هذه الأيقونة موجودة في دير فاتوبيذي في الجبل المقدس منذ القرن السابع عشر، بعد فترة وجيزة من وضعها في الكنيسة الرئيسية في الدير المذكور، حصلت الأعجوبة التالية:
فقد أتى يوماً أحد الشبان إلى الكنيسة راغباً بتكريم أيقونة والدة الإله الموقرة، وفيما هو يقترب منها إذا بوجه العذراء القديسة بدأ فجأة باللمعان وقوة غير منظورة طرحته أرضاً، فلما عاد إلى رشده اعترف إلى الآباء بأنه كان يحيا بعيداً عن الله ، ومنذ حدوث تدخل العذراء العجائبي، غيَّر الشاب مسلك حياته وغدا مسيحياً تقياً.
وقامت هذه الأيقونة “ملكة الكل” بالعديد من حالات الشفاء لمرضى السرطان المنتشر بكثرة في أيامنا هذه، لهذا السبب فإن رابطة الرحمة التي هي على اسم القديس البار يوحنا كرونشتادت، والتي تعمل في جناح الأمراض السرطانية للأولاد، التابعة لمؤسسة الأبحاث العلمية في موسكو، وببركة قداسة البطريرك ألكسي الثاني، طلبت أن تصنع نسخة من هذه الأيقونة، ورداً على ذلك فإن رئيس دير فاتوبيذي الارشمندريت افرام، بارك القيام بنسخ هذه الأيقونة العجائبية “ملكة الكل” للشعب الروسي.
لما انتهى رسم الأيقونة وُضعت على مذبح الكنيسة الرئيسية لمدة /40/ يوماً لتكريسها، ثم أرسلت إلى روسيا ووصلت في عام 1995 ، فاستقبلها أكثر من مئة أسقف وكاهن، واقيمت خدمة خاصة في كاتدرائية رقاد والدة الإله في الكرملن.
أول الأمر حُفظت في بيت كاهن ورع، ومن هناك أخذت إلى مستشفى لداء السرطان في موسكو، حيث أقيمت الابتهالات أمامها، بعد ذلك بدا واضحاً التحسن الملموس في حالات المرضى.
بعد فترة وجيزة، نُقلت إلى موضع جديد وهو كنيسة جميع القديسين في دير نوفو-ألكسيفسكس السابق، هناك كتب “مديح” لهذه الأيقونة سنة 1996، جمع بين ميزات الأصل اليوناني والتقاليد الروسية للترتيل الكنسي، يُقام كل يوم أحد في كنيسة جميع القديسين ابتهال من المديح لوالدة الإله “ملكة الكل”، وفي نهاية الابتهال يبارك الزيت ليوزع على السقماء من اجل مسح المرضى، أما وثائق الأشفية العجائبية التي أجرتها والدة الإله بواسطة أيقونتها العجائبية، فتحفظ في كنيسة جميع القديسين.