افتتح هاني المسيري محافظ اﻹسكندرية و المهندس ابرهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق و مساعد رئيس الجمهورية لقطاع المشروعات القومية و د. اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية معرض “الف اختراع واختراع” بمكتبة الإسكندرية والذي ستقام فاعلياته بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مؤسسة الف اختراع واختراع و أكاديمية العلوم والتكنولوجيا وتمتد الفاعليات من يوم 20 أكتوبر وحتى 15 ديسمبر 2015 .حيث يسلط المعرض الضوء على عديد من الانجازات والابتكارات التى أسهم بها رجال ونساء من علماء العرب المسلمين والغير مسلمين الذين عاشوا خلال فترة الف عام تقريبا ، ويعرف بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية كما يظهر المعرض أثر هذه الإسهامات في حياتنا اليوم. والهدف من هذا المعرض الذي يقام لأول مرة فى مصر هو التأكيد على أن الحقبة الذهبية والعصر الاسلامى قام على البحث العلمي وان علماء العرب سواء كانوا مسلمين وغير مسلمين وجدوا حكام يحتضنوهم مما أدى إلى هذا الإنتاج العلمي الزاخر. والمعرض مفتوح للجمهور فى الفترة من 20 أكتوبر وحتى 15 ديسمبر 2015 جميع ايام الاسبوع ماعدا الجمعة والعطلات الرسمية ، من الساعة 9 صباحا وحتى 7 مساء، وأيام السبت من الساعة 12 ظهرا وحتى 4 مساء.
وأعرب المهندس إبراهيم محلب عن سعادته بوجوده فى مكتبة الإسكندرية التى ساهم فى بنائها وعايش نجاحها. وأكد أن فكرة المعرض، الذى يهدف إلى التعريف بالمنجزات العلمية والثقافية للمسلمين فى العصور الوسطى، قد عُرضت عليه منذ عام تقريبًا، وقد رأى أن هذه الفكرة الهامة يجب أن يحتضنها الوطن فى هذا التوقيت. وقال إن المعرض يُظهر فترة مضيئة فى تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث ازدهرت العلوم والمعارف وقدم المسلمون إسهامات بالغة الأهمية، لافتًا إلى أن المعرض استطاع أن يجتذب ملايين الزوار حول العالم، ليثبت أن التراث الإسلامى يتبوأ مكانة عالية فى التراث البشرى والعلمى. وأضاف أن المعرض يقدم صور دقيقة لتأثير إنجازات الحضارة الإسلامية فى حياتنا المعاصرة، ويشدد على دور العلماء الهام فى التأثير فى الحضارة الإنسانية من خلال اختراعات وابتكارات فى جميع المجالات، بينما كانت أوروبا تغرق فى عصور الظلام والجهل. وأكد محلب أن أهمية هذا المعرض هى إعادة تقديم هذه الحقائق للأجيال الجديدة فى عصر انتشر فيه التطرف والعنف، مشددًا على أهمية تدريس التاريخ المشترك للإنسانية والتعريف بإسهامات النساء والرجال من العلماء المسلمين من أجل ربط الحاضر بالماضى ورفع مفهوم المواطنة. وفى كلمته، شدد الدكتور إسماعيل سراج الدين، على أهمية هذا المعرض فى تصحيح رؤية خاطئة دأبت جهات أجنبية كثيرة على نشرها، وهى أن نهضة الغرب بدأت من عصر الإغريق، وأن المسلمين لم يكن لهم إسهامات فى النهضة. وأكد أن هذه الفكرة خاطئة وظالمة، فقد رفع علماء المسلمين راية العلم والمعرفة لمدة تقرب من ألف عام، حيث انفتحوا على كل الحضارات ونهلوا منها وأضافوا إليها، ليضعوا أسس المنهج العلمى ويغيروا بإنجازاتهم وجه الحضارة وشكل المعرفة.
وأعرب عن أمله فى أن يتعرف أبناؤنا على إنجازات أجدادهم، حتى يواجهوا الغرب بثقة وعزيمة جديدة رافضة لمقولات هذه المجموعة المضللة، حتى تقوم هذه الأجيال بالالتفاف حول راية العلم والمعرفة وتأخذ مكانها. ومن جانبه، قال الدكتور عباس شومان؛ وكيل الأزهر، إن الحضارات القائمة الآن قامت على أكتاف علماء المسلمين، كما أن أعرق الجامعات تقوم بتدريس العلوم التى وضع العلماء المسلمين مبادئها فى العصر الذهبى للإسلام.
وأكد أن المشهد الحاضر لإسهامات المسلمين فى الحضارة الإنسانية هو مشهد لا يلائمنا ولا يلائم تراثنا، وهو يقدم صورة باهتة للتقدم العلمى خاصة فى مجال الاختراعات.وأضاف نعاني الآن معاناة مريرة من تيارات متعددة، أحدها متشدد، بدلاً من هداية الشباب وتوجيههم فيما ينفعهم، فإنهم يسخرونهم لاختراع ما يضرون به الناس، وتيار آخر جمد عند فترة معينة من التاريخ ويصر على الرجوع بنا الي الخلف . وأكد أن العرب والمسلمين يمرون بمجموعة من التحديات، أهمها عدم القدرة على دعم الشباب المبدعين والمخترعين.
وقال إن الاختراعات موجودة ويجب نفض الغبار عنها، وفى كلمته، أكد هانى المسيرى أهمية العلم فى ازدهار المجتمعات، وأن العصر الذهبى للإسلام قدم العديد من الإنجازات على يد علماء أثروا فى واقعنا ومازال التأثير في هذا الجيل حتى اليوم. وقال إنه يأمل أن تساهم تلك التجربة فى زيادة الوعى بالتراث والفخر ونشر هذه الثقافة لخلق جيل يهتم بالبحث العلمى.