ريموند إبراهيم ل “وطنى “: السلفيون أخطر من الإخوان.
البنتاجون اصدر خرائط مضللة لأماكن داعش.
الاف الوثائق على موقع الخارجية الامريكية تكشف تعاملات امريكا مع الاخوان.
لم تكن الاحداث التى وقعت طوال الاسبوع الماضى بدء من اغتيال النائب العام لمصر المستشار هشام بركات و حتى الهجوم الممنهج فى سيناء .. مجرد محض صدفة او عمليات ارهابية عشوائية .. تقوم بها مجموعات متناثرة هنا و هناك .. و انما – و طبقا لتصريحات المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة – كانت هجمات الشيخ زويد مخططا لمحاولة اعلان ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية المعروف باسم ” داعش” .. فى هجوم قام به حوالى 300 ارهابى – منهم من ينتمى لجنسيات مختلفة – على اكمنة الجيش المصرى .. و هو ما يجزم بتدخل أجهزة دول فيما يجرى على ارض مصر .. تقف من خلفها و تدعمها السياسة التى تنتهجها ادارة اوباما فى دعم التيارات الارهابية فى الشرق الاوسط من اجل سرقة اوطانه بعد تفكيكها .. انهم لصوص الوطن .. حول دور امريكا فيما دعم الاخوان رغم انكشاف وجههم الارهابى حاورنا الكاتب و الباحث فى مل فالاسلام السياسى بامريكا ريموند ابراهيم .. الذى يتخذ موقفا مناوئا للادارة الامريكية و يرى اوباما و ادارته داعمى الارهاب و مخربى الشرق الاوسط .
تمر مصر بموجة ارهابية شديدة كان اخرها الهجمات التى تعرضت لها قواتنا الباسلة فى سيناء .. فى رايك كيف يقوى الارهابيون على مواجهة الجيوش ؟ و هل من الطبيعى ان تكون فى حوزتهم اجهزة مضادة للطائرات ؟
من المؤكد ان الارهاب فى العالم تعرض لطفرة جوهرية بعد تمكن ” داعش” من العراق و سوريا .. و استحواذهم على مخازن الاسلحة و الذخيرة المتطورة التى كانت الولايات المتحدة قد منحتها اياهم .. ايضا استيلائهم على البنوك و ابار النفط .. لكن لم يكن لكل ذلك ان يحدث اثرا قويا دون مساعدة دول بعينها .. اهمها بعض دول التحالف ضد الارهاب .. الذى فشل فشلا ذريعا فى السيطرة على “داعش” و تركها تنهش الشرق الاوسط .. ظنا من تلك الدول و على راسها امريكا انها المستفيد الاخير بعد تفكيك الشرق الاوسط .. لكن مصر مختلفة .. مصر ليست العراق ولا سوريا .. لان شعبها مثل المصفوفة لا ينفرط امام الازمات ابدا .. خاصة ان مصر ليس بها قوميات متعددة .
ما سبق يعنى ان الجيش المصرى كان يقف فى وجه دول و ليس ارهابيين عاديين .. دول تدعم بالمال و السلاح و الاعلام المضاد .. و نشر الشائعات و اجهزة استخبارات .. و مرتزقة من جنسيات مختلفة يدخلون عبر الانفاق غير الشرعية .. و الكل يعلم ولا احد يتحرك على المستوى الدولى .. حتى الدول التى تشترى النفط من داعش فى الخفاء يتم التستر عليها .. و المدهش فى الامر ان هناك دولا تحرض على مصر ولا تتعرض لعقوبات دولية مثل تركيا و قطر التى تبث قنوات مكميلن و رابعة المحرضتين على الجيش و الشرطة .. و الجزيرة التى تتبنى تدمير الاخوان للدولة المصرية .. ولا يخرج البيت الابيض ليدين او يشجب .. ايضا الملفت فى الامر ان البنتاجون لم يصدر بيان ينعى فيه شهداء العسكرية المصريين حتى وقتنا هذا .. حتى من باب ذر الرماد فى الاعين ..و ربما يحدث الكونجرس الامريكى بعض من التوازن عن طريق النواب المتوازنين الذين لا يكفون عن انتقاد اوباما و سياساته التى يصفونها بالمدمرة لمصر و الشرق الاوسط .
