بعد حياة حافلة بالصلاة و الخدمة و الروحانيات رحل عن عالمنا يوم الإثنين الماضى – 14 سبتمبر 2015 – شيخ قساوسة الكنيسة الانجيلية بمصر الدكتور القس منيس عبد النور الراعى الاكرامى للكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة، عن عمر يناهز 85 عاماً، و فى الساعة الواحدة من ظهر يوم الاربعاء 16 سبتمبر توافد الالاف على كنيسة قصر الدوبارة للمشاركة فى حفل وداع الراحل.. فحضر جناب الدكتور القس اندريه زكى رئيس الكنيسة الانجيلية بمصر، الدكتور القس جورج شاكر نائب رئيس الكنيسة الانجيلية، الدكتور القس كمال يوسف رئيس سنودس النيل الإنجيلي، الدكتور القس سامح موريس راعى الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة، و مجمع قسوس و شيوخ و مجالس الكنائس الانجيلية بجمهورية مصر العربية، و من الكنائس المسيحية حضر نيافة المطران منير حنا مطران الكنيسة الاسقفية بمصر و القرن الافريقي، المطران أنطونيوس عزيز مطران الجيزة للاقباط الكاثوليك، كما حضر القس مكارى يونان و القس سمعان ابراهيم و لفيف من اباء الكنيسة القبطية الارثوذكسية، و وفدا من مجلس كنائس مصر ضم القس الدكتور بيشوى حلمى امين عام المجلس، الاب رفيق جريش رئيس لجنة الاعلام بالمجلس، و الاستاذ مايكل فيكتور الصحفى بجريدة وطنى و سكرتير اول لجنة الاعلام للمجلس، كما حضر ممثلين من رجال الدين الاسلامى عن الازهر الشريف، و وفودا من البلاد العربية الشقيقة.
بدأ حفل الوداع بدخول الموكب الجنائزى يتقدمه قساوسة و شيوخ الكنيسة الانجيلية ثم عائلة الراحل الدكتور القس منيس عبد النور حتى وضع النعش أمام منبر الكنيسة و اندمجت المشاعر بين الدموع و التصفيق الحاد لوصول شيخ الكنيسة الانجيلية للسماء، بعد باقى من الترانيم الروحية قدم الدكتور القس سامح موريس العزاء لجميع الشعب الانجيلى واصفاً الدكتور القس منيس بالعلامة الفارقة فى حياة الكنيسة الانجيلية بمصر، ثم تحدث الدكتور القس مفيد ابراهيم – رفيق الحياة – بكلمة عزاء و محبة عن الراحل الكريم متذكراً مواقفه العظيمة فى الخدمة.
و فى كلمة رئيس الكنيسة الانجيلية بمصر الدكتور القس اندريه زكى قال: ان ايماننا قائم بموت و قيامة و صعود المسيح للسموات لذا فليس هناك موتاً بل هو رحلة و كلما اقرأ فى مؤلفات استاذى الدكتور القس منيس عبد النور اجد كم من الشهادات و العجائب عن الهنا القدير فنحن لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم.. يا احبائى ان استاذى القس منيس هو فارس .. فارس بكل معنى الكلمة فهو صاحب المئات من الكتب و الاصدارات عن كلمة الله و اعلان اسمه و تفسير للكلمة، له بصمات تاريخية فى العمل الاجتماعى بالهيئة القبطية الانجيلية فأهتم القس منيس بالريف المصرى و كرس حياته للفقراء بدون تمييز فى الدين او اللون او الجنس و اسس مع الدكتور الراحل القس صموئيل حبيب مجلة اجنحة النسور، القس منيس صاحب الصوت الذهبى فكان عميق فى تقديم كلمة الله و علمنا مفهوم كنيسة بلا جدران فنظروا معى اليوم كنيسة قصر الدوبارة و دورها الاجتماعى للجميع فكان حقاً رجلا قويا فى ايمانه و عطاءه و خدمته.
