يستأنف اليوم الاثنين، المؤتمر الثالث للتكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاث (الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا) أعماله بمدينة شرم الشيخ، على مستوى كبار المسئولين والخبراء؛ لبحث اتفاقية منطقة التجارة الحرة التي ستضم 26 دولة أفريقية من بينها مصر، فيما يبدأ اليوم توافد وزراء التجارة في بلدان التكتلات الثلاث وتستكمل اجتماعات اليوم مناقشة تقرير الاجتماع الثامن للجنة الفنية الثلاثية لكبار المسؤولين ومسودة البيان الختامي وتحديد تاريخ ومكان الاجتماع القادم لمجلس الوزراء، ومشروع إعلان شرم الشيخ لانطلاق منطقة التجارة الحرة الثلاثية.
وتشهد جلسات اليوم، اعتماد جدول أعمال المؤتمر من جانب كبار المسئولين والخبراء ودراسة الوثائق الثلاثية للقمة التي تتضمن اتفاقية التجارة الحرة لتكتلات (الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا)، بالإضافة إلى مناقشة إعلان شرم الشيخ؛ تمهيدا لإطلاق منطقة التجارة الحرة ،وكانت أعمال المؤتمر قد بدأت أمس الأحد، بمشاركة كبار المسئولين والخبراء للتحضير لاجتماع زعماء القارة الأفريقية ورؤساء الدول والحكومات في الـ 26 دولة المشتركة في التكتلات الاقتصادية الثلاث ويذكرأن عقدت القمة الأولى بأوغندا في عام 2008، فى حين استضافت جنوب أفريقيا القمة الثانية في عام 2011، فيما تأتي هذه القمة الثالثة التى تعقد بشرم الشيخ؛ استكمالاً لما تم الاتفاق عليه خلال الجولتين السابقتين.
أكد منير فخرى عبد النوروزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة: التزام مصر وحرصها الكامل على تقديم خبراتها وتوفير الدعم اللازم والعمل على توسيع مجالات التعاون مع كافة الدول الافريقية لزيادة فرص الاستثمار والتصدير وخلق شراكات تجارية واقتصادية كبيرة ترتكز على الاستفادة من الامكانات والثروات المتاحة لتلك الدول خلال المرحلة المقبلة والارتقاء بقدراتها.
وأشار الوزير إلى أن انشاء منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الثلاث الكوميسا والسادك وتجمع شرق افريقيا والتى تضم 26 دولة افريقية وتمثل اكثر من 62% من إجمالى الناتج المحلى للقارة الافريقية بقيمة 1.2 تريليون دولار يتطلب العمل على الارتقاء بمستوى البنية الاساسية خاصة بمجالي الطاقة والنقل ورفع تنافسية المنتج المحلي من خلال الاهتمام بالتعليم الفني والتدريب.
واضاف عبد النور ان هذا الاتفاق من شانه توسيع حجم الاسواق المحلية للدول الاعضاء بما يتيح لمنتجيها الاستفادة بوفرات الانتاج الكبير وزيادة التنافسية وتحقيق التكامل بين اقتصاديات الدول وتحسين استغلال مواردها المتاحة بالاضافة الى تقوية مراكزها التفاوضية داخل المنظمات الدولية للدفاع عن مصالحها.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير فى افتتاح فاعليات الاجتماع الثالث للمجلس الوزاري للتكتلات الافريقية الكوميسا وجماعة شرق أفريقيا والسادك بمشاركة وزراء تجارة الدول الـ26 الاعضاء بالتكتلات الثلاث وممثلى الامانات العامة لتجمع السادك وتجمع شرق افريقيا والعديد من ممثلى المنظمات الدولية
واشار عبد النور الى ان الاتفاق سيعمل على تشجيع ً عمليات التصنيع واضافة قيمة الى مواردها الطبيعية والتعدينية والزراعية وزيادة قدرتها على التصدير بما يسهم فتح فرص عمل امام شباب الدول الافريقية ورفعة مستوى معيشة شعوبها ومحاصرة دائرة الفقر
وأكد الوزير أن الدول المشاركة تستهدف استكمال ما تم البدء به في كمبالا عام 2008 ثم جوهانسبرج عام 2010، وما تلاها من اجتماعات للوزارات على المستوى القطاعى للوصول إلى إنشاء منطقة تجارة حرة تربط بين الدول الأفريقية من البحر المتوسط شمالاً إلى رأس الرجاء الصالح جنوباً.