ما رايك فى المشهد الحالى بعد اغتيال النائب العام و معركة الشيخ زويد فى سيناء ؟
انا متفائل .. لان الارهاب يكشف عن وجهه للعالم كله و العنف الذى تمت ممارسته ضد الجيش المصرى فى محاولة فاشلة لاعلان ولاية سيناء التابعة لداعش يثبت للشعب الامريكى سوء الادارة التى تدعم قتل الشعوب و تخريب بلدان الشرق الاوسط .. تزامنا مع ذلك اجد ايضا ان هناك أدلة كثيرة على أن مصرتسير على خطى ثابتة تجاه التحول إلى الديمقراطية على النمط الغربي .. هو على أفضل مسار بالتأكيد بعد زوال حكم الاخوان .. و فى عهد الرئيس السيسى الذى اتفائل بوجوده .. ولكن للاسف هذا نادرا ما يتم ذكره في التقارير الاعلامية بامريكا .. و الامر يحتاج لبذل جهد من البعثات الدبلوماسية او المصريين المقيمين بامريكا لمخاطبة الاعلام و الوصول للساسة الامريكان مثلما وصل الاخوان .. و يث قنوات مصرية ناطقة بالانجليزية لتعريف الشعب الذى يمكنه اختيار ادارة امريكية غير داعمة للارهاب فيما بعد .
على ذكر الكونجرس .. أدليت بشهادتك أمام الكونجرس الأمريكى حول الإخفاقات المفاهيمية التي تهيمن على الخطاب الأمريكي بشأن الاخوان المسلمين ..و محنة تفاقم التطرف فى مصر.. فما هى تفاصيل هذه الشهادة ؟.
دارت التفاصيل حول المفاهيم الفلسفية فى الحضارة الأمريكية و المتعلقة بحقوق الانسان و الديمقراطية .. اكدت خلالها ما تشمله من اخفاقات كبيرة .. اذ يتصور الأمريكان ان لكل الناس نفس المفاهيم .. و ان العالم يرى الديمقراطية كما يرونها هم ..و هذا غير حقيقى و يعرض الشعب الامريكى للخداع .. سواء من خارج امريكا او من الادراة الامريكية ذاتها خاصة فى ظل سيطرة الاعلام المضلل خادم نظام اوباما ..
فقبل عقد من الزمن كنت أقرأ تراجم الكتابات العربية وخطب زعماء تنظيم القاعدة على راسهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري .. و اعود اقرأها اليوم فلا اجد الا نفس التهديدات من جهنم لمن اسموهم بالمنافقين و غالبا ما يكون اولئك المنافقين هم اى شخص او فئة مختلفة معهم .. كنت ارى ايضا الحديث عن نفس المكافآت الجسدية لأولئك الذين ينضمون إلى ما اسموه ” قافلة الجهاد”.
انه نفس الخطاب الموجود لدى كل الجماعات المتطرفة فى العالم .. فاذا تطلعنا فى خطابات الجماعات الإسلامية المتطرفة والجهادية الأخرى في جميع أنحاء العالم، تستخدم نفس العبارات و التفسيرات . ونفس النصائح .. نفس الإدانات. فقط تختلف ظروفها الزمانية وتقلبات النصر أو الهزيمة لديها.. تلك كانت شهادتى حول المتطرفين و ممارساتهم خاصة ضد الاقليات فى مصر و الشرق الاوسط لكن الادارة الامريكية تختلف عن الكونجرس و لا تستمع لاحد .
الاعداد التى تحتشد فى سيناء تزايدت خلال حكم الاخوان الذى فتح المعابر على مصراعيها و شرعن الانفاق .. فهل دك الانفاق و قطع الامدادات يكفيان للسيطرة على امن سيناء ؟
هؤلاء ليسوا جميعا مرتزقة و انما بينهم من يحمل رسالة من التعالى، والكراهية، والعنف، تستخدم الله و تغتصب سلطة المعاقبة المتكررة لكل من يخالفها .. و الاخطر من ذلك هو بحثهم عن طرق متنوعة لغسل أدمغة وعقول الشباب و تلقينهم و اقناعهم باعتناق شغف الموت “العمليات الانتحارية”.. فلا دك الانفاق وحده يفلح ولا قطع الامدادات لابد من مواجهة شاملة اهمها اعادة و تجديد الخطاب الدينى و الضرب بيد من حدد على الائمة المحرضين و عدم السماح للمساجد غيرالتابعة او المرخصة لوزارة الاوقاف برفع الخطب من منابرها و يكتفى باقامة الصلوات اليومية فقط فيها .. لانهم ما زالوا يستخدمون المساجد لاستقطاب الشباب و هذا يحدث فى امريكا ايضا .
