تقع مجموعة السلطان قلاوون بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة. وقام بانشائها السلطان المنصور قلاوون الذي يعد من أفضل وأشهر المماليك البحرية وهو السابع من ملوك الترك بمصر، تولى عرش مصر سنة 678هـ (1276م) بعد أن عُزِل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس الذي كان قلاوون يقوم بالوصاية عليه. وهو من مماليك الصالح نجم الدين أيوب، اشتراه بألف دينار، لذا كان يلقب بقلاون الألفي وأخذ يتقلد المناصب العليا حتى ظفر بحكم مصر.
“حرب الفرنجة والتتار”
وقد حارب الفرنج والتتار في الشام، وحكمت أسرة قلاوون أغلب عصر المماليك البحرية وقد أسند قلاوون مهمة الإشراف على عمارة مجموعة قلاون للأمير ” علم الدين سنجر الرفاعي” وقد ارّخ المبنى بناءً على شريط كتابي بطول الواجهة يشتمل على اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المبنى، وبناءً على نص تأسيسي منقوش على عتب المدخل الرئيسي للمبنى يحمل اسم المنشئ وتاريخ بدء البناء (العام 683 هـ / 1284 م) وتاريخ الانتهاء من البناء (العام 684 هـ / 1285 م).
الواجهة امام المحراب الخاص بالمدرسة
ايوان بالمدرسة (2)
مقصورة خشبية من الخشب الخرط (3)
مقصورة خشبية من الخشب الخرط
ميضأة المدرسة (2)
“أعظم المنشأت”
وتعد مجموعة السلطان المنصور قلاوون أعظم المنشآت الأثرية من عصر المماليك الباقية حتى الأن. وهي من أهم الأثار الإسلامية من حيث التخطيط والاشتمال فهي تمثل نمطاً جديداً في التصميم.
وقد احتوى هذا الأثر على عدة أبنية تتكون من مدرسة تعليمية وضريح للمنشئ، وبيرمستان (مستشفى).
وأمامه سبيل يرجع تاريخه إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون وهو عبارة عن حوض لشرب الدواب كان عميق ومبلط، إلا أن الناصر محمد رفض منظر الدواب البشع أمام هذه المنشأة الضخمة، فحوله إلى سبيل ويعد من أقدم الأسبلة بعد سبيل المدارس الظاهرية.
واجهة ايوان قبلة المدرسة
البيمارستان
السبيل امام مجموعة قلاون
“الواجهة الرئيسية”
يقول محمد خليل رئيس إدارة الوعي الأثري بالجمالية، والذي له دور كبير في تنمية الوعي الأثري لدى المواطن المصري بإشراف الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية” لوطني نت”.. تقع الواجهة الرئيسية على شارع المعز بالضلع الشمالي الغربي وفي واجهة المجموعة يقع المدخل الرئيسي ويؤدي المدخل إلى “دهليز” ممر ضخم يبلغ عرضه 4 أمتار وطوله 34 متراً وإرتفاعه 10 أمتار يكتنفه من على الجانبين ست أزواج من الحنايا من جهتين القبة والمدرسة وهي حنايا معقودة تفتح من الناحية اليمنى على شبابيك تطل على الضريح، أما الحنايا بالناحية اليسرى فتفتح شبابيكها على المدرسة.
محررة وطنى مع الاستاذ محمد خليل مفتش اثار الجملية
مدخل المجموعة
شباك اعلى المحراب بقبة الضريح
“الدهليز”
وسقف هذا “الدهليز”عبارة عن “كمرات” قوائم خشبية مستعرضة تحصر بداخلها مناطق غائرة مزخرفة بأشكال نجمية والسقف مجلد بالتذهيب والألوان.
ويوجد بالدهليز خمسة أبواب، أحدهم يصل منه إلى البيمارستان واثنان على اليمين يؤديان إلى الضريح (واجهة قبة الدفن) واثنان آخرين على اليسار يؤديان إلى المدرسة (واجهة إيوان قبلة المدرسة ) الذى يبرز عن واجهة القبة بمقدار10م.
الدهليز وسط المجموعة
سقف الدهليز
“العمارة الاسلامية “
وتصميم هذه الواجهة من الواجهات الغريبة في العمارة الإسلامية بمصر، وقد قارنتها الدكتورة دوريس أبو سيف بواجهة كاتدرائية باليرمو بجزيرة صقلية فوجدتها متطابقة معها، فرجحت أن يكون أحد الأسرى الصليبيين هو مصممها. وتمتد هذه الواجهة من الشرق إلى الجنوب، فمن الشرق نجد المئذنة، يليها إلى الجنوب واجهة القبة.
