الايزدييون يقدمون شهادات حية على جرائم داعش ضد الأقليات واغتصاب وسيب الفتيات القاصرات
دعا سياسيون وباحثون عرب ومصريون إلى ضرورة تعزيز قيم التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وعدم منح الفرصة للتيارات المتطرفة فى بسط نفوذها فكريا ومذهبيا، وتجديد الخطاب الديني بشكل عملى بعيدا عن الشعارات الرنانة، والتحذير من خطورة استمرار تنامى الأفكار المتطرفة التى تقوم عليها تنظيمات داعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التى تنشط فى مجتمعات تعيش على الاستبداد السياسي أو الديني.
جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل التى نظمها الثلاثاء المركز المصري لحقوق الانسان بحضور وفد وزارة الأوقاف بحكومة اقليم كردستان العراق تحت عنوان ” وطننا العربي فى خطر…داعش يهدد الجميع”.
فى البداية قال خيري بوزاني المدير العام لشئون الإيزيدية بوزارة الأوقاف لحكومة إقليم كردستان العراق، أن العام الماضي شهد معاناة كبيرة للأقليات العراقية وخاصة الايزديين، وشهدت هذه الفترة تهجير قسري وعمليات قتل جماعى، وفقدان آلاف المواطنين الذين قتلوا بدم بارد على يد تنظيم داعش، وشهد العراق كارثة انسانية.

أكد بوزانى انه بلغة الأرقام نزح 400 ألف ايزيدي من أصل 550 الف ايزيدي مع هجوم تنظيم داعش على الموصل العام الماضي، وتم رصد وتوثيق خطف 5830 مواطنا منهم 3192 من الفتيات القاصرات، ووصلت أعداد المفقودين إلى 841 مفقودا، والذين وقفوا على جثثهم 1260 منهم 260 متوفيا من الجوع والعطش نتيجة حصار جبل سنجار الذين فر إليه الايزديين وعدد من الأقليات الآخري هربا من جحيم داعش، إلى جانب رصد تفجير 18 مزارا دينيا، و12 مقبرة جماعية، وما خلفته اعتداءات تنظيم داعش من 816 يتيما وخاصة من الأطفال بعد مقتل عوائلهم .
شدد على أنه تم رصد مقتل 459 شخصا ايزديا بالرصاص فى ساعة واحدة بقرية كوجو، وانه من أصل 302 عائلة فى القرية تم قتل 63 عائلة لم ينجو أى فرد منهم،كما بلغ عدد المخطوفين فى هذه القرية وحدها 727 فردا، ونجا 19 شخصا من جرام القتل الجماعى التى قام بها التنظيمن وقاموا بادلاء شهادات خطيرة على ما تعرضوا له من اعتداءات جسدية ونفسية وحشية على يد عناصر التنظيم.
“طرد أصحاب الدار”
من جانبه أكد خالد جمال البير مدير عام شؤون المسيحيين بوزارة الأوقاف بحكومة اقليم كردستان العراق أن أوضاع المسيحيين فى العراق مؤسفة، وأن هناك مئات الالاف الذين نزحوا من براثن جحيم داعش والجماعات المتطرفة ، مشيرا إلى نزوح 200 ألف – 300 ألف إلى اقليم كردستان، إلى جانب رصد هجرة 10 عائلات مسيحية بشكل يومي عبر المطارات أو الموانيء البرية إلى الخارج، وهجرة غالبية المسيحيين إلى الولايات المتحدة أو استراليا او كندا، وهناك من يذهب إلى اوروبا عبر قوارب المياه، وما يتعرضون له من مخاطر عديدة فى رحلة الفرار.
شدد البير جمال على استقرار 250 ألف مسيحي في اقليم كردستان، وتم جمع تبرعات من أجل توفير أماكن مناسبة للاعاشة والتغلب على طقس الشتاء القارس وحرارة الصيف المرتفعة، ومحاولة توفير حياة ىمنة لهم بعيدا عن المخاطر التى تعرضوا لها، ونجاح التبرعات فى تسكين كل العائلات المسيحية فى وحدات سكنية او كردونات بعيدا عن المخيمات.
“وهم مكافحة الارهاب”
من جانبه أكد هانى دانيال الكاتب الصحفي بجريدة وطني والباحث فى شئون الأقليات أن جميع الجهات التي شاركت تحت مسمى مكافحة الارهاب فى سوريا عملت على تحقيق مصالحها دون النظر لمصالح الشعب السوري ووقف المعارك، وما يترتب عليه من فرار الملايين خارج سوريا، فالجيش السوري انحصرت عملياته في صد الهجوم الواقع عليه من كل التنظيمات الإرهابية والمعارضة المدعومة من الغرب والسعودية، وكذلك قوات التحالف ركزت على تقدم محدود للأكراد واستهداف محدود لتنظيم داعش وجبهة النصرة المدعومة من تنظيم القاعدة، وترك بقية المواقع دون تدخل، كذلك تدخلت القوات الروسية بشكل أكبر في استهداف معاقل داعش والقاعدة والمعارضة السورية التي كانت ستحقق انتصارات كبيرة على حساب الجيش السوري بما يمهد لإزاحة بشار بالقوة، ويساعد على ذلك بيانات صحفية وتقارير حقوقية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على جماعات إسلامية تزعم استهداف الغارات الروسية لمدنيين، مثلما اعتاد المرصد في الفترة الأخيرة تشكيل الرأي العام العالمي ضد نظام الأسد، وخدمة معارضيه.
