقت مش قليل .. كل واحد طبعاً متصور أحلى صورة .. وكل واحد له رقم وشعار .. واللي لاحظته إن الشعار حاجة مادية مش معنوية ولها دلالة .. زي مثلاً (المسطرة) وده غالباً علشان يعطي انطباع الاستقامة .. وحد تاني شعاره (الميزان) وده أكيد يدل على العدل .. وهكذا .. وقفت شوية عند الأرقام .. وسألت وعرفت إنها ارقام المرشحين على اللستة .. مفروض مالهوش دلالة معينة .. لكن بيتهيألي الرقم بيساعدنا نفتكر الشخص ..
طبعاً كالمعتاد سرحت في الموضوع .. الناس دي دورها ايه؟ دورها انها تمثلنا في المجلس امام سلطات اعلى .. وقعدت افكر لو ابليس كان له يافطة بيها بيرشح نفسه كان شعاره هيبقى ايه؟؟ مااحنا كلنا عارفين إنه بيروح يكلم ربنا عننا زي ماعمل مع ايوب .. ولقيته ممكن يكون له شعارات كتيرة زي الكذاب، والحرامي، والمخادع والمضل والشرير وكمان من اكتر الشعارات اللي ممكن تعبر عنه هو (المشتكي) .. بس لان الشعار لازم يكون مادي، عمالة افكر من يوم الخميس لحد النهاردة ايه ممكن يكون شعاره .. لحد ما وصلت دلوقت للشعار المناسب من وجهة نظري : (القناع) .. ما هو اصله مفيش حد يرشح نفسه هيختار حاجة وحشة، لكن القناع ممكن يكون بيخفي وراه جمال .. احنا لسه مش عارفين وراه ايه .. والدليل ان مثلاً الأسد بيمثل القوة لكن لو جه لابس قناع الأسد احنا مش عارفين لسه حقيقته ايه .. ممكن يكون ذئب او تعلب ولابس قناع الأسد .. ولما جيت للرقم، قعدت افكر ايه ممكن يكون رقمه؟ مالقيتش غير (الصفر) .. أصله في نهاية الأمر كل اللي بيعطيه وهم وغي وسراب ..
ووقفت بعدها عند شخصية تانية بتتكلم عننا امام السلطة العليا .. الرب يسوع اللي رقمه (١) .. اللي الكتاب بيقول عنه الأول والآخر .. اما بقى بالنسبة لشعاره المادي، واحنا هنا مش هنتكلم عن صفاته المعنوية اللي بيوفرها زي الحب والرحمة والنعمة والعدل والغفران .. الخ .. لا .. هنتكلم عن شعار ملموس ومتشاف وبيعبر عن كل ده مرة واحدة .. شعار (الصليب).. وعلى قد ما صورته وهو مصلوب “لا صورة له ولا جمال”، لكن اللي يعرفه عارف بلا مجال للشك إنه :
“الألف والياء .. البداية والنهاية .. القادر على كل شيء” رؤيا ١: ٨
“فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” ١كو ١: ١٨
“وليس بأحد غيره الخلاص .. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص” أعمال ٤: ١٢