عندما يلح شخص إلحاحا فجا في طلب المساعدة يكون أحد نوعين.. إما اعتاد ذلك أو يكون بالفعل لا يملك سوي الإلحاح ربما يجد من يري نعمة في عينيه ويحن عليه ويساعده.. وألحت فوزية ولم نفهم إلحاحها سريعا.. إنها سيدة في الأربعينات من عمرها متزوجة من رجل في الستين من عمره.. فلاح بسيط مثلها مثل سائر الفلاحات في صعيد مصر.. تتزوجن صغيرات السن.. تزوجت وأنجبت ابنين أحدهما الآن يقضي خدمة الجندية والآخر ينزل الغيط مع أبيه.. لم يذهب أحدهما إلي الدراسة.. فلا جهد ولا مال ولا وعي.. تربيا علي قطعة الجبن وطبق الفول وإعانة الكنيسة التي تتعدي خمسين جنيها في أقصي حدودها ونحن في عام 2015.. ومنذ سبع سنوات زاد الهم علي فوزية.. أصيب رجلها بضعف عام نتيجة كبر السن ونقص التغذية.. صار جهده ضعيفا.. والفلاحة تحتاج عزما وقوة.. فمن يضرب الفأس في الأرض لا يعرف الوهن ولا الراحة.. ومن يفلح الحقل ويجمع الزرع ليست لديه رفاهية البقاء رهن الحالة الصحية.. هو فقط رهن الحاجة والزرع والمحصول.. رهن المؤجر لأنه فقط مجرد أجير في أرض يملكها القادرون.
حزنت فوزية علي حال زوجها.. لم يكن ابناها كبارا.. فمن يساعدها في نفقات العيش.. أبسط الأشياء نفقات الطعام.. كتمت الحزن بين ضلوعها.. ففاض حتي وصل إلي قلبها.. ومع فوران الحزن أصيبت فوزية بأزمة قلبية.. أهملتها الأيام فتحولت إلي حالة خطيرة.. علي أثرها تم نقلها للمستشفي.. وتقرر إجراء جراحة قلب مفتوح.. انسدت شرايين البقاء في صدرها بعدما انسدت أبواب الأمل.. وأجرت الجراحة علي نفقة الدولة.. ومد الله يده وأنقذها.. واستمرت الكنيسة في مساعدتها بخمسين جنيه فقط كل شهر وتتحمل هي ثلثي العلاج البالغة تكلفته 150 جنيها شهريا!!.. ولكن من أين تأتي فوزية بخمسين جنيها للعلاج.. إذ تأخذ الخمسين جنيها من الكنيسة باليمين وتسددها لها في نصيبها من العلاج باليسار.
ظل الحال هكذا وكبر الأبناء وذهب الابن الأكبر إلي الجندية.. ترفع كل يوم وجهها إلي الله أن يعود سالما في زمن يقتص الإرهاب من خيرة شباب مصر.. يعتصرها القلق عليه ويعتصرها الفقر والألم لأخيه الأصغر الذي لم يكمل 15 عاما بينما ينزل الحقل مع والده.. يسند العجز فيه.. ويعوض الشيب الذي أكل صحته وجسده بشباب لم يكتمل بعد.. عمره 15 سنة.. أي أنه في نظر المجتمع والقانون طفل.. لكنه يسعي لحمل الهم عن أسرته.. ساءت حالة الأسرة جدا.. فتوجهت فوزية بخطاب إلي باب افتح قلبك.. لم يكن لدينا من يذهب إلي صعيد مصر لتقصي حالتها.. قمنا بالرد عليها بالنظر في حالتها لحين المتابعة الدقيقة.. ألحت عشرات المرات في الاتصال.. فطلبت منها خطابا من أب الاعتراف حتي نتيقن من الحالة.. وبعد فترة طويلة أرسلت الخطاب.. إذ يخشي الآباء إعلان عجز بعض الكنائس الفقيرة عن مساعدة الفقراء.. لكن الحقيقة أن هناك مناطق محرومة من التبرعات والإيبارشيات فقيرة فيها.. والأمور ملتبسة جدا.