وهذا النوع من الخطاب الدينى المتطرف انتشر بين القاصي والداني.. بفضل التكنولوجيا الحديثة بما فيها الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية ودول الخليج الغنية.. صارت الكتب والمقاطع الجهادية المنقولة عن تلك الجماعات المتطرفة متاحة للجميع من دون استثناء.. حتى ان هذا الخطاب الجهادي استخدم بانتظام في المساجد الموجودة في كل أنحاء أوروبا وأمريكا .. و صار الغرب باسم “الحرية الدينية،” مصدرا للارهاب .. و محرضا على الشعوب و الجيوش العربية ..لذلك لابد من مراقبة الانترنت و ووسائل الاتصال الحديثة و رصدها لوقف نزيف الدم .
الا يتعارض ذلك مع الحرية التى تربيت عليها فى امريكا ؟
تبدوهذه الخطوة مضادة للحرية .. لكن اذا كان هذا هو السبيل لمكافحة التحريض و الإرهاب لانقاذ الأرواح البشرية فلا مفر من الاختيار .. فالجماعات الجهادية تعتمد على تدوير نفس الرسالة عبر كل من يسمعها لتصل فى النهاية لسماع صوت واحد فقط هو الفكر المتطرف .. اذا اضفنا لذلك النقص الحاد في الحس السليم والرقابة في شكل الصواب السياسي الذي ابُتلي الغرب بغيابه حاليا .. نجد ان خطاب الجهاد ورسالته لا تصب الا فى مستنقع الكراهية .. فالجهاديين مثل الببغاوات يرددون دون فهم او بحث .. و سياسي الغرب مثل النعام يدفنون رؤوسهم في الرمال، خشية الاعتراف بنشاذ الكراهية المحيطة بهم.
وكيف تاثر الاساتذة الامريكان بكل خبراتهم بالاخوان حتى نقلوا هذا التاثير للادارة الامريكية ؟
اقترب الاخوان من أساتذة دراسات الشرق الأوسط والأكاديميين” .. خصوصا أولئك الذين لديهم نفوذ سياسي.. و قاد الأكاديميين في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة فكرة أن هناك اسلاميون معتدلون و اسلاميون راديكاليون و انه يجب على الولايات المتحدة العمل مع المعتدلين و قدم الاخوان انفسهم على اساس انهم المعتدلون .. بينما واقع الامر ان كافة تلك التنظيمات جذورها راديكالية و الفرق الوحيد بينها ان بعضها يستخدم السلاح و الاخر الفكر و الفكر اخطر .. و “المعتدلين” الإسلاميين لا يرتدون التطرف على سواعدهم .. لكنهم يعملون نحو تحقيق نفس الاهداف و هى انشاء دولة الخلافة و فرض الشريعة .
و يرى أساتذة الشرق الأوسط أنه كلما زاد الانخراط في أعمال عنف الإسلاميين أو الإرهاب .. يكون ذلك دليلا ايجابيا على ان لديهم شكوى مشروعة .. وبالتالي يجب أن الولايات المتحدة “استرضائهم” خشية أن “يشتعل السخط من جديد و كان ذلك على خلفية ما جرى فى بنغازى للسفارة الامريكية و قتل السفير الامريكى .
هل يفعلون ذلك عن جهل ام عن تجاهل ؟
الاثنان .. حينما وجه البعض سؤالا لداعش قال فيه “لماذا لم تحاربوا اسرائيل فى غزة ؟” لم نجد ردا منطقيا لكن فى احدى الوثائق الامريكية التى نشرتها الجلف نيوز .. اظهرت الوثيقة ان اوباما سبب تخريب الشرق الاوسط اذ اعتمد وجهة نظر ساذجة و سار خلف كلام الاستاذة الامريكان المختصين فى الشرق الاوسط الذين تربوا على فكر الاخوان ..و تشبعوا به و اقتنعوا ان مشاكل الشرق الاوسط سببها الوحيد وجود الديكتاتور .. و اقتنعت الادارة الامريكية ان ادخال حكومات ديمقراطية سيحل كل المشاكل.. و هو تفكير ساذج فكل الرؤساء الذين قبل اوباما ساروا مع مبارك ساروا لانهم يعلمون ان الاخوان سيثيرون الفوضى لانشاء دولة الخلافة .. و لنا فيما حدث للعراق خير مثال عقب خروج صدام حسين و ما اعقبه من اضظهاد للاقليات و تهجيرها .