واشار عبد النور إلى أن إنشاء منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الافريقية الثلاثة خطوة كبيرة نحو تحقيق تكامل اقتصادى وتجارى يجمع بين اكبر ثلاث تكتلات وهو الهدف الذى تسعى اليه العديد من الدول الافريقية للاستفادة من الثروات والامكانات المتاحة داخل القارة ليكون حجر الاساس لتحقيق وانشاء تجمع اقتصادى افريقي موحد
وقال الوزير ان دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ يتطلب العمل على الانتهاء من التفاوض حول قواعد المنشأ وجداول تخفيض التعريفة الجمركية ، ثم التصديق عليها من برلمانات الدول الاعضاء وهو ما يتطلب الاسراع فى اتخاذ كافة الاجراءات لتطبيق وتنفيذ تلك الاتفاقية.
ومن جانبه أشاد سينديسو نجوانيا سكرتير عام منظمة الكوميسا بجهود الحكومة المصرية فى تنظيم هذه القمة التاريخية والتى تمثل الأمل فى تحقيق آمال وطموحات الشعوب الإفريقية فى تكوين سوق مشتركة ، لافتاً إلى أن توقيع إتفاقية تجارة حرة بين التكتلات الثلاثة الكوميسا والسادك وجماعة شرق إفريقيا يعد خطوة للوصول إلى اتحاد جمركى موحد يضم الـ 26 دولة الأعضاء فى التكتلات الثلاثة.
وأوضح أن توقيع إتفاقية تجارة حرة بين التكتلات الثلاثة من شأنه التأثير بشكل إيجابى على معدلات التجارة البينية والإستثمار بين دول القارة الإفريقية حيث من المتوقع أن تؤدى إلى تخفيض تكلفة التجارة المتبادلة بين هذه الدول وزيادة معدلات التجارة البينية ومضاعفتها حيث تبلغ حاليا 1.3 تريليون دولار ومن المتوقع أن تصل إلى 3 تريليون دولار عقب دخول الإتفاقية حيز النفاذ، لافتا إلى ضرورة استغلال العنصر البشرى المتميز فى القارة الإفريقية وتوجيهه نحو التنمية وتحقيق معدلات تنموية عالية.
وأضاف أن معظم المؤشرات تفيد أن إفريقيا تعد بمثابة الحصان الرابح للتنمية خلال الفترة المقبلة نظرا لتحقيق عدد كبير من دول القارة معدلات نمو مرتفعة ، مؤكدا أن توفير المزيد من فرص العمل لأبناء القارة لابد أن يكون أولوية قصوى بالنسبة للدول الإفريقية.
واشارمايكل بامها وزير التجارة والصناعة لدولة زيمبابوى،والتى ترأس الدورة الحالية للتكتلات الثلاث إلى الجهود التى قامت بها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية للتنسيق بين كافة الدول الافريقية للوصول إلى هذا الاتفاق مؤكداً ان القارة تمتلك العديد من الفرص التى يتطلب العمل على استغلالها.
ولفت إلى ان اجتماعات كبار المسئولين والتى عقدت بالامس قد ناقشت كافة القضايا الفنية المتعلقة باتفاق التجارة الحرة ومن المقرر ان يناقشه اليوم وزراء تجارة الدول الـ26 اعضاء التكتلات الثلاث.
كما قال فاسيل جبر سيلاسى سفير دولة أريتريا بالقاهرة، إن إطلاق اتفاق التجارة الحرة بين التكتلات الثلاث فرصة واعدة لكل الدول الـ26 الممثلين للتكتلات الثلاث الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا، لافتا إلى أن القارة تمتلك سوقا كبيرا وفرصا استثمارية ضخمة، الأمر الذى يحتم على تلك الدول زيادة وتعميق التعاون فى مختلف المجالات من أجل الاستفادة من الثروات والخبرات الموجودة داخل القارة، لافتا إلى أن اتفاق التجارة الحرة سيفتح مجالا كبيرا للتعاون الاقتصادى بين دول القارة.
