“حزبنا هو حزب علماني صريح لا يخجل من كونه علماني ولا يتهرب من تلك الصفة ويسعى إلى فصل الدين عن الدولة أو الدين عن السياسة” هكذا بدأ حديثه معي، هو هشام عوف وكيل مؤسسي الحزب المصري العلماني والتي بدأت قصته إعلاميا بحملة شعواء ضده بإعتباره حزب يدعوا إلى الإلحاد ويشجع على الفسق والفجور.
- لماذا أسستم الحزب العلماني المصري؟
نحن الآن نمر بظرفين أقليمي ومحلي، حيث المنطقة مصممة أنها تعود إلى العصور الوسطى فالتناحر الطائفي في العديد من الدول وعادات قديمة عادت مثل السبي والتطهير العرقي والتكفير والتكفير المضاد، وهناك أربع دول أنهارات، فلابد من وجود تيار يعود للمناداة بالعلمانية، أما على المستوى المحلي فكانت هناك محاولة لفرض حكم ديني تم منعها بشكل من الأشكال، الإرهاب مازال موجود كما إن آثار الحكم الديني لازالت موجودة حيث إن هناك أحزاب دينية مازالت موجودة .
- كيف ينظر الحزب إلى العلمانية؟
نحن لا ننظر إلى العلمانية بنظرة حقوقية فقط بل بنظرة اقتصادية أيضا، فهي مرتبطة “بأكل عيش” المواطن، فمصر خسرت الكثير بسبب محاولات فرض الحكم الديني التي تمت طوال الأربعين سنة الماضية والتي تمثلت في خسارة قطاع السياحة الذي تأثر سلباً بسبب العمليات الإرهابية بالإضافة إلى التعنت في إخراج التصاريح تحت محاولات تحويل مصر إلى دولة إسلامية، وزارة الداخلية صرفت مبالغ بالمليارات على محاربة الإرهاب منذ السبعينيات وكل ذلك كان يمكن صرفه في التنمية، التمييز ضد الأقباط أدى إلى هجرة عقول كثيرة متميزة كان من الممكن الاستفادة بها وهناك دول تضع خطط لجذب تلك العقول، فضلاً عن عدم وجود حريات لدعم الفن في مصر.
- ماهي الآليات التي سوف يتواجد بها الحزب في الشارع؟
هناك آليات مختلفة من خلال النقابات والجامعات ومواقع التواصل الاجتماعي، كما سيكون لنا وجود في الشارع من خلال عملنا في القضايا المسكوت عنها مثل التهجير القصري لمواطنين مصريين لأسباب طائفية والتمييز ضد المرأة وقضايا اخرى مثل الختان، أما العمل في المحليات سيكون في وقت لاحق. عملنا حاليا سيكون بنظام النقاط المضيئة وبالتدريج سيكون لنا تأثير فنحن لا نطمح أن نكون في الوقت القريب حزب أغلبية بل حزب أقلية مؤثرة.
- هناك من يعتقد إنكم تسعون إلى فصل الدين عن الدولة، ما رأيك في ذلك؟
هناك الكثير من الناس يعتقدون إن مشكلتنا مع ربط الدين الاسلامي بالدولة، لكن في الحقيقة مشكلتنا هي مع ربط السياسة بأي دين أو طائفة معينة، مشكلتنا ليست مع الكنيسة بل مع الدولة، ويجب على الدولة أن تتدخل في صراعات غيرها فمن لايريد اللجوء إلى الكنيسة لا يجب أن تعرقل أمواره فالدولة مهمتها أن تقدم خدمات للمواطنين لا أن تساعد المواطنين في الوصول إلى الجنة.
ومن بين القضايا المشتعلة في هذا المجال قضية الزواج والطلاق، وقد بدأت قصة توثيق الزواج عندما كانت الدولة المصرية في عهد الأسرة العلوية توثق الزواج والطلاق من أجل الأنساب والمواريث، فعينت شخص “يأذن” له بتسجيل العقود ولأن المجتمع كان ذو خليفة دينية فكانوا يختارونه شخصا دارس للشريعة أما بالنسبة للمسيحيين فصار من يوثق الزواج هو الكاهن فأصبح التوثيق أيضا يخضع للكهنوت ونحن نريد بقاء هذا الوضع وإلى جانبه نظام يسمح للمواطن المصري المسيحي باللجوء إلى الدولة في زواجه وتطليقه إذا أراد ذلك.