“واجهة القبة “
يبلغ طول واجهة الضريح بما فيها المئذنة35.11م وارتفاعها 20.25م وتتكون من مستطيلات رئيسية ذات عقود مدببة متعددة المستويات، يحتوي خمسة منها على 3 صفوف من الشبابيك والأسفل مستطيل، ثم يتخلل الواجهة أعلى هذه الشبابيك الطراز الكتابي الذي يحوي تاريخ البناء واسم المنشئ وألقابه، يعلو ذلك شبابيك مستطيلة معقودة بعقود مدببة يعلوها شبابيك قنديلية، أما الحنية السادسة فلا يوجد بها الشباك الأسفل ولا الأوسط لأن هذه المنطقة هي ظهر المحراب.
محررة وطنى فى طريقها لدخول الضريح
احد شبابيك الضريح
نص تأسيسي منقوش اعلى محراب للمدرسة
نقش يوضح سنةالانشاء لمجموعة السلطان محمد بن قلاون
الحنية السادسة فلا يوجد بها الشباك الأسفل ولا الأوسط لأن هذه المنطقة هى ظهر المحراب
“المئذنة”
يحتوي المجمع على مئذنة أعيد بناءها عام 703 هـ / 1303م بواسطة السلطان الناصر محمد بن قلاوون وذلك بعد سقوطها إثر زلزال عام 702 هـ / 1302 م، وتحمل المئذنة نقشاً كتابياً مؤرخاً يشير إلى أعمال التجديد. وتذكر بعض المصادر التاريخية أن هناك تشابهاً كبيراً بين هذه الزخارف وزخارف العمارة الأندلسية كما نراها في مئذنة الجيرالدا (بنيت عام 578 هـ / 1184 م) في أسبانيا.
قمة المئذنة يتخللها عوارض خشبية لتعليق وسائل الإضاءة (2)
“مئذنة قلاوون”
ومئذنة مجموعة قلاوون تعتبر أضخم مئذنة بنيت في مصر حيث تتكون من قاعدة مربعة يعلوها جزء مربع ثم الشرفة الأولى محمولة على كوابيل على هيئة مقرنصات يعلوها جزء مربع أصغر حتى الشرفة الثانية. والشرفة الثانية مثمنة الشكل ويعلوها جزء مستدير يحوي زخارف حجرية تنتهي بشكل زهرة متفتحة لتكون مظلة لشرفة الآذان الثانية وهذا الجزء مزخرف بأعمدة تحمل عقود متداخلة، ويعلوها قمة المئذنة يتخللها عوارض خشبية لتعليق وسائل الإضاءة.
“الوصف من الداخل”
القبة – كما يقول محمد خليل، هي خاصة بدفن المنصور قلاوون ودفنت بها أيضا ابنة الناصر محمد وحفيدة علاء الدين. ويدخل إليها عن طريق بابين على يمين الممر الرئيسي للمجموعة، ويؤدى الباب الأول إلى داخل القبة مباشرة ويؤدي الثاني إلى صحن مكشوف يحيط به من ثلاث جهات رواق مسقف بقباب ضخمة، ويتوسط الجدار الجنوبي من الصحن مدخل القبة.
والقبة عبارة عن مساحة مربعة يتوسطها مثمن يتكون من 4 دعامات مربعة بأركانها أعمدة رخامية، ويزخرفها زخارف من فسيفساء الرخام والصدف، و4 أعمدة جرانيتية مستديرة من الجرانيت الوردي – مستجلبة من مبانى سابقة، ويعلو أضلاع المثمن عقود مدببة يتوج كل عقد قمرية مستديرة، وكل هذه العقود مزخرفة بزخارف نباتيه، وقد كسيت كل بواطن العقود بالزخارف الجصية، ويعلو عقود المثمن شبابيك قنديلية بسيطة يليها رقبة القبة ثم القبة نفسها.
محررة وطنى داخل قبة الضريح
احد الاعمدة الاربعة لقبة الدفن لمجموعة المنصور قلاون
سقف القبة والعمدان الجرانيتية
زخارف من الفسيفساء
زخارف رخامية
“الضريح”
يتوسط أرضية القبة الضريح وهو عبارة عن منامه ثم تابوت خشبي عليه كتابات بالخط الكوفي النسخي من ألقاب وأسماء المنصور قلاوون إلا أن أجزاء منها فقدت.