و القى الدكتور القس كمال يوسف كلمة عزاء اكد فيها كما كان الراحل يخدم الكل و يجاهد من اجل ربح نفوس، و فى كلمة اخرى قال الدكتور القس صموئيل زكى انه قد جاهدت الجهاد الحسن، اكمل السعي، حفظ الايمان، واخيرا قد وضع له اكليل البر.. شاكرا القس منيس عبد النور عن مؤلفاته و اقواله التى تعد كنزاً روحياً للكنيسة يتعلم و يتتلمذ منها كل ابناء الشعب الانجيلي مختتماً كلمته بجزء من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي تقول: “و اما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب ان الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح و تصديق الحق، الامر الذي دعاكم اليه بانجيلنا لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح، فاثبتوا اذا ايها الاخوة و تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا، و ربنا نفسه يسوع المسيح و الله ابونا الذي احبنا و اعطانا عزاء ابديا و رجاء صالحا بالنعمة، يعزي قلوبكم و يثبتكم في كل كلام و عمل صالح”.
و على هامش حفل الوداع قدم فيلم تسجيلى يستعرض حياة شيخ قساوسة الكنيسة الانجيلية الدكتور القس منيس عبد النور فيروى لنا الفيلم انه من مواليد محافظة أسيوط في 22/10/1930، متزوج من السيدة/ نادية أرسانيوس منذ 1950 ولديه الدكتور/ فريد والدكتورة/ فيوليت، لديه 6 أحفاد: إيمان وأمير (ماهر فؤاد)، وديفيد ونادية ونوال ودانيال (فريد منيس)، نال اختبار التجديد في جمعية خلاص النفوس بأسيوط في 14 ديسمبر 1945 في اجتماع الطلبة من خلال خدمه الأخ/ رزق جاد الله، أطاع دعوة الله له ليكون قساً ودرس اللاهوت بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، عقب تخرجه عمل راعياً للكنيسة الإنجيلية بنزلة حرز لمدة عشر سنوات، حصل على دبلوم من كلية اللاهوت بمصر في 1949، حصل على ماجستير في اللاهوت التربوي من كليه ببلكن بنيويورك في عام 1957، حصل على دكتوراه فخرية من كليه هبتون بأمريكا في مايو 1989، شارك في تقديم العديد من البرامج الإذاعية بإذاعة حول العالم، عمل رئيساً لتحرير المناهج الدراسية للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية لمدة خمس سنوات، عام 1959 أسس مع القس صموئيل حبيب والقس أمير جيد مجلة أجنحة النسور، خدم راعياً للكنيسة الإنجيلية بالزقازيق من عام 1965، في عام 1976 أصبح راعياً للكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، قام بتدريس مادة مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة منذ عام 1966، قدم برامج إذاعية منذ عام 1976، أذاع بالراديو 312 حديثاً للشباب بعنوان كلمة معك. وأذاع 156 حديثاً بعنوان حياة المسيح و156 بعنوان شخصيات الكتاب المقدس و156 حديثاً بعنوان أنت تسأل ونحن نجيب و156 حديثاً بعنوان شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، أذاع في التليفزيون سات 7 و METV أكثر من 150 حلقة لبرامج روحية عن معجزات وأمثال وحياة السيد المسيح، ألف وترجم أكثر من مئة كتاب باللغة العربية، تُرجمت ونُشرت له بعض من مؤلفاته باللغة الإنجليزية، نال عام 1994 جائزة تقدير من معهد هجاي للخدمة المتميزة، نال جائزة الإيمان من الكنيسة اللوثرية بفنلندا عام 1997، نال جائزة الدفاع عن حقوق الإنسان من واشنطن عام 1999، زار بلاداً كثيرة حول العالم للخدمة والكرازة وإلقاء المحاضرات في أفريقيا وآسيا وأوربا والدول العربية.