تجسيداً لروابط الأخوة والعلاقات الوطيدة التى تربط بين الشعبين الشقيقين، وتعزيزاً للتعاون البناء الذى يخدم ويساعد على تطوير وتنمية أواصر المصالح المشتركة وخاصة فى مجالات الزراعة، وحسب توجيه قيادة البلدين بالعمل على تطوير العلاقات الثنائية لأعلى سقف ممكن ومتاح حتى تصبح نموذجاً للعلاقات العربية القومية، وإستكمالاً للزيارة الرسمية لمعالى وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى ومعالى وزير الري بجمهورية مصر الشقيقة للسودان في خلال الفترة (20-21) أبريل 2015م، وما تبعه من زيارات متتالية للخبراء من الدولتين لوضع أولويات وخطط التنفيذ. ثم تلى ذلك عقد إجتماع الجمعية العمومية للشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعى بالقاهرة خلال الفترة (11-12) يوليو 2015.
فقد تقرر قيام وفد مصرى رسمى مكون من السادة وزير الموارد المائية والرى ووزير الزراعة وإستصلاح الأراضى – غداً السبت ( خلال الفترة من 25- 27 يوليو) بزيارة ثانية الى ولاية النيل الأزرق بالسودان لتفقد مناطق سنار والرصيرص والتغرف على الإمكانات المتاحة من الأراضى الزراعية والمشروعات الإنتاجية على طول الطريق من الخرطوم الى الدمازين، والتعرف على الإمكانات الزراعية والحيوانية للتكامل والتنمية على مياه الأمطار، وخصوصاً مزرعة الدمازين الخاصة بالشركة السودانية المصرية للتكامل، وكذلك بحث عدد من الموضوعات التنسيقية الخاصة بمشروعات التكامل بين البلدين.
وقد أكد حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى أنه تعزيزا للتعاون مع السودان الشقيق في المجالات الزراعية والمياه والأمن الغذائي فإن وزارة الموارد والرى المصرية تضع كل إمكانياتها تحت تصرف الجانب السوداني لدراسة حصاد الأمطار والسيول لتوفير مخزون اضافي من المياه وتاكيد التنمية الزراعية المستدامة في مشروع التكامل بالدمازين والذي تتولاه شركة التكامل المصرية السودانية، وذلك لإعادة تأهيل مشروع التكامل المصري السوداني في منطقة الدمازين وإقامة مشروعات زراعية تعتمد على الزراعة التكاملية وتحقق الأمن الغذائي وتدفع بالشراكة في مجال الاستثمارات الزراعية والحيوانية وإقامة المزارع السمكية.
كما صرح بأنه سيتم خلال الزيارة عقد اجتماع الجمعية العمومية للشركة السودانية المصرية للإنشاءات والرى، حيث قد بدأت الشركة عملها بالسودان عام 1979 فى كافة مجالات الإنشاء والحفر وتطهير الترع وقنوات الرى وكذلك أعمال المقاولات العامة والحفر بأنابيب البترول. وسوف يهدف إجتماع الحمعية العمومية الى: الإتفاق على آليات تفعيل التكامل وإعادة هيكلة شركة التكامل المصرية السودانية وتكاملها مع الشركة السودانية المصرية للإنشاءات والرى فى إطار جسم موحد لكل أنشطة الزراعة والتنمية الزراعية والحيوانية وإنتاج الأسماك بين البلدين، تحديد الأولويات فى إطار زراعة تكاملية (زراعة وإنتاج حيواني وتصنيع) بالتركيز على محاصيل الحبوب الزيتية (القطن، زهرة الشمس، فول الصويا) ومحاصيل الغلال (القمح، الذرة الشامية، الذرة الرفيعة) والأعلاف وإنتاج اللحوم، التركيز على مشروع شركة التكامل الزراعية كنموذج يتم تطويره ونقل التجربة إلى منطقة اخرى (مشاريع الدمازين) أو مناطق اخرى، وكذلك إنتهاج الري التكميلي للمشاريع المطرية (حصاد المياه) إقامة السدود وكذلك الآبار الجوفية.
كما صرح السيد المهندس/ أحمد بهاء الدين محمد رئيس قطاع مياه النيل بأن مشروع التكامل بالدمازين يعتبر احدى المشاريع الحقيقية علي أرض الواقع وهو يجسد متانة العلاقات بين البلدين ومن المنتظر حال الإنتهاء من تطويره أن يحقق المصالح المشتركة فى مجالات الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الإستراتيجية لكل من السودان ومصر.
ومن الجدير بالذكر أن الفترة الراهنة من العلاقات المصريةالسودانية تشهد إرتقاءاً فى أنشطة التعاون القائم بين البلدين وإرادة سياسية لتذليل كافة المشاكل والمعوقات التي تواجه التكامل الزراعى والتنموى، وأن توجيهات القيادة السياسية بالسودان ومصر تتفق فى المضى قدماً نحو إقامة علاقات تعاونية قوية ومتينة بين البلدين الى أقصى الحدود فى جميع المجالات وصولاً الى علاقة تكامل شاملة لكل الآفاق لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.