بعد نحو 18 سنة من ظهور العذراء في الزيتون بدأت أم النور تظهر أمام الجموع في كنيسة القديسة دميانة بأرض بابا دبلو- بشبرا- بدءا من 25 مارس 1986، عندما ظهرت إلى جانب منارتى الكنيسة وشاهدها السكان بهالة نورانية على القبة الشمالية ثم شاهدوا سطوع نورها على المنازل المجاورة.. وكان لأول مرة في التاريخ تشهد المنطقة التى تقع فيها الكنيسة الآلاف القادمين إليها من كل مكان. ولم يكن عسيرا على الزائر القادم إليها من مكان بعيد أن يستدل على موقعها.. وسط الشوارع والحوارى الضيقة.. فكان يدله إليها الزحف البشرى المتجه صوبها. وقد لجأ كثيرون إلى اعتلاء أسقف البيوت المحيطة والمطلة عليها بعد أن سدت المنافذ المؤدية إليها.
أخذ التجلى والظواهر الروحية أشكالا مختلفة اتفقت جميعها في الصورة الإعجازية التى بدت بها، فالعذراء في تجليها تحيط بها أو تعلو رأسها هالة من نور تكسوها غلالة شفافة من الأضواء لا مثيل لها تبدو في بعضها وهى ترنو ببصرها إلى الجموع المتهللة لمرآها تبسط يدها كما لو كانت ترحب بهم أو تباركهم، وفي البعض الآخر تبدو بصورة العذراء الحزينة المتشحة برداء أسود والمطرقة بوجهها إلى أسفل.
أما الظواهر الروحية الأخرى فينفجر من خلالها نور وهاج من داخل القباب، وينطلق خارجها، وتضئ ومضاته المنطقة ببريق خاطف يسطع على المنازل ويشاهد من بعيد.
كذلك حدثت ظواهر روحية أثناء صلوات القداس الإلهى… وقد ظهرت العذراء أيضا فى غلالة من النورتكسوها طرحة بيضاء تظهر منها أطراف رداء أرجوانى… وفى أحد الأيام بينما الكاهن يؤدى صلاة القداس الثانى بالكنيسة، وعندما وصلت صلاة الشمامسة “وبشفاعة والدة الإله القديسة مريم” برق نور وهاج من تجويف القبة الوسطى وسطع على حجاب الهيكل ثم انطلق شعاع من صورة السيد المسيح وكان أشبه بخط مستطيل من الضوء فتعلقت به الأنظار.
وبعد التأكد من حقيقة الظهورات أخبر القمص عبد المسيح الشربينى والقس صموئيل يونان كاهنا كنيسة القديسة دميانة بأرض بابا دوبلو، قداسة البابا شنودة الثالث فقام قداسته بتكليف نيافة الأنبا بولا أسقف كرسى طنطا حاليا، ونيافة الأنبا ساويرس أسقف دير المحرق للتوجه إلى الكنيسة وتحرى ما يجرى فيها على الطبيعة.
فتوجها نيافتهما إلى الكنيسة على الفور وسهرا فيها حتى الصباح وقدم كل من نيافتهما تقريرا إلى قداسة البابا شنودة الثالث سجلا فيه ما تحرياه من إجماع كل من تقابلا معهم من زوار الكنيسة بوجود ظهورات للقديسة العذراء مريم وغيرها من القديسين.
ومن هنا شكل قداسة البابا لجنة لتقصى الحقائق مكونة من:
· نيافة الأنبا بيشوى أسقف- مطران حاليا- دمياط وسكرتير المجمع المقدس.
· نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
· نيافة الأنبا بولا الأسقف العام\نيافة الأنبا سرابيون أسقف الخدمات
· القمص مرقس غالى وكيل عام البطريركية
· الأستاذ مسعد صادق الصحفى بوطنى
وفى مساء نفس اليوم توجهت اللجنة إلى الكنيسة وسهر أعضاؤها إلى الصباح وشاهدوا تجلى القديسة العذراء وما صاحبه من ظواهر روحية.. تكرر ذهاب أعضاء اللجنة إلى الكنيسة، وتكرر معه ظهور القديسة العذراء والظواهر الروحية واقترن هذا الظهور بمعجزات شفاء لعديد من المرضى بأمراض مستعصية- عودة الإبصار، بالكلى، بالقلب وسائر أعضاء الجسم لمرضى كان من المقرر أن تجلى لهم جراحات بعد أن يئسوا من الشفاء، ولم يفد معهم العلاج بالأدوية. وقد جاءت تجليات العذراء بكنيسة القديسة دميانة بالترعة البولاقية بشبرا فريدة من نوعها حيث لم يقتصر الظهور على الليل وإنما فى وضع النهار كما لم يقتصر على منارات الكنيسة من الخارج بل من داخل شرقية الهيكل وحامل الأيقونات، كما ظهرت معها القديسة دميانة والأكثر من خذا ظهور السيد المسيح محمولا على ذراعى العذراء مريم بأجلى وضوح أثناء صلاة القداس الإلهى الذى كان يقوم بخدمته القمص داود تادرس كاهن كنيسة القديسة العذراء بروض الفرج وعضو المجلس الملى العام والمجلس الإكليريكى فى صباح الجمعة 20 يةنيه 1986.
لم يقتصر الظهور على التجليات النورانية بل فى أحيان أخرى بصورة نارية حيث كانت تتجلى محاطة بألسنة نارية لا تلبث أن تتحول إلى ضوء باهر كما شاهدها أعضاء اللجنة.
وقد اعتمد المجمع المقدس للكنيسة القبطية التقرير الذى أعدته اللجنة البابوية عن التجلى وتم إدراجه بسنكسار الكنيسة.