نهايته تحدثت إلي الكاهن المسئول فأكد أن الكنيسة فقيرة جدا وتساعد قدر ما يصلها من تبرعات.. صمت لأن الحقيقة المرة أن هناك كنائس غنية يجب أن تتقاسم البركة مع الأخري الفقيرة.. كل ما كان يعنيني أن يتم إجراء بحث الحالة لفوزية.. فسألته هل تم بحث حالة لها؟ واكتشفت أنه ما من أحد زارها في منزلها.. صممت علي إرسال خادم وبالفعل حدثني خادم أمين من هناك.. ووعدني بإجراء البحث وفي اليوم التالي لحوارنا أجري البحث وكانت المفاجأة.. فوزية مريضة القلب تنام ليلها علي حصيرة فوق الأرض هي وزوجها والمنزل به سرير واحد يرقض عليه الطفل الذي يمضي نهاره تحت لفحة الشمس أو في سطوة البرد.. لا يوجد بالمنزل دولاب لا يوجد فرش أو مراتب.
أدركت سبب إلحاحها وأيقنت قدر حاجتها.. فوزية لا تريد سوي أثاث في منزلها وعلاج شهري.. لا تريد رفاهية وإنما تريد أساسيات الحياة أن ترقد فوق سرير لا فوق الأرض.. لا تريد رحلة لشرم الشيخ.. ولكنها تريد زيارة منتظمة للطبيب لرعايتها.. لا تريد غرفة ملابس وإنما تريد فقط دولابا صغيرا تجمع فيه ما منحه البعض لها من حاجات.. لا تريد فيتامين مقوي عام وإنما تريد علاجا للقلب.. لا تريد تسولا وإنما تريد محبة ورحمة.. لا تريد أن تصبح اسما في كشوف البركة بالكنيسة دون أن يرعاها الخدام وينظرون إلي احتياجها هي وأسرتها.
هل يمكن أن يفهم القائمون علي خدمة أولئك الفقراء أنهم بشر لديهم مشاعر موجوعة.. أتمني ذلك.
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
500 دولار أسترالي نشأت صبري من أستراليا
1500 جنيه فادي
600 جنيه من يدك وأعطيناك
5800 جنيه فاعل خير من أستراليا
200 جنيه ماري حليم
2000 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه طالبة شفاعة العذراء بأسيوط
4000 جنيه من يدك وأعطيناك بأسوان
200 جنيه من يدك وأعطيناك بالعريش
1400 جنيه علي روح المرحوم نبيل بقنا
4000 جنيه علي أرواح الموتي
200 جنيه بركة العذراء والقديسين
2969 جنيها من يدك وأعطيناك من بني سويف
500 جنيه من يدك وأعطيناك ج – ج – ج بالنقراشي – الإسكندرية
1000 جنيه من يدك وأعطيناك ن – ج – ب من جامع السلطان بالإسكندرية
200 جنيه من يدك وأعطيناك ص. ك. خ بسموحة الإسكندرية
1000 جنيه من يدك وأعطيناك بعين شمس
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
500 دولار أسترالي نشأت صبري من أستراليا
1500 جنيه فادي
600 جنيه من يدك وأعطيناك
5800 جنيه فاعل خير من أستراليا
200 جنيه ماري حليم
2000 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه طالبة شفاعة العذراء بأسيوط
4000 جنيه من يدك وأعطيناك بأسوان
200 جنيه من يدك وأعطيناك بالعريش
1400 جنيه علي روح المرحوم نبيل بقنا
4000 جنيه علي أرواح الموتي
200 جنيه بركة العذراء والقديسين
2969 جنيها من يدك وأعطيناك من بني سويف
500 جنيه من يدك وأعطيناك ج – ج – ج بالنقراشي – الإسكندرية
1000 جنيه من يدك وأعطيناك ن – ج – ب من جامع السلطان بالإسكندرية
200 جنيه من يدك وأعطيناك ص. ك. خ بسموحة الإسكندرية
1000 جنيه من يدك وأعطيناك بعين شمس