هل لديك مصادر موثقة لتلك المعلومات و ما هى ؟
كشف عن هذه المعلومات مركز ” حوار” في واشنطن العاصمة الذى حصل على وثائق معنية.. و كتب دانيال جرينفيلد الباحث ان هناك وثائق ترتبط بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي …و هدد بتسريبها .. توضح الوثائق تفاهمات مع أوباما و الاخوان .. و حذر دانيال اوباما من أنه إذا كان يحاول نسيانها فإنه يمكن أن يثبتها رسميا.
و بين تلك الوثائق ما يثبت تهديدات بعض اعضاء الجماعة لادارة اوباما بعد الاطاحة بالجماعة عن السلطة فى مصر .. ضمنها تهديد نجل خيرت الشاطر إذا ما أدارت ادارة اوباما ظهرها لهم.
ضمن الوثائق ايضا ما يتيحه قانون تداول المعلومات فى امريكا و الذى بفضله يسهل الوصول لآلاف الصفحات من وثائق التعاملات بين وزارة الخارجية الأمريكية مع جماعة الإخوان في طور السرية قبل الكشف عنها للجمهور.. تؤكد أن إدارة أوباما على اتصال متكرر بهم ليس فى مصر فقط و انما فى ليبيا ايضا .. جميعها سياسات تدميريه تجاه الشرق الاوسط .
اذاً ما زالت الولايات المتحدة تساعد في تحقيق حلم جماعة الإخوان وحلفائها الاسلاميين للوصول الى السلطة انشاء دولة الخلافة المزعومة فلماذا و كيف ؟
على مدى العقد الماضي احتفظت اثنتان من الإدارات الأمريكية المتعاقبة بعلاقات وثيقة مع الإخوان في مصر وتونس وسوريا وليبيا ..و أجرت إدارة أوباما تقييما لجماعة الإخوان خلال عامى 2010 و 2011.. بدأ قبل الأحداث المعروفة باسم “الربيع العربي” و التى اندلعت في تونس ومصر و سوريا انذاك .. حينها أصدر اوباما التوجيه الرئاسي رقم 11 (PSD-11) في عام 2010، و الذى ما زال ساريا حتى الان .. و يعنى اسم الوثيقة بالعربية ” توجيه رئاسى بالبحث ” .. اى البحث عن الاسلاميين السياسيين مثل الاخوان .. و المعلومات حول اوضاعهم فى الشرق الاوسط .. هذا التوجيه دخلت امريكا بعده يدا فى يد مع الاخوان .. و نقلت جلف نيوز عن الوثيقة ان امريكا كانت تتقابل مع الاخوان و توجههم .. و حتى الان تدعى الادارة الامريكية انها مع المصريين و ليس الاخوان و هذا غير صحيح .. كما انها فعلت نفس الشىء فى ليبيا .
ايضا فى ابريل 2012 رتب مسؤولون أمريكيون لمدير العلاقات العامة لجماعة الإخوان فى ليبيا محمد جائير أن يأتي إلى واشنطن لإلقاء كلمة في مؤتمر حول “الإسلاميون في السلطة” الذي استضافته مؤسسة ” كارنيجي” للسلام الدولي.. و التقت بعثة بنغازي مع عضو بارز في لجنة التوجيه .. و المدهش انه وصف قرار الإخوان بتشكيل حزب سياسي فرصة والتزام في مرحلة ما بعد الثورة فى ليبيا بعد سنوات من العمل تحت الأرض.. هذا هو الدور الامريكى .. و هذه الوثائق التى تبرز اتصالات إدارة أوباما مع الإخوان في ليبيا تبعث على القلق.
في ضوء كل هذه الفوضى كانت ادارة اوباما هى المسؤولة عن الإسلاميين في ليبيا والعراق ومصر وسوريا.
و ماذا عن نتائج التقييم الذى تبع التوجيه الرئاسى ؟
طلب التوجيه الرئاسى إجراء تقييم للإخوان وغيرها من تيارات “الإسلام السياسي” و الحركات .. بما في ذلك حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا .. وفي نهاية المطاف توصلت الولايات المتحدة الى انها ينبغي أن تتحول عن سياستها فى دعم “الانظمة المستقرة ” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – حتى لو كانت استبدادية – إلى سياسة دعم الحركات السياسية الإسلامية التى اسمتها “المعتدلة” .
