تاريخ الكنيسة المجيدة الخالدة على مرالزمن تاريخ عريق ممتد الجذور،تاريخ الأباء الأبطال والأجداد العظام الذين دافعوا عن المسيحية دفاعاً مجيداً، رفعوا شأنها وعظموا اسمها وخلدوا لها ذكراً حسناً،”انتشرأريجه وذاع في الآنام خبرة”.
فى غضون منتصف هذا العام أحتفلت كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بمرور130عاما على تدشينها ،فقد كانت أول كنيسة قبطية أرثوذكسية في مدنية بورسعيد وظلت هكذا من نصف قرن حتى اقيمت كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس في منتصف القرن لتعد أول كنيسة في بورسعيد ،حيث تم تدشينها عام 1885, و تزامن افتتاحها مع افتتاح قناة السويس الأولى للملاحة البحرية،كما تزامن انشاء مبنى تى بارثينوس للخدمات مع إفتتاح قناة السويس الجديدة .
أول كنيسة أرثوذكسية
يقول القمص مرقس يوحنا راعى كنيسة السيدة العذراء مريم ببورسعيد:
عندما بدء الاستقرار يظهر في المدينة بعد بدء حفر قناة السويس وسريان المجرى الملاحى ظهرت الحاجة الملحة إلى الخدمات المتعددة نتيجة اقبال الكثيرين للحياة في تلك المدينة الجديدة لنمو الخدمات الملاحية بها وبالتالى حدثت طفرة فى النمو السكانى بها وتبعا لذلك تنامى عدد الاقباط في بورسعيد حيث بلغ عددهم نحو 1675نسمة فى ذلك الوقت وما أستلزم ذلك من متطلبات الشعائر الدينية ومراسم الزواج الطقسية والمعمودية وحالات الانتقال للسماء مما دعى ذلك الى ضرورة بناء كنيسة لتلبى احتياجاتهم الروحية والاجتماعية في بورسعيد فعندما زار صاحب النيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا باسليوس الكبير بورسعيد لحضور حفل افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية في نوفمبر 1869 مع قداسة البابا ديمتريوس الثانى ( البابا 111) بطريرك الاقباط انذاك , لم يجد بها كنيسة ليقيم الطقوس الدينية مع ابنائه من الشعب القبطى والصلاة معهم , فرأى ضرورة انشاء كنيسة في تلك المدينة , فقام المهندس فرديناند ديلسبس (صاحب ورئيس الشركة التى حصلت على امتياز حفر قناة السويس العالمية و التى كانت مشرفة ومسؤلة عن كافة شئون الحياة ببورسعيد ) بناء على توصيات وطلبات من نيافة الأنبا باسيليوس الأب الروحى للشعب القبطى بتلك المدينة بمنحهم قطعة أرض لبناء أول كنيسة قبطية أرثوذكسية لهم في موقع متميز بين حى الأفرنج والعرب, و بالفعل تم تشييد الكنيسة فى عهد البابا كيرلس الخامس ( البابا 112) وشارك الشعب القبطى هناك بكافة سواعدة ليقيم له صرحا روحيا بمنطقة بورسعيد وتم الانتهاء من تشييدها في تاريخ ( 21بؤؤنة 1601للشهداء ) الموافق ( 28يونية 1885ميلادية ) وهو الموافق لتذكار بناء أول كنيسة على أسم السيدة العذراء بمدنية فيلبى, وتمت طقوس التدشين بيد نيافة المطران الأنبا باسيليوس الكبيير مطران القدس وسيناء ومنطقة القنال وبلاد الشرقية والدقهلية وبعض مدن الغربية, وتمت الصلاة فيها قبل أن يكتمل عمل البياض احتفالا بعيد السيدة العذراء حالة الحديد الذى كان يوافق هذا اليوم وايضا تكريس أول كنيسة على اسم السيدة العذراء بمدينة فيليبى (مدينة في الشمال الشرقي لمقاطعة مكدونيةشمال اليونان على بعد تسعة أميال من بحرإيجة).
