” فى حب مصر ” نجحت فى الترويج لذاتها بكونها قائمة الدولة
قال عصام شيحه – عضو الهيئة العليا و المستشار السياسى و القانونى لحزب الوفد فى تصريح خاص ل ” وطنى ” تعقيبا على عزوف الناخبين عن المشاركة فى العملية الانتخابية لاستكمال المرحلة الثالثة من خارطة الطريق لتصل نسبة المشاركة الى 22 % : ان الأمانة تقتضى الاعتراف بان هذا السيناريو كان متوقعا و ليس بالامر الذى يدعو للدهشة أو التعجب نتيجة عدة عوامل اولها حالة الارتباك التى أصابت القرار السياسى لاسيما فى تحديد موعد الانتخابات ايضا ترك باب قانون الانتخابات النيابية غير المكتمل مفتوحا امام انطلاق جولة جديدة الى جانب شعور قطاع كبير داخل المجتمع بان البرلمان القادم بمثابة برلمان معطل للرئيس و برنامجه ايضا ما يردد بكونها انتخابات باطلة و غير مشروعة نظرا لعدم دستورية بعض المواد المطعون عليها فى قوانين الانتخابات بما يهدد وضع مجلس النواب القادم و يعرضه للحل مرة ثانية فى المقابل غياب دور الاحزاب السياسية فى الشارع السياسى المصرى و اغفال الاقتراب من المواطن فى محاولة لتقديم مرشحيها بشكل أفضل , إضافة الى ظهور وجوه محسوبة على النظام السابق و الاسبق مرة ثانية فى الانتخابات البرلمانية فضلا عن المال السياسى غير المبرر الذى تم ضخه من قبل بعض الدول و بعض الاجهزة الخارجية ..
و عن استقراء المشهد بشأن نسبة المشاركة خلال المرحلة الثانية و هل من زيادة النسبة أم بقاء الوضع كما هو عليه , أضاف شيحه: بعد النجاحات التى حققتها قائمتى ” فى حب مصر ” و ” مستقبل وطن ” ربما تنعكس على المرحلة الثانية بالزيادة خاصة و ان للاعلام دور فى تغيير نبرة التحفيز و ربما ذلك يتسبب فى زيادة نسبة المشاركة .و بسؤاله حول قائمة ” فى حب مصر ” ولاى مدى اكتساحها جاء من منطلق الترويج لها بكونها قائمة الدولة , ذكر شيحه لاشك ان قائمة ” فى حب مصر ” قدمت ذاتها منذ اللحظة الاولى فى انطلاقها للسباق الانتخابى بانها قائمة الدولة و الامر لا يدعنا اغفال بانه بالتأكيد لاتزال الصورة الذهنية عالقة فى اذهان المواطنين بانها قائمة الدولة فى المقابل الناخبين لديهم الرغبة فى مساندة الرئيس المنقذ و من ثم كان التصويت لصالح قائمة ” فى حب مصر ” .. بلا جدال نجحوا فى ذلك المنوال حتى و ان كانت مجرد مغالطات أو عملية تدويل للقائمة على خلاف الحقيقة كوسيلة للحصول على اصوات اعلى لصالح القائمة الا اننا امام واقع يشهد بان النتيجة جاءت بالاكتساح وفقا للمؤشرات الاولية للمرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية رغم تاكيدات الرئيس السيسى فى فترة سابقة بانه لا وجود لقائمة للدولة و لسنا مع قائمة بعينها و انه على أتم الاستعداد لدعم و مساندة قائمة فى حالة توحد الاحزاب السياسية و تشكيل قائمة موحدة .
و عن مدى وجود قائمة ” فى حب مصر ” فى السباق الانتخابى و كأنه بمثابة ضرب للقوائم الاخرى و من ثم رفض بعض الاحزاب خوضها الانتخابات البرلمانية على قوائم لما استشعرته بان العملية ” صورية ” بشكل كبير , أكد شيحه انه بالتأكيد وجود قائمة ” فى حب مصر ” قلل من فرص قوائم أخرى وسط ما يشاع و ما يردد بانها محسوبة للدولة و لكنى لم استطع ان احمل نجاح قائمة ” فى حب مصر ” و اعلقه على ” شماعة ” فشل الاحزاب السياسية و فى مقدمتها الوفد فى الخروج بقائمة موحدة كان يمكن الالتفاف حولها فى السباق الانتخابى و مواجهة قائمة ” فى حب مصر ” .. المشكلة ليست ” فى حب مصر ” بكونها لم تخوض الانتخابات و كأنها فى خصومة مع احد و انما الاحزاب جميعها متهمة بالتقصير فى المقام الاول و الاخير فى عدم تشكيلها قائمة موحدة نظرا للايدولوجيات و الرؤى و الافكار و المصالح المختلفة , فلولا غياب الديمقراطية داخل الاحزاب السياسية و انفراد رؤساء الاحزاب بادارة احزابهم و كأنها فروع لشركاتهم بالطبع كانت الامور ستختلف كثيرا .
اما بالنسبة لتراجع حزب النور , أوضح شيحه انه كان متوقعا تراجع حزب النور فى الانتخابات البرلمانية فكان يمكنه أخذ مسار فى القوائم النسبية لكن فى المقاعد الفردية الامر صعب للغاية ان لم يكن مستحيلا و كما شاهدنا ” النور ” بامكانه تجميع نسبة لا تتجاوز ال 10% على مستوى الجمهورية خاصة و ان التيار الاسلامى فى مجمله بيتجاوز ما بين 10 % أو 15 % لكن بطبيعية الحال عدم وجود قائمة على مستوى الجمهورية لصالحه اصبح و كأنه ” رحل غير مأسوف عليه ” و عن اعلان نتائج المرحلة الاولى و مدى تأثرها على المرحلة الثانية , حدثنا شيحه ما يحدث من اعلان نتائج هو تعبير حقيقى عن رغبة الجماهير و علينا جميعا ان نحترم رأى الجماهير ايا كان .