- هل سينزل الحزب في الانتخابات القادمة
نحن مهتمين حاليا ببناء قواعد الحزب، ولا ننشغل بالانتخابات بسبب عدم وضوح الرؤية .
- ماهو موقف الحزب من الهوية المصرية؟
الحزب مبني على قاعدتين هم العلمانية والهوية المصرية، لكننا لا نعمل في التاريخ بل الحاضر، انتمائنا لمصر بحدودها الحالية وملتزمين بمعاهدتها، لسنا ضد العرب ونرى إن مصر لابد أن تكون علاقاتها بالدول المحيطة بها، كما إن هناك أسر خليجية تعيش في مصر وأسر مصرية تعيش في الخليج فالعلاقة بيننا وبينهم متشابكة، توجهتنا ليست قومية عربية لكنها مصرية، مصر أولا .
- ماموقف الحزب من الوضع الراهن في مصر؟
لا ننظر للأمر بمبدأ الصفر والواحد، فنحن مع الحفاظ على الدولة بمقومتها الحالية مع إصلاح المنظومة الحالية، فنحن حزب شرعي نلتمس الحركات الشرعية، ونحن مع الدولة في حربها على الإرهاب كما نعارض الدولة كحزب في العديد من الأمور مثل تسلط الأزهر وهناك العديد من القوانين التي يجب تغييرها.
- ماهي القضايا التي يهتم بها الحزب؟
أول قضايانا التي نهتم بها هي التعليم فيجب أن يكون التعليم قائم على التفكير والنقد لا الحفظ فالحفظ والتلقين اول الخطوات لإنتاج شخص إرهابي لانه لن يكون لديه عقلية نقدية، الحزب أيضا ضد أن يصرف أموال الدولة على التعليم الديني فيجب أن تكون المؤسسات التعليمية الدينية جمعيات أهلية كما نرفض مادة الدين في المدارس فلا داعي لمادة يتم فصل الطلبة عن بعضهم البعض وهو عمل غير تربوي ويجب تدريس مادة عن الأديان بشكل عام أو مادة عن الأخلاق بدلا منها.
هناك قضايا أخرى مثل القوانين المعيبة مثل قانون إزدراء الأديان حيث إن الفاصل بين الإزدراء والنقد غير واضح كما إن هناك تعسف في استخدامه، أيضا ملف الأزهر فنجد إن ميزانيته 11 مليار جنيه مصري في السنة فلا يجب أن تصرف أموال الدولة على جماعة ذات فهم معين لأي دين كما إن سلطات الازهر لن تجد مثلها في دولة راقية
هناك قضايا أخرى مثل المواريث والعنف المنزلي ضد المرأة فيجب أن يكون هناك نصوص قانونية لمن تريد أن تلجأ للقضاء. من القضايا التي سيتعاملها مع الحزب أيضا هو التميز ضد غير المسلمين السنة في الوظائف الحكومية وبعض الكليات وبعض أقسام كليات الطب وبعض المناصب في الشرطة والقضاء والجيش، هناك اماكن خاص لا تقوم بتعيين إلا مسيحيين فقط أو مسلمين فقط، التهجير القصري والاحكام العرفية (معنى أن يكون هناك أحكام عرفية أي لا وجود للدولة) فما دمر العراق وسوريا عدة عوامل من بينها النظام العشائري والقبلي فالحزب ضد فكرة النظام الموازي للدولة وفكرة العشيرة والقبيلة ضد مفهوم الدولة الحديثة.
- كيف ترى الوضع في المستقبل؟
العالم متجه للحداثة والخوف من إن مصر لا تستطيع أن تتواصل مع العالم في هذا التطور وتحدث فجوة بين مصر وبقية العالم.