دعا إجناثيو آرتذا هو، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة، إلى تكريم ذكرى الطفلة بدور شاكر “12 سنة” التى راحت ضحية ممارسة ختان الإناث في 2007، وكلا اللآتى فقدن حياتهن بسبب الممارسة الضارة مثل سهير وكريمة ونيرمين وإيمان وأخريات ، وأتخاذ موقف حازم برفض ختان الإناث والإنضمام إلى صفوف الرافضين والمناهضين لها فى مصر، حتى يعلو صوت فتيات مصر المطالبات بحمايتهن من كافة الإنتهاكات والممارسات الضارة.
تأتي هذه الدعوة قبل أيام من الإحتفال باليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث في مصر، الذى يوافق ١٤ يونيو وهو اليوم الذى توفيت فيه الطفلة بدور إبنة المنيا، إثر اخضاعها للختان على يد طبيب عام ٢٠٠٧، وأعلنت بعده المؤسسة الدينية الإسلامية والمسيحية والمؤسسة الطبية ونقابة الأطباء رفضها لهذه الممارسة، وصدر على إثرها قانون من مجلس الشعب المصري في 2008 بتجريم ختان الإناث وعقاب مرتكبيه.
وقال إجناثيو : “إن تغيير العادات هو رحلة شاقة تتطلب نهجاً بعيد المدى، كما يتضح من المسح الصحى السكاني لمصر عام ٢٠١٤، فإن نسبة انتشار الختان هي ٩٢٪ للسيدات اللآتى سبق لهن الزواج وفى الفئة العمرية ما بين ١٥-٤٩ عاماً، ولكن نتائج المسح أظهرت أنه لايزال هناك أمل، فتشير إلى إنخفاض إنخفاض نسبة ممارسة ختان الإناث بين الفتيات في الفئة العمرية ١٥ و ١٧ سنة من ٧٤% عام ٢٠٠٨ إلى ٦١% فى عام ٢٠١٤، كما دلت النتائج على تغيير هام حدث فى مواقف الأمهات، فقد ذكرت ٣٥% فقط من السيدات اللاتى تعرضن للختان إستعدادهن لإجراء الختان لبناتهن”.
وأضاف: “إن الإدانة الجنائية للطبيب المتسبب فى وفاة الطفلة سهير الباتع” ١٣ عاماً” إبنة الدقهلية أثناء ختانها في 2013، تؤكد على دعم الدولة لجهود مكافحة ختان البنات، كما أن إعلان إستراتيجية وطنية لمناهضة ختان الإناث في مصر في 14 يونيو الحالي، يعكس إلتزام الحكومة بمواجهة تلك الممارسة والتعامل معها كأولوية وطنية “.
وفقاً للمسح الصحى السكاني عام ٢٠١4، فإن ٨٢% من عمليات ختان البنات تمت بيد الفريق الصحي وغالبيتهم من الأطباء مما يعد إنتهاكاً لآداب المهنة وقانون العقوبات، وهو مايؤكد أهمية دور نقابة الأطباء ووزارة الصحة كما صرح بذلك وزير الصحة في وسائل الإعلام، لابد من الإنتشار والتوسع في المبادرات والتدخلات المجتمعية حتى تشمل مصر كلها على النحو المنشود فى الاستراتيجية الوطنية الجديدة.
وأشار إجناثيو إلى أنه زار مؤخراً محافظة أسوان وسعد بلقاء ممثلي الإدارة المحلية والمنظمات غير الحكومية الشريكة، والمواطنين الذين تتضافر جهودهم من أجل القضاء على ممارسة ختان البنات، التى تعد عادة واسعة الإنتشار فى مصر من قبل الإسلام والمسيحية، وشاهد بنفسه الإلتزام والتفاني اللذان يستحقان الثناء والتشجيع.
وقال :” لقد شاهدت مجتمعاً يأخذ كله موقفا حازماً من هذه الممارسة التقليدية والتى ليس لها أى أساس ديني أو طبي أو أخلاقي كما أعلن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية وقد تم تجريمها وفقاً للقانون المصرى عام ٢٠٠٨..وتجمع قادة المجتمع والجمعيات الأهلية المحلية والنساء والرجال فى قرية نجع الحجر، لمشاهدة مجموعة من المسرحيات التى تهدف إلى رفع الوعى وإشراك المجتمع فى المناقشات التى تدور حول ختان الإناث، وما تلا ذلك كان لافتاً: إذ قامت السيدات المشاركات بوصف الأثار المأساوية للختان على صحتهن الجسدية والنفسية.. لقد تكلم الرجال بصراحة شديدة عن الضرر الذى سببته تلك العادة على علاقاتهم الزوجية، أما الفتيات فأشرن إلى هذه التجربة على أنها ” يوم أسود فى حياتهن”.
إتخذت أسوان موقفاً حازماً منذ عام ٢٠٠٥ لمناهضة ختان الإناث. فقد أعلنت حتى الآن عشر قرى بمحافظة أسوان رفضها لختان الإناث ودعمها لإنهاء هذه الممارسة الضارة. وهذا ما أكده أحد أعضاء الجمعية قائلاً: “الختان يهين المرأة ويؤذيها؛ فهو يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان ويجب محاربته حتى يختفى تماماً”.
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بمصر للقضاء على ختان الإناث منذ عام ٢٠٠٣. ويدعم حالياً البرنامج القومي لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث الذى تتبناه وزارة الدولة للسكان، واليونسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدنى. ويتم تنفيذ البرنامج بدعم من الإتحاد الأوروبى وحكومة السويد.