كما أضاف جناب القمص مرقس ان مساحة الكنيسة وقتئذ كانت أصغربكثير مما هى عليه الآن فكان صحن الكنيسة كله عبارة عن الجزء الأوسط المحصور بين العمودين المصنوعين من الأحجار المنحوته اى ان عرض الكنيسة فقط هو عرض حجاب الهيكل (حامل الايقونات ) الاثرى الذى يوجد بالكنيسة حتى الأن ويلاحظ ان به بابان كانا يستخدمان في الدخول إلى الهياكل الجانبية قديما ومازالا على حالهما حتى الان ولكن دون استخدام.
وأوضح أن الدور الثاني من الكنيسة كان يستخدم للسيدات كعادة كل الكنائس قديما, وكان مقاما أصلا على فاراندات خارجه عن الكنيسة وهو الجزء الذى أضيف إلى الكنيسة بعد توسيعها .
وأستطرد جنابه قائلا : من المعلومات الطريفة عن تعداد أقباط بورسعيد في وقت أنشاء الكنيسة كان 1675نسمة وكان منهم 1120نسمة من الذكورو555 نسمة من الاناث، وكان يسكن منهم في حى العرب 1397نسمة وأما فى حى الأفرنج فكان يسكن 278 نسمة وكلهم جاءوا من بلاد متفرقة من الوجهين البحرى والقبلى للعمل بالمدينة بعد حفر قناة السويس وتشغيلها , أما الأن وبعد ما يزيد عن ماة وثلاثين عاما فيبلغ تعداد أقباط الايبارشية 50ألف نسمة، موضحا انه في عهد الأنبا تيموثاوس مطران القدس ومدن القناة التالى للأنبا باسيليوس الكبير فقد قام بإستكمال الطلاء الذهبى الفريد لحامل الايقونات والانتهاء من عمل الايقونات لتزين حجاب الهيكل الذى لم يكن قد طلى بعد وعلما بأنه قد قام برسم هذه الايقونات الرائعة الفنان والرسام القدسى خليل برامكى(1615ش-1900م) وهو من اسرة برامكى التى عاشت فى القدس و اشتهرت برسم الايقونات المذهبه فى ارجاء كثيرة ونجد اسمهم يزين حامل ايقونات اديرة الاقباط بالقدس ووصل صيتهم الى دير العذراء ( المحرق ) ونجد ايقوناتهم ببعض كنايس الدير هناك ولم تزل هذه الايقونات برغم مضى الزمن باقية على رونقها وجمالها وروعتها ولونها المذهب الفريد وهى مرتبه حسب الطقس القبطى الارثوذكسى المعتاد , وكان فوق الحجاب قبل تعليتهأيقونة كبيرة تمثل عشاء الفصح الآخير وهى لوحة رائعة كبيرة الحجم على غير المعتاد , وهى توجد حاليا بأعلى الحائط الشرقى بداخل الهيكل الأوسط الكبير .
وفي النصف الأول من القرن العشرين شيدت مدرسة الأقباط بالمبنى الملحق بالكنيسة بمراحلهاالاولية الروضة والابتدائى وكان المرحوم روفائيل سليم مؤسس المدرسة والمرحوم جرجس عزمى وكيلا للمدرسةثم بعد فترة وجيزة اضيفت لها المرحلة الثانوية (بمبنى المطرانية القديم)والذى أشترته الجمعية الخيرية القبطية من المرحوم عبد الرحمن لطفى وكان من اعيان المدينة فى ذلك الوقت .
هذا ومما هو جدير بالذكر ان خدام الكنيسة قد قاموا بعمل مسرحى متميز يسردون فيه تاريخ كنيستهم ونشأتها كما سبق وذكرنا . ولم يتركوا هذا العمل عند هذا الحد بل قاموا بصياغته وادائه باللغة القبطية الاصيلة لتكون شاهدا على تلك الاحداث وهو بعنوان ( العذراء تستجيب )وتقدموا به هذا العام الى المهرجان الذى تقيمة الكرازة المرقسية , وتم رفعة على شبكة الانترنت.