وأضاف نجوانيا سكرتير عام الكوميسا ورئيس الاجتماعات للتكتلات الثلاثة :”نحن ممثلوا قارة إفريقيا جئنا هنا في شرم الشيخ للٱعلان عن منطقة تجارة حرة بين أكبر ثلاث أسواق في إفريقيا، هي الكوميسا وشرق ٱفريقيا وناسداك ، ونسعى من خلال اجتماعنا في شرم الشيخ إلى خلق قواعد موحدة ومنظمة لعمليات التبادل التجاري بين الثلاث تكتلات إفريقية من خلال تذليل العقبات والعوائق في سبيل تحقيق توحد اقتصادي كبير في إفريقيا
أكدت بياتريس موتيتاوا، مدير التجارة الدولية بوزارة التجارة والصناعة بزامبيا، الدور المحورى الذى تلعبه مصر لاتمام توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين التكتلات الإفريقية الثلاثة السوديك والسادك وتجمع شرق إفريقيا، والجهود التى يبذلها الجانب المصرى لإزالة كل المعوقات.
وقالت موتيتاوا، إنه فرصة لتلاقى الأفكار وتبادل الخبرات نحو تحقيق شراكة اقتصادية حقيقية وقوية بين التكتلات الثلاث وان اطلاق اتفاق التجارة الحرة هدف نسعى اليه لدعم عمليات التنمية والنمو للقارة.
وتمثل الدول 26أعضاء التجمع نحو نصف عدد الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، ويمثل الناتج المحلي الإجمالي لها ما يقدر بنحو 60 %من الناتج المحلي للقارة، وتضم 57 %من إجمالي التعداد السكاني للقارة. وبمقتضى هذا الاتفاق سيوجد تجمعًا اقتصاديًا، يعد التاسع عالميًا من حيث حجم الناتج المحلى الإجمالى لمجموعة الدول الأعضاء، والمقدر بنحو 1.2 تريليون دولار، وسوق يضم 625 مليون نسمة.
وقد شهد حجم التجارة البينية للدول الأعضاء نموا مطردا خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع من 30.6 مليار دولار خلال 2004 ليسجل 102.6 مليار دولار خلال 2014، بما يشير إلى أن حجم التجارة قد تضاعف ثلاث مرات خلال 10 سنوات، ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى اتفاقات التجارة الحرة المطبقة في إطار كل من التكتلات الثلاثة.
أكد سعيد عبد الله، رئيس قطاع الاتفاقيات التجارية، أن عدد المسئولين الذين حضروا الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر التكتلات الثلاثة 17 عضوا من إجمالى 26 دولة أفريقية، مشيرا إلى أننا ننتظر حاليا حصر الوفود القادمة من وزراء تجارة الدول الأفريقية للتكتلات الثلاثة الكوميسا والساداك وشرق أفريقيا. وأضاف “عبد الله”، أن طريق القاهرة كيب تاون الذى يربط بين مصر وجنوب أفريقيا من المتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2016 و2017، مشيرًا إلى أن الجهات التى تمول تنفيذه تتضمن البنك الأفريقى ومنظمات دولية، إضافة إلى مشاركة مصر فى تنفيذ البنية التحتية للطريق.
وأوضح رئيس قطاع الاتفاقيات التجارية، أن أحد أهم المشاكل التى تعوق الصادرات المصرية للدول الأفريقية هى وسيلة النقل، وتتنوع ما بين نقل برى وجوى وبحرى حسب الموقع الجغرافى لكل دولة، خاصة أن هناك دولا حبيسة لا تطل على موانئ يصعب فيها عمليات وصول البضائع. وأوضح أن مصر ترحب بإعلان منطقة التجارة الحرة بينها وبين التكتلات الثلاثة الكوميسا، والساداك، وشرق أفريقيا، على أن تدخل حيز التنفيذ بعد توقيع الرؤساء بين الدول الحاضرة بعد غد الأربعاء، كما يستلزم على كل دولة أن تقوم بتقديم أوراقها إلى السكرتارية بتجمع الدول الثلاث لبدء تنفيذ الاتفاقية بعد شهر من إيداع الوثائق.
