طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شرير من أجلي كاذبين(مت5:11)
كان هذا الوعد الإلهي مصدر عزاء للقديسة مارينا الناسكة صاحبة هذا التذكار,تلك التي كانت تدعي مريم ثم دعاها والدها باسم مارين لكي تلتحق بأحد أديرة الرجال,عاشت في نسك شديد حتي لقبت بالناسكة.وفي اقتناعهم بأنها رجل اتهمها الأشرار بأبشع الخطايا مما جعل رئيس الدير أن يخرجها ويوقع بها أشد العقوبات لبضعة سنوات.وفي كل هذا لم تدافع عن نفسها بل كانت صامتة شاكرة ذاكرة للقول الخالدظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه(أش53:7).
وعند نياحتها اكتشف أمرها أنها راهبة وليست رجلا فندم رئيس الدير وبكي كثيرا جدا.وهنا نتوقف عند أمرين أولهما أنه لابد أن تظهر عدالة السماء فإذا بمن اتهموها بالفعل الشرير يأتون عند قبرها معذبين من أمراضهم ومعترفين بخطيئتهم…الأمر الآخر أنه يخرج من الجافي حلاوة ومن الآكل أكلا فتذكر موسوعةمروج الأخبار في تاريخ الأبرار أن هذا الطفل الذي نسب إليها ظلما أصبح الراهب أفرآم الذي سبق أن اعتنت به وطلبت تعميده فكان نموه في القامة الروحية مصدر عزاء لها,وكان يخاطبهااسترح أنت يا أبي وأنا أقوم بأعمالك ذلك إزاء الأعمال الشاقة التي أسندها لها رئيس الدير.
هذه الأيقونة حديثة معروضة فوق جسدها الطاهرة بكنيسة العذراء المغيثة بحارم الروم وقد احتفلنا بتذكار نياحتها السبت الأسبق.