” رمضان جانا وفرحنا به .. بعد غيابه وبقاله زمان .. غنوا وقولوا شهر بطوله .. غنوا وقولوا .. اهلا رمضان .. رمضان جانا .. اهلا رمضان ” هذه الكلمات الذى غناها محمد عبد المطلب تعلن عن قدوم شهر رمضان الكريم فهو الشهر التاسع في التقويم الهجري ويأتي بعد شهر شعبان ويعتبر هذا الشهر مميزا عن باقي شهور السنة الهجرية فهو شهر الصوم شهر العبادة و الغفران ، ويدوم شهر رمضان ٢٩ أو ٣٠ يوما و يتغير تاريخ بدايته من سنة لأخرى حيث يختلف عن السنة التي قبلها ب ١١ يوما ويتم تحديده بمراقبة ظهور الهلال بدءًا من ٢٩ من شهر شعبان.
ولمعرفة نبض الشارع المصرى قبل حلول هذا شهر رمضان الكريم كان لنا هذا التحقيق الميدانى ..
“ضبط النفس “
فى البداية يقول حسام دكتور صيدلى ان صوم شهر رمضان هو صوم عن المعاصى والذنوب وفرصة لضبط النفس والتخلص من الذنوب ولكن المشكلة ان البعض يصابون فى هذا الشهر الكريم بنوبات من العصبية الشديدة ولا يستطيعون ضبط انفعالاتهم ويثارون لاتفه الاسباب ولعل هذا يرجع الى الشعور بالعطش ، فقد اثبتت الكثير من الابحاث الطبية ان نقص المياه فى الجسم يؤدى الى حالة من التوتر والارتباك والعصبية الشديدة ، هذا الى جانب ان امتناع الصائم عن تناول المشروبات المنبهة التى تحتوى على الكافيين تؤدى الى الشعور بالإجهاد والنعاس والصداع الشديد والغضب ، ومن هنا يجب على الصائم ان يعى هذا ويضبط نفسه قدر طاقته حتى يتحقق الهدف السامى من فريضة الصوم
“التوتر والعصبية”
وتوافقه الرأى سها موظفة حيث تشتكي من عصبية زوجها في شهر رمضان نتيجة ترك الدخان و المنبهات بسبب الصيام ، رافضا نصيحتها له بان يقلل من التدخين والمنبهات قبل الشهر الكريم حتى يعتاد جسده على هذا الأمر بشكل تدريجى ، الأمر الذي بات يغرق الاسرة في جو من التوتر وعدم الراحة خاصة الابناء الذين يرضخون لنظام صارم حتى يتهيئ لوالدهم الراحة والنوم حتى موعد مدفع الافطار .
“الراحة النفسية “
استمتع فى شهر رمضان بالراحة النفسية والسلام الصفاء الداخلى هذا ما تؤكده هند طالبة جامعية قائلة اانى احرص على ان اتبع نصيحة والدتى لى فى هذا الشهر الكريم فاقوم بالاكثار من الدعاء الذى يساعدنى على ازالة التوتر والتعب النفسي ، ولا ادخر جهدا فى مساعدة الغير بكافة الصور المادية والمعنوية ، وعندما اتعرض لما يؤرقنى ويشعل نار غضبى أصمت عن الكلام حتى اتجنب العصبية وغيرها من الرزائل وأحاول ان ابتسم فليس هناك أجمل من توزيع ابتسامتك على الآخرين كما ان الوجه المبتسم يساعد الانسان على التخفيف من حالة التوتر
“فرصة ذهبية “
الصوم يعالج جملة من الأمراض هذا ما أوضحه الدكتور محمد اخصائى أمراض باطنية قائلا الجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يعد فرصة ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه فيقى الجسم من كثير من الزيادات الضارة مثل الحصوات والرواسب الكلسية والأكياس الدهنية ، كما يعتبر الصيام خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاته لمرضى السكرى ، كما يفيد الصيام في علاج مرضى الفشل الكلوي من خلال انخفاض السوائل التي يتناولها والطعام الذي يقسم إلى وجبتين إذا التزم بتقليل البروتينات الحيوانية هذا بالاضافة الى ان الصوم يخلص الجسم من السموم التى تكون عادة ذائبة في الدهون ومع الصيام يضطر الجسم لاستهلاك الدهون فتتحرر هذه السموم ويسهل إخراجها من الجسم ،كما أكدت الأبحاث العلمية والطبية الحديثة على الفائدة الكبيرة للصيام، في خفض نسبة الكوليسترول في الدم، والذى تزداد معدلاته بزيادة نسبة الدهون في الجسم والتي تتراكم طوال أشهر العام ويبدأ الجسم في التخلص منها خلال فترة الصيام.