وحاليا اضيف للكنيسة مبنى للخدمات وهومكون من احدى عشر طابقاملحق بالكنيسة من الجهة الشرقية الجنوبية و يشمل كامل أرض فناء الكنيسة ومكتب الآباء الكهنة وقاعات مجهزة للخدمات الكنسية وفصول التربية الكنسية وقد تزامن انشاؤة مع حفر قناة السويس الجديدة .
دور الكنيسة فى خدمة زائرين القدس
وأشار راعى كنسية السيدة العذراء ببورسعيد الى دور الكنيسة التى ظلت بمفردها تقوم برعاية أقباط مدينتى بورسعيد وبورفؤاد روحيا وكنسيا منذ تدشنيها سنة 1885 وحتى تدشين الكنيسة الثانية فى المدينة (كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس ببورسعيد عام 1952) , فضلا عن دورها فى خدمة زوار الأراضى المقدسة فى كل عام الذين يقيمون فى فناء الكنيسة وحجرات المدرسة أياما فى أنتظار البواخر التى تقلهم الى القدس ،وفى عهد نيافة الحبر الجليل الانبا تادرس أطال الرب حياته أهتم نيافته بترميم حوائط الكنيسة وتم تجليدها من الداخل بالأخشاب الثمنية وتحليتها بالأيقونات الرائعة فى السبعينيات من القرن العشرين وايضا فى اوائل الثمانينيات تم ترميم حوائط الكنيسة وكسوتها من الخارج برخام تم استيرده مخصوص لذلك الغرض , وبالتالى صارت مبانى الكنيسة على ماهى عليه من روعة وجمال ،وفى عام 1985تم الاحتفال بالعيد المئوى الاول لتأسيس وتدشين الكنيسة وذلك فى 22أغسطس 1985بعدالنهضة الروحية التى تقيمها الكنيسة فى صوم السيدة العذراء ايذانا للاعلان عن إصعاد جسد القديسة مريم العذراء للسماء .
معجزات بالكنيسة
ويستطرد : فى عام 1956أثناء العدوان الثلاثى على بورسعيد أقتحمت “سيارة جيب”عسكرية تابعة لقوات الاحتلال محملة بالأسلحة والذخائر والمتفجرات الكنيسة ودخلت فناءها بعد ان أصيبت بقنبلة يدوية من قبل الفدائيين وأختلت عجلة قيادتها وإذ دخلت والنيران مشتعلة فيها حتى أستقرت أمام باب المعمودية وسرعان ما خمدت نيرانها دون أن يقترب اليها أحد ولم تخلف أى ضرر للمبنى ببركة السيدة العذراء مريم ،وفى عام 1958بعدما انصرف الشعب من قداس يوم الاحد المبارك،سقط الجزء الأوسط من سقف الكنيسة نظرا لتهالكه ولم يصب احدا بسوء , وقامت شركة المقاولات بتجديد الجزء المنهار،وفى عام 1970وبعد انتهاء القداس الالهى يوم الاحد وخروج المؤمنين من الكنيسة أنهار الجانب البحرى من سقف الدور الثانى للكنيسة والملاصق لمبنى المطرانية ولم يحدث أى أضرارولا خسائر بشفاعة العذراء مريم التى حمت ابائها من اى ضرر .
بطاركة قد زاروا الكنيسة :
وفيما يتعلق بالبطاركة الذين قاموا بزيارة الكنيسة أوضح القمص مرقس أنه فى 13ديسمبر عام 1929قام قداسة المتنيح الانبا يؤانس التاسع عشر(البابا 112) بزيارة مدينة بورسعيد وهو فى طريق سفره الى اثيوبيا وقام اثنائها بزيارة رعوية للكنيسة وتفقد ايضا فصول مدرسة الاقباط المجاورة لها .