وشهدنا بالتأكيد هذا التحول فى الفوضى والهيمنة للجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .. و ازدهرت الجماعات تحت إدارة أوباما وتحديدا بسبب تحول الإدارة من دعم الاستقرار في ظل الحكام الذين وصفوهم بالمستبدين العلمانيين.
أهم مثال على ذلك هو ما فعلته إدارة أوباما بالرئيس السابق حسني مبارك – الذى كان حليفا الولايات المتحدة لمدة ثلاثة عقود- اذ القت به تحت الحافلة من أجل دعم الإسلاميين وتحديدا الإخوان .. ورأينا كيف انتهت اكبر ثورة فى تاريخ البشرية – ثورة يناير 2011 – الى آخر ” الاسلاميين ” الذين هم اكثر استبدادا و تطرفا دينيا .. و ادى الامر الى وصف اوباما بالمؤيد للارهاب. و مع ذلك لم يرتدع.
ما الفائدة التى تعود على الادارة الامريكية من مساندة الاخوان الان ؟
مصلحة الادارة الامريكية فى استخدامهم هى تدمير الشرق الاوسط .. فكلما تم تفكيك الدول تزيد الهيمنة الامريكية على ثروات هذه البلاد المنشغلة بخلافتها و معاركها التى اغلبها مذهبية ، و هو نفس ما فعلوه بصدام حسين لمصلحة ايران.
و الدليل على ذلك موقف جون ماكين الذى يرى ان الاسلاميين تولوا السلطة بالديمقراطية و ليس بالخداع وغسل العقول كما فعلوا
هل يمكن ان تتحالف امريكا مع السلفيين بعد سقوط الاخوان و كشف وجههم الارهابى ؟
اولا يجب مواجهة الحركة السلفية التى تتاجر بالدين و تحاول ان تحل محل الاخوان في مصر.. فهم اصل اطلاق دعاوى التكفير و حظر تهنئة المسيحيين بالاعياد و غيرها من الافكار المتطرفة .. فان وصلوا للحكم ستصبح كارثة حقيقة ..و يسير الوضع من سىء الى اسوا .. و لا استبعد شيئا على الادارة الامريكية الحالية .. خاصة ان الشعب الامريكى يدور فى ساقية العمل و لا يهتم بالسياسة الخارجية الا قلة منه .
فى رايك ما هى اسباب توغل الافكار المتطرفة فى الشارع المصرى ؟
الازمة الحقيقة فى مصر هى إغفال وتجاهل السبب الحقيقي للتطرف .. انهم الائمة المتطرفون الذين يعتلون المنابر ولا تستطيع الدولة ممثلة فى وزارة الاوقاف ان توقفهم عن الخطابة فى الناس و تحريضهم على الاخر و حاليا على الدولة و على جيش مصر و شعبها .. و جميعهم تربوا فى احضان الاخوان او التيارات التى خرجت من رحم الجماعة مثل التكفيريين و امثالهم .. و هذا يحدث منذ عقود لذلك لا اتوقع ان يتوقف فجأة و لكنه سيستغرق وقتا طويلا .. للقضاء على نفوذهم، ولكن حكومة ما بعد الإخوان هى الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، على الرغم من الدعاية الاعلامية السيئة التى تمارسها معظم الصحف الامريكية مثل صحيفة نيويورك تايمز – دون توقف – لتبرئة الإخوان و ليس فقط الاخوان و لكن وأحيانا تذهب حتى لتبرئة تنظيم القاعدة .. لذلك الامر فى الخارج يحتاج حهدا كما نوهت سابقا .
و ما تحليلك بالنسبة لموقف ادارة اوباما من الارهاب بسكل عام فى المنطقة .. طبقا للمعلن عن التحالف ضد ” داعش” و هو التنظيم الذى يحاول اختراق مصر الان؟
“سوف نسمع عن النصر أحيانا ضد داعش” … هكذا قالها اوباما .. و كانه يستبق الاحداث بالفشل فكيف له ان يعلم ان التحالف سينجح احيانا .. و اذا دققنا النظر فى المشهد مكتملا نجد اعلان وزارة الدفاع الأمريكية فى أبريل الماضى عن الاتى :” انه فضل الضربات الجوية الامريكية والجيش العراقى لم تعد الدولة الاسلامية هى القوة المهيمنة في حوالي 25-30٪ من المناطق المأهولة بالسكان في الأراضي العراقية .” .. ثم اصدر البنتاجون خريطة تظهر الأراضي التى تهيمن عليها الدولة الإسلامية و الاراضى التى فقدتها .. ولكن سرعان ما أصبح واضحا أن خريطة وزارة الدفاع كانت مضللة وغير كاملة . و بها مغالطات لا تشكل سوى التغير الذى طرأ لمرة واحدة .. في حين لم تبين اية إشارة إلى الأراضي الجديدة التى اكتسبها التنظيم منذ بدأ شن هجمات و جهود التحالف فكانت تصريحاتهم ادعاء مضلل تماما..