أكد دانيال أن الانتقادات الغربية فور الكشف عن تدمير عدد من المواقع المهمة للمعارضة السورية وشل حركة تقدمهم، يعود لحصول المعارضة المدعومة من دول عربية وغربية على أسلحة متطورة في الفترة الأخيرة ساهمت في كسب معاقل عديدة من الجيش السوري، وهو ما يهدر جهود الغرب والسعودية وتركيا في ازاحة الأسد واجباره على الرحيل.

وعن بعض أهم أفكار تنظيم داعش، أكد هاني دانيال انها تتمثل فى إعادة الخلافة الاسلامية، ومنع ترميم الكنائس المهدمة، والايمان بفكرة أن الجهاد لابد أن يبدأ من العدو القريب وليس البعيد، فهو يواجه الحكام العرب بزعم مكافحة الاستبداد السياسي، وتهديد دول الخليج، بينما يتجاهل التنظيم توجيه ضربات أو عمليات ارهابية ضد اسرائيل أو محاولة تحرير القدس رغم الاعتداءات التى يتعرض لها المسجد الاقصي حاليا، إلى جانب نجاح التنظين في صناعة بلاتوه سينمائي واستلهام أفكار التاريخ بشأن دولة الخلافة، وجذب عناصر عديدة من دول مختلفة بالعالم، من خلال تحديد أرض تقام عليها دولة الخلافة، وتأسيس مناصب وزارية وعملات خاصة بالتنظيم إلى جانب تطبيق الشرعية وصناعة قوانين خاصة به.
“شهادات مخجلة”
من جانبه أكد حسو هورمى ناشط ايزيدي مقيم فى هولندة أن شهادات الناجين من جحيم داعش تحمل الكثير من المفاجأت والآسي أيضا، وخلال مشاركته فى عدد من الفعاليات الدولية للتسليط على معاناة الايزديين كان يتعرض لمواقف انسانية صعبة، وابرزها ما قام بترجمته نقلا عن فتاة قاصر تعرضت لأبشع أنواع الاغتصاب الجسدي على يد عناصر تنظيم داعش 78 يوما.
وأعرب هورمى عن عدم تفاؤله بمستقبل الأقليات فى العراق، فى ظل عدم التوصل إلى استراتيجية موحدة المعالم يمكن من خلالها معرفة ما ستنتهى عليه الأوضاع مستقبلا، إلى جانب أن اداء المنظمات الدولية لشئون الاغاثة أداءها ضعيف للغاية بمقارنة بحجم الكارثة والتمويل الذي تحصل عليه، منتقدا ما أدخلته المفوضية السامية لشئون اللاجئين باعتبار أن من يفر من سوريا أو العراق إلى بل أدان مجاورة فهو نازح وليس لاجيء، على عكس ما كان معمولا به من قبل.
“التعايش المشترك”
على الجانب الآخر قال مروان النقشبندي مسئول الشئون الاسلامية بوزارة الأوقاف لاقليم حكومة كردستان العراق أن هناك حالة من الجمود الفكري والديني وبحاجة إلى تغيير، وتعزيز خطابات التسامح واحترام الاخر، خاصة وان الجماعات الارهابية تستغل الاحتقان الديني والمعارك المذهبية لنشر أفكارها.
“تجديد الخطاب الديني”
وفى نهاية اللقاء أكد صفوت جرجس مدير المركز المصؤي لحقوق الانسان على انه من المهم تصحيح وتجديد الخطاب الديني بشكل جاد وحقيقي، دون التفاف او تحايل، خاصة وأن رئيس الجمهورية دعا من قبل الي تجديد الخطاب الديني ولم يحدث ذلك، وجعل البعض يعتبر هذه الدعوة فرصه للحديث عن كتب التاريخ والفتاوي المثيرة للجدل.دعا إلي ضرورة أن تكون الصلوات في المساجد والكنائس لكل المصريين فلا هذا يختص بدعوته للمسيحيين ولا هذا يقتصر دعوته علي المسلمين فقط.. لا داعي لتخصيص الدعوة للارثوذكس فقط ولا السنة فقط.. نريد وطنا لنا جميعا ونترك الخالق يفعل ما يشاء بخلقه.