ويحيط بالتابوت مقصورة خشبية من الخشب الخرط حليت بنقوش كتابية ترجع لعصر الناصر محمد بن قلاوون، وهي تعمل على حماية التابوت، ويحيط به حجاب يصل بين الدعامات الأربعة للمحراب: مزخرف بالفسيفساء الرخامية، واكتشف حديثاً أن المادة التي اسخدمت في لصق هذه الفسيفساء هي اللبان حتى يصدر رائحة حسنة.
وسقف القبة عبارة عن سقف خشبي مزخرف ومذهب وملون باللازورد.
ولم تكن القبة المنصورية التي أقامها لتكون مدفنًا له مقتصرة على هذا الغرض، بل جعل منها مدرسة ومسجدًا، ورتب بها خمسين مقرئًا يقرأون القرآن ليلاً ونهارًا، وخصص لها إمامًا للصلاة، وعالمًا لتفسير القرآن للطلاب الذين يؤمون القبة، وجعل بها خزانة للكتب، وخازنًا يقوم بأمرها، وهذه القبة من أجمل القباب الباقية بمدينة القاهرة.
تابوت خشبى عليه كتابات بالخط الكوفى النسخى القاب واسماء المنصور قلاوون (2)
سقف القبة (2)
سقف القبة (1)
المحررة امام محراب القبة
دكة المقراء
“المحراب”
المحراب طوله 7 متر ويتميز بضخامته وثراء زخارفه فهو عبارة عن حنية نصف دائرية يكتنفها ثلاث أزواج من الأعمدة وزخرفة كوشات العقد بفسيفساء من الرخام والصدف. أما حنية المحراب نفسها فمزخرفة بصفوف من المحاريب الصغيرة.
البيمارستان:
يعتبر بيمارستان السلطان المنصور قلاوون، قسماً رئيسياً من المجمع الذي شيده بالشارع الأعظم، أو شارع القصبة، أو شارع قصبة القاهرة، المعروف الأن بشارع المعز لدين الله الفاطمي. وكان البيمارستان من أسباب بناء هذا المجمّع، إذ يذكر أنه أثناء وجود قلاوون في الشام وهو أمير، مرض مرضاً شديداً فعالجه الأطباء بأدوية أحضرت من بيمارستان نور الدين محمود في دمشق فشفي.
“الدار القبطية”
وزار قلاوون البيمارستان فأعجب به ونذر إن أتاه الله المُلك أن يبني واحداً مثله لتقديم الرعاية الصحية والإجتماعية للمرضى. وقد اختار قلاوون لبناء البيمارستان موقع القصر الغربي الفاطمي، وكانت به داراً تسمى ( الدار القطبية ) نسبة إلى الأميرة “مؤنسة القطبية”، وهي الدار التي كانت من قبل تقع في أملاك ست الملك ابنة العزيز بالله الفاطمي وأخت الخليفة الحاكم بأمرالله والتي آلت بعد ذلك إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي.
“احتفال السلطان”
وكانت القاعة تقع في نهاية المجمع وتشتمل على أربعة إيوانات وقد زود البيمارستان بالأطباء في جميع التخصصات وكذلك الصيادلة والممرضين والمعاونين رجالاً ونساء، وزوده بأفخر الأثاث والأدوات، وألحق به عيادة خارجية.. وافتتحه السلطان في حفل كبير شارك فيه الأمراء والقضاه والعلماء. وتضمنت حجة وقف هذا الصرح الطبي أنه مفتوح طوال اليوم لتقديم العلاج للمرضى دون نظر إلى طبقاتهم أو جنسياتهم، دون مقابل أو أجر وجعله في خدمة جميع الناس. وجعل لمن يخرج معافي منه كسوة، ومن مات جُهز وكُفن ودفُن.
“تدريس الطب”
ولم يقتصر دور البيمارستان على تقديم العلاج، بل تعداه إلى تدريس الطب للطلاب، وهو ما يشبه الأن المستشفيات التعليمية التابعة لكليات الطب، حيث يتاح للطلاب ممارسة الطب تحت إشراف أساتذتهم.
“الأطلال”
ولم يبق من البيمارستان اليوم غير أجزاء قليلة، منها جزء من الإيوان الشرقي ويحتوي على بقايا فسقية رخامية تنساب إليها المياة على سلسبيل صغير، كما توجد نوافذ تحيطها أفاريز بها كتابات كوفية.