الصحة والرشاقة
وتوافقه الرأى شاهيناز خريجة حديثة قائلة بعد تخرجى من الجامعه وفشلى فى الحصول على وظيفة مناسبة اصبت بحالة من الاكتئاب الامر الذى جعلنى فى حالة من النهم والشراهة فى تناول الاكل فزاد وزنى بطريقة سيئة للغاية واستمررت على هذه الحالة لفترة طويلة ولكن قبل شهر رمضان الماضى اخذت قرارى وعقدت عزمى على اتباع نظام رجيم ووجدت من شهر رمضان فرصة ذهبية لهذا وبالفعل تحقق لى ما أريد فالصوم بلا مبالغة أقدر طبيب تخسيس وأرخصهم على الإطلاق، فالصوم يؤدي حتما إلى إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام التى يتم تناولها منذ اطلاق مدفع الافطار والا فقد الصيام لخاصيته المدهشة في جلب الصحة والعافية والرشاقة
“ازدحام المرور”
يقول عم طها سائق تاكسى اننى اعانى فى الشهر الكريم من ازدحام المرور وخاصة فى وقت الذروة قبل موعد مدفع الافطار بعدة ساعات حيث تبدأ الشوارع فى التكدس بسبب رجوع الموظفين من اعمالهم ورغبة كل منهم الوصول الى منزله للراحة والنوم او لتحضير وجبة الافطار ، وكم نعانى من الحوادث فى كثير من الاحيان فقد تعرضت عدة مرات لحوادث من جراء السرعة والتهور ، ولهذا كم اتمنى من المسئولين ان ييسروا على المواطنين من خلال منع إعاقة المرور والحفاظ على سلامة المرافق فى هذا الشهر الكريم لان كسر احدى مواسير المياه كفيل بان يعيق الطريق لساعات طويلة ، هذا الى جانب تمهيد الطرق والشوارع ورفع أى إشغالات تؤدى إلى إعاقة حركة المرور خاصة فى أوقات الذروة ، وتكثيف الحملات المرورية قبل وقت الافطار .
“المسحراتي”
ويعجب عم سيد على المعاش باغنية السحور التى يتلوها المسحراتى فى كل ليله من ليالى شهر رمضان قائلا: “اصحي يا نايم وحد الدايم.. السحور يا عباد الله .. يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحّد الله .. قول نويت بكرة إن حييت..الشهر صايم والفجر قايم .. ورمضان كريم ” وذلك لكي يوقظ النيام من سباتهم ويذكرهم بمواعيد السحور وصلاة القيام، خاصة ان شهر رمضان مليء بالكثير من العبادات والعادات والتقاليد ، مستطردا أنا من جيل تربى على صوت سيد مكاوى الذى يشبع النفس والعقل بصوته المفعم بالفن الأصيل الذى غاب عنا بغياب فوازير رمضان للفنانة الرائعة نيللى والفنانه المبدعه شريهان اللاتى طالما امتعونا بفن محترم وابداع حقيقى فكانا بالنسبة لنا وجبه محببه بعد مدفع الافطار ننتظرها كل عام ولكن بخل الزمن علينا بها .