فى 28يوليو 1960 تباركت مدينة بورسعيد بزيارة قداسة البابا المعظم كيرلس السادس (البابا 116) فى زيارة استمرت اربعة ايام متتالية حيث صلى قداستة القداس الالهى بالكنيسة فى 30يوليو وبعدها استقبل قداسته ممثلى الهيئات المختلفة بمقرالضيافة الملاصق للكنيسة.وفى 29يوليو قام قداسته بزيارة مدينة بورفؤادوالصلاة بكنيستها وبعدها تمت زيارة مشغل جمعية النهضة ببورفؤاد.
ايضا فى 9أكتوبر 1976تفضل صاحب القداسة والغبطة البابا الانبا شنودة الثالث ( البابا 117) بزيارة رعوية لبورسعيد وطالب فيها الشعب القبطى بالمدينة برغبتة فى اسقف خاص به يرعى شئونه يسهر على رعيته , فاستجاب قداسته لرغبات الشعب وأثمرت الزيارة برسامة القمص أرسانيوس الأنبا بيشوى ليكون أول أسقف على كرسى ايبارشية بورسعيد وقد حدد يوم الرسامة 14نوفمبرلنفس العام , وهو يوافق عيد تنصيب قداسة البابا وأستطرد القمص مرقس راعى الكنيسة قائلا :
البطاركة التى تمعت الكنيسة برئاستهم هم كالاتى :
- البابا كيرلس الخامسال112من عام 1874-1927من دير البراموس .
- البابا يؤانس التاسع عشر ال113من عام 1928-1942من دير البراموس.
- البابا مكاريوس الثالث ال114من عام 1944-1945من دير الانبا بيشوى.
- البابا يوساب الثانى ال115من عام 1946-1956من دير الأنبا انطونيوس.
- البابا كيرلس السادس ال116من عام 1959-1971من دير البراموس .
- والبابا شنودة الثالثال117 من عام 1971-2012من دير السريان.
- حاليا تحت رعاية البابا تواضروس الثانى ال 118 من 4 نوفمبر 2012 اطال الله فى عمره .
وأوضح القمص مرقس أن الآباء المطارنة التى تشرفت وتباركت الكنيسة برئاستهم هم :
- نيافة الحبر الجليل الأنبا باسيلوس الكبير مطران الشرقية والدقهلية ومحافظات القناة والقليوبية والغربية ( 1856-1899) من دير الانبا انطونيوس.( وهو اول مطران لبورسعيد والذى قام بتدشين الكنيسة )
- الانبا تيموثاوس( 1899-1925) من دير الانبا انطونيوس.
- والانبا باسيليوس الثانى مطران الكرسى الأورشليمى ومحافظات القناة ( 1925-1935) من دير الانبا انطونيوس.
- والانبا تاوفيلس مطران القدس والشرقية ومحافظات القناة ( 1935-1945 ) من دير الانبا انطونيوس .
- الانبا متاؤس مطران الشرقية ومحافظات القناة ( 1946-1975 ) من دير الانبا انطونيوس.
- وحاليا نيافة الحبر الجليل الآنبا تادرس أسقف بورسعيد وتوابعها منذ عام 1976والى منتهى الاعوام ربنا يديم كهنوته من دير الانبا بيشوى.
هذا وقد قام بالخدمة الرعوية فى الكنيسة منذ تدشينها فى عام 1885 وحتى عام 1900 عدد من رهبان دير الانبا انطونيوس العامر بالتناوب فيما بينهم وكانت المسافة بين الدير وبورسعيد وقتها تاخذ اياما وسط صخور واحراش وجبال الى ان دبر الله اباء اجلاء لخدمة الكنيسة…
- المتنيح القمص يوحنا افرايم من 1903الى 1905،حيث التحق بالمدرسة الاكليركية سنة 1895ورسم قسا على الكنيسة بيد الانبا تيموثاس اسقف كرسى اورشليم والمحافظات.
- المتنيح القمص ديمتريوس يوسف من عام 1905الى 1937ظل راعيا للكنيسة ووكيلا للشريعة حتى تاريخ نياحته فى 27يوليو 1937بعد ان خدم الكنيسة نحو 32عاما.