ومن جانبه أكد سيد البوص المستشار الاقتصادي لوزير التجارة والصناعة وممثل مصر في اجتماعات اللجنة الثالثة للتكتلات الإفريقية، أن اجتماعات اليوم هي اجتماعات تمهيدية لاجتماع رؤساء الدول الٱفريقية غداالثلاثاء ،مشيرا إلى ان مصر تسعى لتنفيذ برنامج متكامل لزيادة الصادرات لمختلف أسواق دول التكتلات الاقتصادية الافريقية ” الكوميسا والساداك وشرق افريقيا “
وأشار إلى ان الاجتماع الأول يهدف إلى اعداد اجندة مباحثات يطلع عليها وزارء الدول الإفريقية غدا الاثنين للبت فيها، على رأسها تحرير التبادل التجاري بين دل الأعضاء الثلاثة للتكتلات الاقتصادية إلى جانب تحرير تجارة الخدمات والإنتاج الصناعي وتحسين البنية التحتية لتلك الدول، لافتا ٱلى انتواء الٱعلان عن منطقة التجارة الحرة في ٢٠١٧.
ولفت البوص إلى تذليل العقبات الجمركية بين التكتلات الثلاثة بما يسمح من تطوير الأسواق الإفريقية التي تمثل ٥٢٪ من سكان إفريقيا، مضيفا، ان تكامل الأسواق الإفريقية فيما بينها يدعم من تحفيز القيمة المضافة للتجارة والصناعة في الدول الٱفريقية.
وأضاف: إن مشاركة مصرفياجتماعات التكتلات الإفريقية بهدف الاستفادة من التبادل التجاري بين الأسواق الإفريقية وبعدها وزيادة معدلات الصادرات لٱفريفقيا،بما يسهم في رفع مستويات المعيشة للمواطنين.
أكد محمد على عبد الله المستشار الاقتصادى بسفارة السودان بالقاهرة، أن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاث هو إعلان سياسى بإرادة حرة على تشكيل قوة اقتصادية قوية ورسالة للعالم أن 26 دولة أفريقية لديها رغبة قوية فى تشكيل قوة اقتصادية أفريقية وتسيير حركة التجارة البينية، لافتاً إلى أنه لا توجد أى خلافات حتى الآن على الاتفاقية بين الدول الأعضاء، مؤكداً سهولة تنفيذ الاتفاقية لأن الكوميسا تمثل 19 دولة فى التكتلات الثلاثة وهى قطعت شوطا طويلا فى تنفيذ منطقة التجارة الحرة فيما بينها. كما أكدت بياتريس موتيتاوا، مدير التجارة الدولية بوزارة التجارة والصناعة بزامبيا، على هامش مؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية اليوم، الدور المحورى الذى تلعبه مصر لاتمام هذا الاتفاق والجهود التى يبذلها الجانب المصرى لإزالة كل المعوقات، لافتة إلى أن المؤتمر فرصة لتلاقى الأفكار وتبادل الخبرات نحو تحقيق شراكة اقتصادية حقيقية وقوية بين التكتلات الثلاث، وأن إطلاق اتفاق التجارة الحرة هدف نسعى إليه لدعم عمليات التنمية والنمو للقارة.
ويشير تقرير وزارة الصناعة إلى أن حجم التجارة البينية لدول تجمع الكوميسا ، قد شهد نموا مطردا خلال السنوات الماضية، حيث ارتفع من 8 مليارات دولار في عام 2004 ليسجل 22 مليار دولار خلال العام الماضي 2014، في حين ارتفع حجم التجارة البينية لدول الـكوميسا من 20 مليار دولار في 2004 ليسجل 72 مليار دولار في 2014، بينما ارتفع حجم التجارة البينية لدول تجمع شرق أفريقيا EAC من 2.6 مليار دولار في 2004 ليسجل 8.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
ووفقا لتقريروزارة الصناعة فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للتجمعات الثلاثة في عام 2013 نحو 1.2 تريليون دولار. وتجدر الإشارة إلى أن حجم التجارة البينية لقارة أفريقيا بأكملها قد ارتفع من 602 مليار دولار في 2005 ليسجل 1.2 تريليون دولار في 2013، أي أن حجم التجارة قد تضاعف في أقل من 10 سنوات. وقد بلغ عدد سكان القارة في 2013 نحو 1110 ملايين نسمة، وحققت ناتجا محليا إجماليا قيمته 2.3 تريليون دولار.