– جمعية المحبة هى من لها الفضل فى وجود كنيسة الصليب المقدس
– الكنيسة الرئيسية فى القدس باسم “الصليب”
بعد مرور عام على انشاء كنيسة الصليب المقدس، كان ملئ بالبركات والانجازات.. انتقلت وطني للقاء صاحب النيافة الأنبا دانيال لنعرف منه الكثير عن تلك الكنيسة وكيف نشأت.. وعن الخدمة بايبارشية المعادي..
- تاريخ كنيسة الصليب، منذ بداية التفكير فى إنشاء كنيسة فى هذا المكان وحتى الآن؟
●● الفضل فى وجود كنيسة فى هذا المكان يرجع لجمعية المحبة، وهذه الجمعية موجودة منذ سنوات طويلة، وتقدم خدمات طبية وتعليمية، وبها أيضاً اجتماع روحى أسبوعى، حيث كانت هناك قطعة أرض، وهى التى أقيم عليها مبنى الخدمات حالياً.. أيضاً كان هناك فيلا موجودة على “الناصية” تم عرضها للبيع منذ حوالى 10 سنوات تقريبا، فجاءني مجلس الجمعية وعرضوا عليًّ فكرة شراءها، وبالفعل قمنا بشرائها بحوالى 450ألف جنيها، وقمنا بتسجيلها فى الشهر العقارى باسم قداسة البابا شنودة الثالث، ولكن حدثت بعض المعوقات من حيث المكان والجيران ومن الناحية الأمنية أيضاً، فتعطل الموضوع قليلاً.
ومنذ حوالى سنتين تقريبا، بعد أن قامت ثورة 30 يونية، وبفضل العلاقة الطيبة بين الرئيس السيسى وقداسة البابا تواضروس الثانى، وبعد أن رأينا استقراراً وهدوءاً، جاءنى اعضاء الجمعية يعرضوا عليًّ أن نبدأ فى البناء، وكان من أهم دوافع بناء كنيسة فى هذه المنطقة، هو وجود نسبة مسيحيين معقولة ليست قليلة، والكنيسة الآن تخدم جزء من المعادى والثكنات ومنشية المصرى..
وبالفعل ابتدأنا ببناء مبنى الخدمات ثم الكنيسة، ونشكر الله أنه سندنا، وحالياً نستخدم مبنى الخدمات فى فصول التربية الكنسية، ونصلى فى الكنيسة القداسات، وبنعمة ربنا نسدد باقى الديون ونبدأ فى إنهاء أعمال البناء والتشطيبات فى الكنيسة.
- فكرة كنيسة باسم “الصليب”.. لماذا هذا الاسم تحديداً؟ لأنه يتبادر للذهن عند سماع كنيسة باسم “الصليب” أنها كنيسة غير أرثوذكسية؟
●● لا يوجد كنائس أخرى باسم الصليب، والكنيسة الرئيسية فى القدس باسم الصليب، ونحن لدينا كنائس كثيرة بأسماء قديسين، فلماذا لا نسمى كنيسة باسم الصليب؟، ولكن البعض اعترض على هذا الاسم، لان هذا الاسم ربما لا يتماشى هذا الاسم مع المنطقة الموجودة بها الكنيسة، كما أن الكنيسة كانت فى الاساس باسم الملاك ميخائيل، وعندما توقفت لسنوات طويلة، وعندما ابتدأنا فى المبنى الموجود فى ش10 بالمعادى، اطلقنا عليها اسم الملاك ميخائيل، والناس عرفت ان هذا المكان هو كنيسة الملاك ميخائيل، وعند بناء هذه الكنيسة اطلقنا اسم جديد وقررنا أن تكون باسم كنيسة “الصليب المقدس”، ودائماً الكنائس المنفردة لها جاذبية خاصة.
- حدثنا عن الخدمة فى إيبارشية المعادى.. منذ بداية خدمة نيافتكم بها، وحتى تجليس نيافتكم، والخدمة بها بعد تجليس نيافتكم على كرسى إيبارشية المعادى وتوابعها.
●● تم رسامتى اسقفاً عاماً فى 1991 وخدمت فى جرجا فى الصعيد حوالى سنة ونصف، ثم جئت للمعادى شهر مايو 1993، وكنت اسقفاً عاماً حتى مارس 2012، أى حوالي 19 عاماً، حيث قام قداسة البابا تواضروس بتجليسى على كرسى المعادى، وبالتالى أصبحت إيبارشية مستقلة. وقداسة البابا يقوم برسامة أساقفة فى كل مكان حتى يساعدوه فى الرعاية، بسبب اتساع الخدمة، وحتى تكون الخدمة ذات تركيز أكبر.
والرعاية كما هي لم تتغير، سواء قبل أو بعد التجليس، لكن بعدما أصبحت أيبارشية مستقلة أصبح هناك حرية اكثر، وبالتالى تزيد الالتزامات والمشاكل.