- المتنيح القمص بطرس عوض الكبير من عام 1934الى 1966 فى 5اكتوبر 1934 نقل الى كنيسة السيدة العذراء مريم ببورسعيد وتولى وكالة الشريعة ببورسعيد حتى تاريخ نياحته فى يوم 11يونية 1966بعد ان خدم الكنيسة 32 عاما .
- وتزامن معه المتنيح القمص مكسيموس الانبا بيشوى خدم بالكنيسة فترة وتنيح فى 19فبراير 1958 .
- المتنيح القمص بولس مخالى من عام 1966 الى 2005خدم بالكنيسة قرابة الاربعون عاما حيث تنيح فى 18ديسمبر 2005 وينسب له مجهودات كثيرة في اعادة ترميم الكنيسة وجعلها على ماهى عليه الأن من رونق اثرى فريد وبناء جيلا متميزا من شباب وخدام الكنيسة المعاصرين .
ويقوم حاليا القمص مرقس يوحنابرعاية الكنيسة منذ عام 1986 ويعاونة الاباء الاجلاء القس فام موريس والقس انطونيوس ويصا , وييذلون جهدا هذا مقداره فى الارتقاء بالعمل الخدمى والكنسى روحيا ومعماريا بجهد فائق وخدمة باذلة وسمح الرب ان يتم فى عهدهم مبنى تى بارثينوس للخدمات الصرح الروحى الشامخ فى الشعب القبطى بمدينة بورسعيد وبالاخص شعب الكنيسة .
الكنيسة والمواقف الوطنية
الكنيسة لها مواقف وطنية عديدة فى اوائل مارس 1919اعتقلت السلطات البريطانية زعيم الآمة سعد زغلول ورفاقه ونفيهم الى جزيرة مالطة عن طريق بورسعيد وعند وصولهم لبورسعيد واقامتهم بفندق (كازينوبالاس ) للسفر الى مالطة بالباخرة التى استقلوها يوم 19مارس 1919منعت السلطات البريطانية جموع الشعب البورسعيدى من الوصول اليهم حيث قامت بفرض كردون من جنود القوات البريطانية الموجودة فى المنطقة على طول شارع محمد على لمنع المتظاهرين من التسلل الى حى الافرنج حيث عقدت اجتماعات فى مسجدى التوفيقى والعباسى وكنيسة السيدة العذراء مريم حيث تم الاتفاق على تنظيم مظاهرة كبرى يشارك فيها جميع الشعب البورسعيدى بشقية مسلميه واقباطه وذلك يوم الجمعة 21مارس 1919بعد الصلاة حيث يتقابل المصلين بالمسجد التوفيقى والعباسى والمصلين الاقباط بعد صلاة القداس الألهى بكنيسة السيدة العذراء في نقطة تلاقى شارعى محمد على والثلاثينى عند موقع الكنيسة الجغرافى وعندما تلاقت الجموع الغفيرة من المصلين المسلمين وعلى رأسهم الشيخ يوسف أبو العلية والمصلين الأقباط وعلى رأسهم القمص ديمتريوس يوسف راعى الكنيسة انذاك تعانق الهلال مع الصليب بشكل رائع يمثل وحدة وطنية قوية من القلب ننشدها في هذه الأيام .


الكنيسة وخدمة المجتمع
وقال راعى كنيسة العذراء ببورسعيد أن الكنيسة تقوم بعدد من الخدمات منها خدمة الفقراء (أخوة الرب ) وذلك من خلال توفير الأحتياجات المالية و الغذائية للفقراء و المحتاجين خاصة فى أيام الاعياد ،حيث يتم توزيع حقائب اللحوم و الارز و غيرها من الأطعمة الأساسية للأسر المحتاجة طبقا لتعاليم الانجيل ( كنت جوعانا فاطعمتمونى ..) وهذا مشابه لما يقوم به اخوتنا المسلمين بتجهيز بحقائب رمضان , أما الأطفال الصغار فيتم توفير الملابس الجديدة لهم و إمداد الأسرة بالإحتياجات المالية اللازمة ،بالأضافة الى خدمة المرضى و المعاقين (احباء يسوع ) ويحرصخدام الكنيسة على زيارة المرضى خاصة بالمستشفيات فى المناسبات والاعياد وتوزيع الورود عليهم دون تفرقة بين مسيحى ومسلم بكل محبة مع توفير العلاج لهم إن كانوا غير قادرين و إمداد المريض و المعاق بالدعم النفسى و الطبى و المالى اللازم لهم لإستعادة الصحة و التوازن النفسى.
