أكد الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا أن الإنسان الروحى عرضة للإكتئاب مثل الإنسان العادى ولجوئه للطبيب النفسى ليس عارا حيث أن الجهاز النفسى والعصبى مثله مثل الجهاز الهضمى وسائر أجهزة الجسم التى قد يصيبها العطب وتحتاج إلى التدخل الطبى مشيرا إلى أن الإحصائيات العالمية تؤكد أن 20% من الإناث فى العالم أصيبوا مرة واحدة على الأقل بالإكتئاب و12% من الرجال فى العالم أصيبوا مرة واحدة على الأقل بالإكتئاب جاء ذلك خلال عظته الأسبوعية فى الإجتماع العام بمطرانية بنها
وأضاف أن الإكتئاب قد يظهر فى أعراض مرضية مجهولة الأسباب كمن يصابون بالصداع المزمن بلا سبب أو ألام العظام أو ضيق فى التنفس أو عسر فى الهضم فيما يسمى بالأمراض النفس جسمية “السيكوسوماتية” أو أعراض نفسية مثل الإنطواء والعزلة ورفض مساعدة الأخرين له أو فقدان الشهية للطعام والإكتئاب لا ينم بالضرورة عن ضعف إيمان موضحا أن هناك فرقا بين الإكتئاب المرضى الذى يستوجب اللجوء للطبيب والإكتئاب الناتج عن الخطيئة الذى ينتج عن أن الله يحجب وجهه قليلا فيشعر الإنسان بالحرمان من عمل النعمة مثل حالة قايين عقب قتله لأخيه هابيل وداود النبى عقب سقوطه فى خطيئة الزنا وأدم وحواء عقب السقوط وطردهم من الجنة
واللجوء للطبيب لا يتعارض مع إيماننا بأن الله هو الذى يمنح الشفاء والدليل على أهمية الطب وجود قديسين أطباء فى تاريخ الكنيسة أشهرهم القديس لوقا الإنجيلى والقديس قلتة الطبيب والقديسين الشقيقين قزمان ودميان وقد تعرض العديد من رجالات الله للإكتئاب وأشهرهم موسى النبى الذى أصيب به بسبب عناد الشعب وأيوب البار بسبب تجربة مرضه وفقدانه لأولاده وأمواله ويونان النبى الذى إكتئب لأن الله رحم مدينة “نينوى” من الخراب
وإختتم “مكسيموس” بقوله أن العلاج الناجع للإكتئاب هو اليقين بأننا “أنية خزفية ضعيفة” وأننا جزء من الخليقة التى – كقول الكتاب المقدس – تئن وتتمخض معا ولكن الله قادر حتى فى أسوأ الظروف قادر على تحويل حزننا إلى فرح لا ينزع منا