- إيبارشية المعادى تخدم مناطق ذات طبيعة مختلفة من حيث الطبقات الاجتماعية، فكيف تعاملت نيافتكم مع هذه الطبقات رغم التفاوت الواضح فى الطبقات الاجتماعية؟
●● بالنسبة للآباء الكهنة فإنهم ينصهروا وينسجموا مع بعضهم البعض، ولا يوجد بينهم احساس بهذه الطبقية، وبالنسبة للشعب فكل شخص له كنيسته، ونحن نحاول توحيد الافكار، وأيضاً نحاول الوصول لاتجاهات مشتركة مع الكل، وهناك فائدة من هذا التنوع وهو ان الطبقات الاجتماعية البسيطة تنظر الى الطبقات الأخرى وتحاول أن ترتفع فى التعليم والعمل، ولكن يوجد خصوصيات لكل منطقة نقوم بمراعاتها بقدر الإمكان.
- إيبارشية المعادى من الإيبارشيات النشطة على المستوى الكرازي.. هل هناك مخطط لعمل مشاريع جديدة بالإيبارشية فى الوقت الحالي؟
●● نحن الآن لدينا مدرسة الكرمة، والكنيسة مشاركة فيها، ونعمل على بناء مستشفى أو مجموعة عيادات، نقدم من خلالها الخدمة الطبية لأبناء الإيبارشية.
- الحصاد كثير والفعلة قليلون.. هل هناك رسامات كهنة قريبا؟
●● نعم، يوجد رسامة فى شهر فبراير المقبل.
ما رؤية نيافتك لرسامة خدام برتبة “دياكون” فى الإيبارشية؟ وما تأثيرها على الخدمة؟
●● فكرة رسامة “دياكون” أنا أخذتها من إيبارشيات أخرى سبقتنا، سواء داخل مصر أو خارجها، مثل إيبارشية بنها وإيبارشية لوس أنجلوس، ونحن نستعين بهم فى الكنيسة التى بها كاهن واحد لأن الدياكون يستطيع أن يساعد الكاهن فى “مناولة الدم”، وهذا الهدف الأساسى من رسامة الدياكون. كما أنهم يشتركون فى الخدمات على مستوى الإيبارشية.
- الشباب.. العمود الفقرى للمجتمع بوجه عام وللكنيسة بوجه خاص.. ما رؤية نيافتكم فى التعامل معه، خصوصاً فى ظل ارتفاع وتيرة التذمر والتى أحيانا ما تصل إلى التذمر على الأب الكاهن نفسه؟
●● الشباب هو الدافع للخدمة والأمل للمستقبل، وأنا أريد أن أتحدث عن الشباب الإيجابى الذى يبنى نفسه، لكن هناك من هم سلبيين يهمه فقط النقد والتذمر، وهذه مشكلة عامة لبعض الشباب فى العالم كله، حيث زاد هذا التذمر خصوصاً بعد الثورة التى مرت بها البلاد، وهذا يؤخر الكنيسة ولا يدفعها للأمام. لذلك نتمني ان يعود الشباب للإيجابية كما كانوا حتى يتم دفع الكنيسة للامام بوجه خاص، والمجتمع بوجه عام.
نيافتك أطلقت دعوة لإنقاذ دير الأنبا أرسانيوس المعروف بدير البغل.. وكان لوطنى لقاء مع نيافتك تم اجراؤه فى مايو 2014.. أى ما يقرب من أكثر من عام.. فما الجديد؟
●● حاولنا محاولات جادة أن نبلغ وزارة الآثار، حتى تعترف به كأثر، حتى نستطيع تعمير الدير، حيث أننا نواجه مشكلتين، هما: أنه يوجد معسكر للجيش بجوار الدير، وكذلك يوجد مصانع للرخام، يقومون بتكسير الجبل. ونظراً لوجود مشاكل بوزارة الآثار لم نصل لشئ، ولكن سنسعى مرة أخرى لإحياء هذا الدير الأثرى.
لائحة مجالس الكنائس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتى أصدرها المجمع المقدس فى يونيو 2013، والتى تطبق بكنائس الإيبارشيات داخل مصر بعد عام من صدورها (أى من يونيو ٢٠١٤)، لماذا لم يتم تطبيقها فى إيبارشية المعادى؟
●● اللائحة بها مايميزها لكن بها أيضاً مشاكل، وبعض هذه المميزات تم تطبيقها فى معظم كنائس الإيبارشية، مثلاً تم تطبيق لجنة مالية بكل كنيسة، بمعنى أنه لا يوجد شخص واحد فقط مسئول عن الأمور المالية بالكنيسة وهو أمين الصندوق كما كان سابقاً، ولكن الآن قمنا بعمل لجنة مالية، يكون أمين الصندوق عضو فيها.
أما بالنسبة للمشكلة الأساسية فى اللائحة، فهى مشكلة الانتخابات، فنحن لم نعتاد على الانتخابات فى مصر، وها نحن نرى الآن مشكلة انتخابات مجلس النواب من حيث السلبية وان كل مرشح له أغراض خاصة، فيحدث الاحتكاكات.
وقد قمنا بعمل هذه التجربة فى كنيسة واحدة، ولكن النتيجة جاءت على غير المتوقع، ذلك بسبب أن اللائحة تحدد أن من لهم الانتخاب هم الخدام، والنسبة الاكثر منهم هم من خدام التربية الكنسية، فهم يتكتلون وراء شخص معين، وهذا الانتخاب ليس للأفضل أو للأصلح، وإنما انتخاب لمن ينتمى لنا.
لذلك يجب تصحيح مفهوم “الانتخاب” أولاً على مستوى الدولة ككل، حتى نستطيع تطبيقه فى الكنيسة.