وخدمة رعاية الأيتام لتشمل الطفل فى دور الأيتام او من فقد أحد أبوية و إمدادهم بالملابس اللازمةلتفى باحتياجاته بالاضافة الى كل الاحتياجات الاساسية و الترفيهية.
فضلاعن رعاية المسنين،تعتبرمن الخدمات الهامة بالكنيسة خاصة من ليس له من يرعاه بزيارة المسن و رعايته سواء فى مباشرة احواله و رعايته فى مرضة و توفير الرعاية المادية و العلاجية ان لم تتوفر له.
والخدمات التعليمية والتربوية المسيحية من خلال دروس التربية الكنيسة و حضور الصلوات والطقوس الدينية المتنوعة ، بجانب التعليم التثقيفى من خلال مكتبة الكنيسة للقراءة والاطلاع وايضا الجانب الترفيهى بتوفير الالعاب المناسبة والانشطة الصيفية الفنية والرياضية , هذا بالاضافة الى مجموعات تقوية للطلاب المحتاجين يقوم بها شباب وشابات الكنيسة كخدمة مجانية لاخوتهم .
ويلاحظ ايضا اهتمام الكنيسة بخدمة إفتقاد شعبها والاطمئنان عليهم بصفة دورية من خلال زيارات الاباء الكهنه للتابعين لنطاق الكنيسة من شعب الكنيسة كل فترة للإطمئنان على حال الأسرة و التعرف على مشكلاتهم و محاولة ايجاد حلول لها , بجانب متابعة الجانب الروحى للأسرة , من خلال تلك المتابعة يتم تقديم العون لهم على شرط الا تزيد الفترة بين الزيارتين عن 3 شهورعلى الاكثر فدائما رجل الكنيسة هو الأب لشعب كنيسته عليه تفقده و متابعته.
هذا والجدير بالذكر ان جناب القمص مرقس يوحنا راعى الكنيسة الحالى هو اول كاهن يرسم خصيصا على مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم ببورسعيد فى 7مارس 1986بيد حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس ويعتبرالقس انطونيوس ويصا هو اول كاهن يرسم داخل كنيسة السيدة العذراء مريم فى عام 2014 حيث انه لم تتم رسامات لأى من الاباء الكهنه داخل الكنيسة بل كانوا منتدبين للخدمة بها او مرسومين عليها بخارج مذبحها ,
هذا ويولى الاباء الحاليين للكنيسة القمص مرقس والقس فام والقس انطونيوس الكثير من جهدهم فىالرعاية الروحية لشعب الكنيسة خاصة باقامة القداسات الالهية ،فضلا عن اهتمامهم بخدمة فصول اعداد الخدام والخادمات والشموسية والتربية الكنسية والاسرالجامعية واجتماع السيدات والشابات واجتماع الاسرة المسيحية وخدمة اسر المحبة ونادى العطاء ومشغل الكنيسة وخدمات المرضى والمسنين واهتمامهم بالمحافظة على رونق الكنيسة وايقوناتها الاثرية هذا وللعلم فهم جميعا حاصلون على بكالوريوس الكلية الاكليركية – فرع بورسعيد
لمحة تاريخية
أنه مع بدء أعمال الحفر فى قناة السويس ، أعتمد ديليسبس على عمال السخرة فى حفر القناة وذلك أيام والى مصر محمد سعيد باشا إلى أن تولى الخديوى إسماعيل عرش مصر فالغى نظام السخرة مما جعل ديليسبس يستعين بالأيدى العاملة الأجنبية ، وللبحث عن عمال مصريين قام بتثبيت مجموعة من الإعلانات فى مختلف قرى ومدن مصر على أبواب مساجدها وكنائسها والأماكن العامة بها يحفز من خلالها الأهالى على العمل فى شركة قناة السويس فى أعمال الحفر بل وعهد بذلك أيضاً إلى مجموعة من مقاولى الأنفار .ونتيجة عدد المستخدمين الأجانب المتزايد فقد أقامت شركة قناة السويس لهم كنيسة كاثوليكية وقامت بتعين كاهن لها على نفقتها ويبدو أنها اشتهرت باسم الكنيسة الفرنساوى .وفى 5 يناير سنة 1862 أُحتفل بتدشين كنيسة طائفة الفرنسيسكان وقد أقام مسيو ديليسبسكنيسة لليونانين الموجودين ببورسعيد تشجيعاً لهم على الإقامة بها وتنازل لهم عن الأرض المقامة عليها مجاناً .