وبقايا من الإيوان الغربي وبه سلسبيل زينت حوافه برسوم حيوانية . وقد عثر به على أفاريز من الخشب تشتمل على رسوم ملونة محفورة لمناظر من الحياة الإجتماعية، وأجمعت آراء المختصين على أنها أفاريز كانت تزين القصر الغربي الفاطمي الصغير وأعيد استخدامها في تزيين البيمارستان المنصوري، وتشبه إلى حد كبير ذلك الموجود في قصرالعزيزة في باليرمو في صقلية (اكتمل بناؤه بين العامين 561 و 570 هـ ) وعلى الرغم من إنشاء هذا المارستان كمستشفى عمومي لمعالجة شتى الأمراض، إلا أنه منذ عام (1274هـ/ 1856م) خصص للأمراض العقلية، وبعد فترة ارتبطت كلمة المارستان بالأمراض العقلية من قبل العامة، فصارت العامة تسميه بعد التحريف “مورستان”، واستمرت الكلمة في موروثنا الشعبي إلى الأن يطلقها الناس حتى لو مزاحاً لبعضهم البعض ثم نقلت الأمراض العقلية منه، ومنذ سنة (1334هـ/ 1915م ) إلى الأن صار مستشفى لأمراض العيون والرمد.
وانتقلت تبعيته على مر الزمن من وزارة الأوقاف إلى وزارة الصحة إلا أن المبنى حالياً يتبع هيئة الآثار المصرية نظراً لقيمته الأثرية والتاريخية.
زخارف جصية اعلى محراب المدرسة
“المدرسة”
يضيف محمد خليل أن التاريخ يذكر للسلطان قلاوون ما قام به من إنشاءات عظيمة ارتبطت بها نهضة علمية ونشاط وافر، فأقام عددًا من المدارس التي امتلأت بالشيوخ وطلبة العلم، وفي مقدمتها المدرسة المنصورية، التي أوقفها لتدريس الفقه على المذاهب الأربعة. وكان يتولى التدريس بها كبار الأئمة وأعيان الفقهاء والمحدثين. وتتضمن حجة الوقف التي كتبها قلاوون بها إشارات كثيرة تتعلق بتنظيم العملية التعليمية داخل المدرسة من حيث مقر الدراسة، وجلوس أهل المذاهب الأربعة بها، وأماكن سكن المدرسين الفقهاء وأجورهم ورواتبهم وغير ذلك من الشروط.
“أروع المدارس المملوكية”
وتعد المدرسة من أروع المدارس المملوكية التي شيّدت بالقاهرة لعمارتها الراقية، وزخارفها الرائعة وتضم المدرسة صحناً مفتوحاً محاطاً بإيوانات فقط وخلاوي المتصوفين، ويوجد بها محراب صغير في جدارها الشرقي. يتصدر الضلع الجنوبى الشرقى من المدرسة وهو عبارة عن حنية نصف دائرية على جانبيها عمودان فقط، وزخرفة الحنية بصفوف من المحاريب كما يعلو المحراب قندليات مركبة من الجص المعشق بالزجاج الملون.
ويدخل للمدرسة من بابين على يسار الداخل من الممر الرئيسي، الأول يصل إلى الإيوان الشمالي الشرقي والثاني يصل إلى مدخل منكسر يؤدي إلى الصحن.
“مدارس المماليك”
وقد انشئت المدرسة طبقاً للتخطيط الذي ساد في عصر المماليك، إذ تتكون من 4 إيوانات: إيوانين كبيرين هما إيوان القبلة والمقابل له، وإيوانين صغيرين اطلقت عليهما الوثيقة اسم صفتين، ويتوسط الإيوانات الأربعة صحن مكشوف وعلى يسار الإيوان باب يؤدي إلى منطقة الفضاء بها ميضأة المدرسة الحديثة وملحق بها عدد من دورات المياة، وكان يوجد أيضا سلم آخر موصل لخلاوي الطلبة بالجهة الجنوبية الغربية من الصحن.
ايوان القبلة يتكون من مستطيل مقسم إلى ثلاثة أروقة عن طريق بائكتين من أعمدة وعقود أكبرها أوسطها ويطل على الصحن واجهة مقسمة إلى مناطق أكبرها أوسطها،المنطقتين الجانبيتين يتكون كل منهما من مستطيل مكون من فتحة باب يعلوها شباك معقود بعقد مدبب يعلوه شباك آخر بنفس الشكل،
اما المنطقة الوسطى فمقسمة عن طريق عمودين يعلوهما 3 عقود أكبرها أوسطها يعلوهم صف آخر من 3 عقود يعلوهم قمرية ويضم هذا القسم عقد مدبب.