و منذ ايام سمعنا عن نزوح جديد للايزيديين من اماكن قيل انها تم تحريرها فى جبل سنجار .. و هو دليل على ادعاء ما تنشره الادارة الامريكية و انها غير جادة فى مواجهة الارهاب .. فحينما ارادت امريكا القضاء على صدام لم تستغرق اسوبعا واحدا دكت فيه بغداد .. و حينما ارادت الوصول لابن لادن وصلت فى غياهب الجبال .. فهل عصى على قوات تحالف 40 دولة على راسها امريكا ان تدمر داعش فى لمح البصر ان ارادت؟ .. خاصة ان داعش لا وجوود لها فى مناطق اهلة بالسكان فالكل هرب من وجهها فما العائق ؟ .
ونهاية اللعبة بين أوباما والدولة الإسلامية من السهل توقعها لكن ما من احد يسمع و الكل خاسر فى لعبة امريكا مع الاسلاميين بحجة الديمقراطية طمعا فى الشرق الاوسط و ثراوته .. و لعبة الدم التى يلعب بها الطرفان بدا فى كسر حلقاتها الجيش المصرى فى الحادث الاخير ..و اعتقد ان الاستمرار فى الاصطفاف الوطنى خلف المؤسسة العسكرية سوف يسرع بكسر هذه الحلقة على الاقل بالنسبة لمصر و هذا مهم لان مصر رمانة ميزان الشرق الاوسط و ان نجحت ستنفرج الازمة فى الاقليم برمته و انا اثق فى انها ستنجح .
اخيرا .. لديك ولع بالشرق الاوسط لا يخفى على احد .. و ايضا اهتمامك بالدراسات الاسلامية .فما أسباب ذلك ؟
كنت أعيش منذ صغرى فى عالمين .. عالم امريكى خالص فى المدرسة و المجتمع .. و عالم مصرى خالص فى المنزل .. امى تسمع ام كلثوم .. تتشبع بالزمن الجميل .. تمتلىء اذنى و ينتشى وجدانى بمصر .. ثم اخرج الى الحياة الامريكية اجد العالم الغربى .. بكل الحرية و الديمقراطية .. كل ما فعلته اننى اعملت عقلى تجاه ما يهاه وجدانى .. حينما كبرت احببت التاريخ .. و احببت تاريخ بلدى تحديدا .. و عملت فى مكتبة الكونجرس مستشارا اشئون الشرق الادنى .. لكننى سرعان ما وجدت ان العمل هناك لن يجدى و ين يبني عقلى و يفرغ طاقتى تجاه قضية الشرق الاوسط و مصر .. فقررت التفرغ للكتابة و ملاحقة الارهاب و التطرف بقلمى و تحليلاتى فى مقابل التضليل الاعلامى الواسع الذى تعج به امريكا و اعتقد انه دور يجب على كل شخص من اصل مصرى ان يفعله لرفعة مصر .
ريموند ابراهيم فى سطور
ريموند إبراهيم مصرى الاصل .. ولد لابوين مصريين هاجرا الى الولايات المتحدة الامريكية منذ اكثر من اربعين عاما .. علم نفسه بنفسه اللغة العربية .. تخصص فى دراسات الشرق الاوسط و التاريخ الاسلامى ..الف عددا من الكتب اهمها “المصلوب مرة اخرى” و يدور حول التطرف فى الشرق الاوسط و مصر .. الف ايضا ” تنظيم القاعدة “.. يحاضر فى عدد من الجامعات الأمريكية .. بجانب كتابة المقالات السياسية المستندة الى التاريخ فى عدد من الصحف الامريكية
حصل ريموند على الماجستير في التاريخ العربى مع التركيز على منطقة الشرق الأدنى القديم والعصور الوسطى من جامعة ” جورج تاون ” .. عمل مساعدا مرجعيا في قسم الشرق الأدنى التابع لمكتبة الكونجرس .. ثم استقال منها و تفرغ للكتابة .. حاليا هو زميل مركز “ديفيد هورويتز” الحرية والكتابة .. و زميل معهد ” هوفر” للحقوق و الحريات .