وان مبنى هذه الكنيسة كان يكفى للصلاة فقط ، وقد ابدى وكلاء الكنيسة وكهنتها ووكيل قنصل اليونان فى بورسعيد رغبتهم إلى شركة القناة بتوسيعها نظراً لازدياد عدد اليونانين ببورسعيد وقد قام ثلاثة من كبار اليونانين بجمع التبرعات من المسيحيين ببورسعيد لسد نفقات هذا العمل وكانت هذه الكنيسة تتبع بطريرك الروم الأرثوذكس وقد حضر إليها في عام 1881ويبدو أنه قد أقيمت كنيسة أخرى للكاثوليك فى أواخر سنة 1860 وقد رجع اهتمام شركة القناة بتوفير أماكن العبادة ،وحرصها على استمرار إقامة هؤلاء الأجانب العاملين بمشروع القناة وحرصها أيضاً على الظهور بمظهر التسامح الدينى والحفاظ على حرية إقامة الشعائر الدينية وأنها استطاعت أن تجمع بين مختلف الأديان والمذاهب .
أنالعمال الأقباط يؤلفون كثرة عددية فى ساحات الحفر مما دعى الشركة ان تقيم لهم كنيسة يقيمون فيها شعائرهم الدينية وخاصة أن الشركة سبق لها أن أنشأت فى 11 ديسمبر سنة 1860 إدارة دينية ،وأنه بعد افتتاح القناة إذ تحولت بورسعيد إلى منطقة جذب سكانى سواء من خارج مصر أو من داخلها .
وبعد استقرارهم في بورسعيد كان بناء أول كنيسة أرثوذكسية طلباً ملحاً لدى جموع الشعب من أقباط بورسعيد فاتجهوا إلى ديليسبس الذى منحهم قطعة أرض كهبة من شركة القنال لبناء الكنيسة التى كانت في موقع متميزداخل المدينة حيث كان شاطىء البحر قريبا من حدها الشمالى انذاك بحيث تطل تلك الأرض على البحر بشكل مرئى وكان ذلك في غضون عام 1884 وقد دشنت هذه الكنيسة للصلاة بيد مطران القدس انذآك فى سنة 1885 م , الا وهى كنيسة السيدة العذراء مريم التى تقع حاليا فى قلب المدينة امام السوق التجارى عند تلاقى شارعى محمد على والثلاثينى .




المراجع:
كتاب تاريخ كنيسة السيدة العذراء ,اصدار مطرانية بورسعيد , اعداد القمص مرقس يوحنا
تاريخ إيبارشية بورسعيد ،إعداد القس شنودة فتحى.
موقع: الصفحة الرسمية لمطرانية بورسعيد(www.pscopts.org (
قناةتى بارثينوس على (Youtube) www.youtube.com/watch?v=Hdb_zSI0dFA
[T-video embed=”Hdb_zSI0dFA”]