المدرسة المنصورية
صحنا مفتوحا محاطا بإيواني
المحراب المذهب بالمدرسة
قنديل معلق
احد القناديل المعلقة بسقف المدرسة
الايوان الغربى
“الترميمات”
قد عنيت لجنة حفظ الآثار بترميم هذه المجموعة، ومن أعمال الترميم التي قامت بها مثلاً: أن أعادت القبة سنة 1908م على شكل قبة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون.
وكثير من أعمال الترميم حدث أيضاً خاصة بعد ظهور مشكلة تراكم الأملاح بالأثر، وقد ساهمت لجنة حفظ الآثار العربية في حماية مجموعة قلاوون وترميمها، بالإضافة إلى مساهمات المعهد الألماني حيث تم إجراء كافة أعمال الترميمات للمجموعة.
نقش يوضح سنةالانشاء لمجموعة السلطان محمد بن قلاون
مدرسة الناصر محمد بن قلاون وقبته
تقع مدرسة الناصر محمد بن قلاون وقبته بشارع المعز لدين الله (1295- 1304). بين مجموعة السلطان قلاوون ومدرسة السلطان برقوق.
بدأ في إنشاء المدرسة الملك العادل زين الدين كتبغا (تولى الحكم 1294- 1295م)، ورفع بناءها حتى الطراز المذهب بالواجهة وأدخل فيه باباً من الرخام كان بإحدى كنائس عكا.
وأكملها الملك الناصر محمد بن قلاون وأنشأ بها قبة دفنت بها والدته وابنه. وكانت المدرسة تلقى بها دروس للمذاهب الأربعة وأيضا كانت تحوي مكتبة كبيرة لعلوم الفقة والدين.
وبداخل القبة تجليد من الخشب المنقوش يحيط بجدرانها، وبين القبة والمدرسة طرقة بها سقف مزين بالزخارف.
والمدرسة عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات لم يبق منها الآن غير اثنين: إيوان القبلة والإيوان المقابل له، أما الإيوانان الآخران فقد خربوا، وحل محلهما بعض الأبنية الحديثة ولم يبق من إيوان القبلة سوى المحراب بعموديه الرخاميين الرائعين، وطاقيته ذات الزخارف الجصية البارزة والمفرغة، تشهد بما يعلوها من زخارف جصية أخرى وما يقابلها بصدر الإيوان الغربي يدل على ما وصلت إليه هذه الصناعة من رقي وفن في العصر المملوكي.
وعلى يمين الداخل من الدهليز الواصل للصحن، باب يؤدي إلى القبة، والتي لم يبق منها سوى رقبتها ومقرنصات أركانها
والواجهة مبنية بالحجر وما زالت تحتفظ بالكثير من معالمها القديمة، تحليها صفوف قليلة العمق، فتح بأسفلها ثلاثة شبابيك بأعتاب تعلوها عقود مزينة بزخارف محفورة.
وتنتهى هذه الصفوف من أعلى بمقرنصات رائعة، ويمتد بطول الوجهة طراز كتب عليه اسم الناصر محمد، الذي حل محل اسم كتبغا وتاريخ بدء العمل، وتتوجها شرفات مسننة.
بوابة مجموعة الناصر محمد بن قلاون
المئذنة
مئذنة مجموعة الناصر محمد بن قلاون ويمينها مئذنة مجموعى السلطان المنصور قلاون (3)
ايوان بالمدرسة
صحن مدرسة الناصر محمد بن قلاون
سقف القبة واسفلة الضريح
مئذنة قبة ومدرسة الناصر محمد بن قلاون
باب قبة ومدرسة الناصر محمد بن قلاون
“دهشة الزائر”
ومن أهم ما يدهش الزائر فى واجهة المدرسة، الباب الرخامي وهو من الطراز القوطي الغريب عن العمارة الإسلامية، فقد كان لأحد كنائس عكا فلما فتحها الأشرف خليل بن قلاوون سنة 690 هجرية / 1291م نقل هذا الباب إلى القاهرة ووضع في هذه المدرسة في عهد الملك العادل كتبغا عندما شرع في إنشائها.
وبأعلى المدخل منارة مكونة من ثلاث طبقات، الأولى مربعة زينت واجهاتها بزخارف وكتابات جصية جميلة، وانتهت بمقرنصات تكونت منها الطبقة الأولى، والطبقة الثانية مثمنة انتهت بمقرنصات أخرى كونت الدورة الثانية، أما الطبقة الثالثة وهي العلوية فحديثة.
محررة وطنى بجوار التابوت الخشبى لابن الناصر محمد بن قلاون
تابوت خشبى لابن الناصر محمد بن قلاون